حنين صالح: أريد لصوتي أن يصل بمحتوى هادف ومؤثر وبسيط ليدخل كل النفوس

 

لا يمكن سماع صوت حنين صالح وهي تغني دون الإحساس بشكل سريع بروعة خامته وقوته والتأثير الذي يتركه في النفس، فالشابة الجميلة التي قررت التميّز بخط مختلف عن غيرها حين اختارت تحميل أغانيها رسائل مختلفة تهدف إلى نشر التوعية بقضايا معاصرة، تثبت يوماً بعد يوم قوة موهبتها والتزامها بالتغيير مع الحفاظ على بساطتها وحقيقتها وتميز شخصيتها.

مثلت قبل فترة السعودية في مناسبة الاحتفال باليوم الوطني في كوريا، فغنيت أمام المئات ورفعت اسمها عالياً، ما الذي عناه لك هذا الحدث؟

لطالما كان الفن الكوري مصدر إلهام وحب كبير لي، وفكرة أن يتم التواصل معي من قبل هذا البلد لكي أمثل المملكة في حدث مهم وكبير كالاحتفال باليوم الوطني كان بمثابة الحلم الذي يتحقق، فشعرت بحجم المسؤولية التي أعطيت لي، وبالفخر الكبير الناتج عن ذلك، ولا سيما أني وقفت أمام شخصيات دبلوماسية وإعلامية مهمة من البلدين، حظيت بتشجيع كبير من الجمهور، ما زاد من سعادتي وفخري واعتزازي بموهبتي.

كانت لك مشاركة أيضاً في مسابقة KBS World مع شركة SM العالمية للترفيه، فكيف تقيمين التجربة؟

قررت في اللحظة الأخيرة أن أشارك في هذه المسابقة بعد تشجيع من إحدى الصديقات، وكنت بين 400 مشترك من مختلف الدول العربية، ووصلت إلى العشر الأوائل وبعد أن أديت أغنيتي الثانية فزت بالمركز الثاني، وكان فوزاً كبيراً بالنسبة لي لأني وصلت إلى مكان متقدم جداً. أحسست حينها أن طاقتنا يمكن أن تتجلى أمامنا وتحول حلمنا إلى حقيقة، فلطالما أحببت الفنون الكورية وأن يصل صوتي إلى هذا البلد البعيد، لهو أمر رائع ويشجعني على التقدم وتحقيق المزيد.

قلت في إحدى بوستاتك عبر إنستغرام أنك تعلمت من قصة "إرييل" المخصصة للأطفال أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة، وقدمت أغنية في هذا الإطار، فأين أصبحت في مسعاك لكسر المستحيل وكيف تتغلبين على الصعوبات؟

فكرة هذا البوست كانت يوم توجهي إلى المطار للسفر إلى كوريا، فقد سجلت الأغنية وحمّلتها في اليوم ذاته حيث شاركت لحظة صعودي إلى الطائرة ووصولي إلى أرض البلد، لأثبت لنفسي ولكل من يتابعني أن كلمة مستحيل ليس لها وجود حين نعمل بجهد ومن دون تراجع أو استسلام، كنت سعيدة جداً بالأصداء التي حصلت عليها على الإثر، وازداد تشجيع جمهوري وحثهم علي على الاستمرار لتحقيق حلمي الأكبر وهو الوصول إلى شركة ديزني العالمية والغناء لها، وسيظل هذا مسعاي الذي سأصل إليه في يوم ما.

صوتك رائع وحساس وقوي لدرجة لا تصدق، لماذا لم تختاري الطريق السهل وهو الغناء الرومانسي وانتقيت تقديم مواضيع ذات رسائل هادفة مع الغناء المسرحي الصعب؟

أحببت أن أنجح في مجال مميز وأن لا أكرر ما قام به غيري، فلن يراك أحد حين تقلد بل سيعجب بك الملايين لدى بروزك في مجال جديد، والسبب الثاني هو أني أحب الأغاني التي يتم فيها التركيز على قوة الصوت وتميز اللحن والكلمات الجديدة البعيدة عن مشاعر الحب والشوق والغيرة، أحب الاستماع إلى الغناء الكوري والياباني والأثيوبي، والاستمتاع بالألحان الجديدة والمعاني المختلفة التي ترصد أيضاً ما يحصل بين الناس بعيداً عن الحب الذي تتركز عليه معظم الأعمال. أشعر أني أواكب بتفكيري التغييرات التي تحصل في السعودية وانفتاحها على العالم.

