دانا سليمان: أبني مهنتي كعارضة أزياء بثبات في المملكة والسفر جعلني أكثر قوة

اختارت الشابة دانا سليمان مجال عرض الأزياء والإعلانات والدعاية لأنّه عالم جديد في المملكة، حيث الفرص الواعدة باتت تتفتّح أمام الشابات، مستفيدةً من تمتّعها بالصفات الجسمانية المطلوبة للنجاح فيه، وبعد تشجيع من أهلها ومحيطها. وعملت على العديد من المشاريع مع علامات تجارية معروفة، ولكن هناك مجال آخر يستهويها بشكل أكبر وهو السفر ومشاركة تجاربها فيه مع متابعيها. التقينا دانا لنكتشف أفكارها ونعرف خططها للنجاح أكثر في هذين المجالين.

متى اكتشفتِ ميلكِ نحو مجال عرض الأزياء وهل تلقّيت التشجيع أم الاعتراضات؟

لم يكن مجال عرض الأزياء في بالي أبداً، ولكن من لفت انتباهي إليه هم أصدقائي ومحيطي، فأنا طويلة جداً وهذا الأمر يعدّ من المعايير الأساسية للعمل في هذه المهنة، وقد تحمّس أهلي بدايةً وشجعوني على القبول بالعروضات التي بدأت بتلقيها. فبالنسبة لي لم أكن مرحّبة كثيراً بالفكرة، بعكس ما يحصل عادةً حين يكون التواجد تحت الضوء من طموح الشابة لتلاقي اعتراضاً من أهلها. وقبل سنوات قليلة، لم أكن أتمتع بالثقة الكافية بالنفس لكي أواجه الجمهور عبر وسائل التواصل، إذ ربما أتلقّى الانتقادات بسبب طولي، حيث كنت أخجل منه ولم أعتبره نقطة قوّة. ومن جهة ثانية، أنا لطالما أحببت الخصوصية ولا زلت، وشعرت أنّ هذا المجال سيحرمني منها، ولكنني مع الوقت صرت مقتنعة أكثر بأهمية المواجهة، فالناس ستعلّق وستتكلم عن أي محتوى لأنّه ببساطة هناك اختلاف في الأذواق، فلا يوجد أحد كامل وخالٍ من العيوب وسيلقى إعجاب الجميع، وبالتالي حين امتلكت الاستعداد النفسي لدخول هذا المجال، بدأت بقبول العروضات واخترت عن قناعة التواجد أمام الجمهور. صرت جاهزة لتقبّل كل ما سيقال، وانطلقت بكل شجاعة وثقة، وهذه نصيحتي للشابات، وهي أن لا يُسارعن في قبول فرصة يمكن أن تقلب حياتهنّ رأساً على عقب، بل يجب التفكير جيداً بكل المسؤوليات الناجمة عن أي قرار يتّخذنه.

هل أنتِ راضية عن المسار الذي تأخذه حياتكِ المهنية كعارضة أزياء في المملكة؟

بالتأكيد، فأنا أدرس العروض التي أتلقاها بعناية لأنني أريد أن أكون مختلفة ولي بصمتي الخاصة، لذا أعتبر نفسي في بداية الطريق وأتقدّم ببطء ولكن بثبات، وفخورة بأنني قدّمت إعلاناً مع Saudi Cup، كما أنني الوجه الرئيسي لإعلانات موسم الرياض لهذا العام، وأطمح أن يقترن اسمي بحملات هادفة ومهمة مستقبلاً.

حبكِ للسفر يبدو واضحاً لدى تصفّح صفحتك عبر إنستغرام: danasulaiman@، حدّثينا عن هذا الشغف لديكِ باكتشاف العالم الواسع؟

أنا هاوية للسفر، أعشق اكتشاف الأماكن الجديدة، وأحب أن أشارك شغفي مع الناس فأكون رفيقتهم في سفراتهم، وأبحث عن الأماكن المخفية التي لا يعرف عنها كثر والمختلفة بروحها عن المواقع السياحية المشهورة التي يتم تصويرها عبر وسائل التواصل. كنت أقوم بذلك كهواية ولكنني اليوم أحوّلها إلى مهنة أخرى لي. فأنا أرغب أن يرى من يرافقني المناطق والشوارع والأحياء من وجهة نظري، وقد شجعني رفاقي وكل من سافر معي سابقاً على هذا الأمر، لأنّهم شعروا بمدى جدّيتي وتعمّق أبحاثي لكي يختبر من معي أموراً رائعة ويعيش تجربة مختلفة.

صراحة أرى نفسي في السفر أكثر من عرض الأزياء، فهو يسمح لي باكتشاف نفسي والتعرّف على العالم ويفتح آفاقاً أمام العقل، ويجعل الإنسان أكثر قوة ووعياً. هو ليس مجرّد إجازة من العمل، بل يجب أن يكون أساسياً في حياتنا... هو الجلوس مع أشخاص غرباء ومعرفة ثقافتهم وطريقة تفكيرهم، هو اكتشاف متواصل للذات وللمحيط قادر على إدهاشنا وجعلنا نمر بمواقف سنتعلم منها دروساً كثيرة، لأنّه يخرجنا من مكاننا الآمن، ويضعنا على تماس مع العالم الحقيقي، حيث لا ملل ولا خوف ولا قلق بل حماس وسعادة وترقّب دائم لاكتشافات ممتعة.