كيف تختارين المواضيع التي ستغنيها؟

أختار الكلمات التي تحمل إحساساً جديداً فتلامسني وأعرف أنها ستلامس الجمهور، فلم نسمع مثلاً أغنية عن وردة نتأثر بها حين نراها في طريق ذهابنا إلى العمل، أو عن الأخت أو الصديقة التي تبتعد عنا ونحتاج إلى وجودها في حياتنا.. باختصار المشاعر ليست فقط من نوع واحد بل هي واسعة جداً ويجب أن نوصل إحساسنا بها للناس.

ترجعين إلينا من خلال أغانيك للأطفال أجمل الذكريات ورأيناك مؤخراً تغنين مقدمات كتب وأفلام مخصصة للصغار، وهل ترين أن أطفال الجيل الجديد بحاجة للقراءة وللأفلام الكرتونية الهادفة أكثر من الألعاب الإلكترونية لتنمية خيالهم وذكاءهم؟

أختار كلمات هادفة وموسيقى ممتعة لتقديم أغان تصل إلى الأطفال وتؤثر بهم، ومؤخراً قدمت 5 أغان لمتجر كبير مخصص للأطفال لكي يضعها طوال الوقت فيسمعها الصغار أثناء تجولهم داخله ويعجبون بها وبمعانيها، كما أغني لكتب مخصصة لهم، وذلك في مسعى لتشجيعهم على حب القراءة وإيجاد عنصر جذب يدفعهم باتجاهها ولا سيما كما قلت أنهم شديدو التأثر بمواقع التواصل ويحتاجون إلى ما يغريهم لكي يحبوا القراءة ويجدونها عالماً واسعاً ومليئاً بالأمور الممتعة التي ستعزز مخيلتهم وتنمي حسهم الإبداعي.

لا نرى فتيات كثيرات في مجال الدوبلاج في حين أنك دخلته ونجحت فيه، ما الذي جذبك إليه وما هي حلاوته وصعوبته؟

أتقن الدوبلاج وقدمت عملين به فأنا أملك موهبة تقليد الأصوات وأتقن اللغات الجديدة بشكل سريع ولكني اليوم أرى أسماء جديدة لامعة على ساحته في السعودية، ولكني أفضل اليوم التركيز أكثر على الغناء وإيصال رسائل مختلفة من خلاله.

هل حصلت على الدعم من الجهات الرسمية في السعودية؟

لطالما دعمت المملكة المواهب الشابة ولا سيما النسائية، فالجهات الحكومية والرسمية تولي لنا اهتماماً كبيراً لكي نشعر بالراحة فنقدم أفكارنا بكل حرية ونبدع في أي مجال نختاره.

نراك تحافظين على طبيعتك وبساطتك وشكلك العفوي والقريب من كل شابة خليجية وعربية، فكيف حميت نفسك من التأثر بالشكل الجديد الذي تروج له وسائل التواصل للنساء العاملات في المجالات الفنية؟

أعتقد أن هذا الأمر ينبع من ثقتي بنفسي وبمظهري وبأفكاري وبخطي الخاص، فأنا مؤمنة بموهبتي وأريد أن أصل من خلالها إلى الجمهور، هذا لا يمنع من أن أتأثر ببعض الصيحات الجمالية لأزيد الاهتمام بنفسي، ولكني أعرف حدودي ولا أسمح لشيء أن يؤثر على هويتي وشخصيتي. حين نعرض محتوى على وسائل التواصل فنحن سنكون عرضة لحسناتها وسيئاتها، وبالتالي أحرص أن يكون محتواي مدروساً لأتجنب أي تنمر أو انتقادات وأقدم محتوى جميل وراق ومؤثر، والحمدلله أغلب متابعيني يتفاعلون بشكل إيجابي وداعم.

كيف تشجعين الشابات على اكتشاف الذات ومعرفة مكمن القوى لديهن لتحقيق النجاح؟

أقول للشابة: عليك أن تبحثي عما يميزك فلا تضعي في بالك الشهرة فقط وتستسهلي طريق الوصول إليها، لأن النجاح السريع يزول أيضاً بنفس السرعة، بل جدي موهبتك الخاصة وارسمي طريقك ثابري لإيجاد حلول للتخلص من العقبات التي ستواجهك.

ما هي أجدد مشاريعك للسنة الجديد؟

سأدخل مجال الأفلام وسأغني في فيلم قصير سيكون ضمن الأفلام المعروضة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو فيلم سعودي باللغة العربية، كما أنوي تعزيز تواجدي في المجال المسرحي والتلفزيوني.

اقرئي المزيد: ميرنا حداد: لجأت للكتابة للتوعية بمشاكل الشابات العاملات ولأمنحهن رسالة أمل وإصرار

 
العلامات: نجمات وشهيرات
شارك