متى يجب البدء بالاستعداد للذهاب في رحلة جديدة، وما هي المعلومات التي يجب امتلاكها حول الوجهة؟

بالنسبة لي، أنا أستعد جيداً قبل السفر لأنني أريد أن أرى معظم الأماكن المعروفة في وقت قصير، فأقوم بأبحاث عبر إنستغرام وأتابع تعليقات الأشخاص الذين زاروا المكان سابقاً، وأسألهم عن خبرتهم ورأيهم، وعن توفّر وسائل نقل آمنة للوصول إليها. أبحث أيضاً عن الفنادق التي تناسبني وتتلائم مع ميزانيتي ومع هدفي من البقاء فيها، سواء رغبت بالسباحة أو الاستجمام أو بزيارت المطاعم المميزة أو السبا في داخلها.. كما أركز كثيراً على النظافة ولا سيما في فنادق شرق آسيا، وأرى أيضاً موقعه فأحرص أن يكون في منطقة آمنة وقريبة من المواقع المهمة والحيوية.

حدّثينا عن أجدد رحلاتكِ إلى بالي، هل أحببتها وما الذي يميّزها؟

لم تكن زيارتي الأولى لها، فقد أحببتها بالفعل وأردت العودة إليها. يوجد خيارات سياحية متنوعة وترضي جميع الأذواق، ولكنني أنصح بتخصيص وقت طويل نوعاً ما للرحلة، فالمناطق السياحية بعيدة عن بعضها البعض، لذا يتوجّب قضاء أكثر من يوم في كل وجهة، مع حجز فنادق مختلفة في كل مرّة، والقيام بنشاطات متنوعة، فمحبات البحر والسباحة سيجدن غايتهنّ، ومحبات الطبيعة سيستمتعن بسحرها وجمالها الأخاذ، كما يوجد حيز للراغبات باكتشاف التاريخ وعراقة البلاد، ويوجد أيضاً مغامرات وفرص للتسوق ومطاعم رائعة، كما أنّ شعبها طيّب ومضياف ولطيف مع الضيوف، وهي آمنة للفتيات، فعليهنّ أن لا يترددن لحظة قبل اختيارها وجهتهنّ المقبلة.

ما هي النشاطات التي لا تُفوت في بالي وتنصحين الزوار بتجربتها؟

أنصح بزيارة الأماكن الطبيعية ولا سيما الشلالات التي تقدّم فرصة رائعة للاستجمام والتخلّص من الضغوط النفسية، وممارسة المشي أو التنزه لرؤية الأنحاء. ويوجد أيضاً منطقة البركان حيث يمكن الاستمتاع بالمناظر الخلابة من الأعلى، ويوجد أيضاً شواطئ رائعة لممارسة السباحة والرياضات المائية، كما يوجد فرص للتسوق والاستمتاع بمزايا المدينة الحديثة، فلا تفوتي شراء الخشبيات المنقوشة بحس فني عالي، والأطباق المصنوعة بالأحجار البركانية، كما يمكن شراء الملابس التقليدية والهدايا التذكارية التي تعكس تراث البلد وثقافته. وبشكل عام، في بالي الكثير من الفعاليات والنشاطات، فهي تضج بالحياة والطاقة، لذا أنصح بتخصيص 15 يوم لها، وتأكّدي أنّك لن تملّي لحظة واحدة.

هل يوجد فنادق معيّنة ترغبين بأن يجرّبها السائح؟

يوجد خيارات متنوعة للفنادق تناسب كل الميزانيات وتتلائم مع الهدف من الرحلة، ولكن ما أشدد عليه هو متابعة التعليقات حول النظافة قبل الحجز، فهي أساسية بالنسبة لي، وقد أحببت فندق الريتز كارلتون، حيث الإطلالة مذهلة على حقول الأرزّ والأنهار حيث يمارس الرياضيون الرافتينغ، وهو مثالي للاسترخاء ولا سيما لقضاء شهر العسل.

كيف تخططين لتحويل شغفكِ هذا بالسفر إلى عمل حقيقي لكِ على أرض الواقع؟

أتواصل حالياً مع عدد من شركات السفر للحصول على دعمها حتى أقوم برحلات تضم مجموعات من الأشخاص للاستمتاع معاً بتجارب سفر جديدة، وأرغب أن يحب الناس السفر فلا يعتبروه مجرد إجازة عابرة، بل وسيلة للتعلم والتثقف والترفيه. أحاول جاهدة للانطلاق بمشروعي الخاص وأواجه الصعوبات للوصول بفكرتي للآخرين، ولكنني مستمرة بالسعي لأنّ شغفي حقيقي وإرادتي لن تتزحزح، وفي المرحلة المقبلة، أسعى لتعزيز حضوري على وسائل التواصل لكي ألفت انتباه الجمهور ولا سيما الشابات حول أهمية السفر.

حدّثينا عن مشاريعك للفترة المقبلة في مجال عرض الأزياء وتنظيم الرحلات السياحية؟

أستمر اليوم في مهنتي الثابتة، كما أقوم بحملات دعائية كجزء من عملي كعارضة أزياء، إذ لديّ إعلان لموسم الرياض كما ذكرت، وأركّز حالياً على مشروعي الخاص بالسفر، وعلى دول الخليج بشكل عام، حيث ستكون البداية من الرياض وبعدها المملكة، وأسعى لاحقاً للتواجد في الإمارات والكويت وغيرها من الدول. لديّ الكثير من الأفكار في أكثر من مجال، وأستفيد من الفرص الكبيرة التي تتاح لي اليوم في السعودية، كما لديّ طموحات في مجال التمثيل، ولكنني أنتظر الفرص الملائمة التي تزيد إلى رصيدي. 

اقرئي المزيد: دانه الحقيل: مصداقيتي في تقييم تجارب السفر هي سبب تميّز محتواي

 
شارك