الرابر ما-بين: آمل أن أكون سبباً في دخول الشابات العربيات لعالم الراب

أنا مریم، مصریة - فلسطینیة ولدت في أیرلندا، ھویتي متنوعة، ما دفعني للتساؤل عن نفسي وشخصیتي. ازدادت تساؤلاتي عندما أحببت الفن بأنواعه فدرست الفن البصري، ومارست الكثیر من الفنون الحركية، ولكنني حالیاً أركّز على صوتي.

اكتشفت أنني دائماً "ما بین"، فباتَ اسمي بالفعل "مابین"، حیث أنني رابر أغنّي أیضاً منذ صغري كما أنّي أحب الرسم كثيراً، وفي المدرسة كان مكاني المفضل ھو استودیو الرسم.

اكتشف أهلي هواياتي المتنوعة وبدأوا بتشجیعي ودعم تعلیمي الفنّي وتفكیري النقدي وأیّدوا رغبتي في الاستكشاف في الفنون وفي العالم حتى وصلت لبریطانیا لدراسة البكالوریوس في الفنون البصریة والفلسفة المعاصرة من جامعة "لیدز". في خلال سنواتي الأربعة في بریطانیا، عشت تجربة تعلّم حقیقیة اكتشفت من خلالها أدوات تعبیر متنوعة واكتشفت نفسي بشكل جدید.

الغربة عرّضت ھویتي لامتحانها الأصعب بحيث تعرفت على أناس من ثقافات متنوعة، ولكنني تعرفت أيضاً على عرب من دول عربیة ومعهم غصت أكثر في هويتي العربیة، وبالطبع بدأت رحلة كتابة الموسیقى باللغة الإنكلیزیة، وإنتهيت من تجربة الغربة بتمسكي بشكل أكبر بهويّتي العربیة وإصراري على الكتابة بها والاشتباك في ھموم وثقافة مجتمعاتنا لتقوية جذوري وإيصال صوتي من خلالها.

وحين عدت إلى مصر، اكتشفت أن عدداً من أصدقائي ارتبطوا بالموسیقى من خلال الإنتاج أو الغناء أو العزف أو الكتابة أو التوزیع أو الإخراج المرئي، وبدأنا نتكلم واكتشفنا أننا خضنا نفس امتحانات الهويّة وتمسكنا بجذورنا العربیة مع إدخال الأساليب الحدیثة والمعاصرة كلغة وكتعبیرات فنیة. فاجتمع 7 أشخاص على رؤیة مشتركة وحلم واحد، فشكلنا مجموعة باسم " كائن" مكونة من أنا، راب وغناء وتلحین، (كامی كاظم)راب، (جیلو) راب، (ترزي) راب وإنتاج، (للأبد) راب وإنتاج وھویة بصریة، (صدمة) راب وإنتاج، وأخيراً مدير أعمالنا حسین كاظم، سر نجاحنا. نعمل معاً منذ سنتین لبناء ھویتنا الصوتیة ما یساعدني على بناء نفسي كجزء من الهویة المشتركة، ولكن أيضاً أعمل لوحدي لبناء ھویتي المستقلة.

الموسیقى ظلت لفترة من حیاتي ھوایة إلى جانب إنتاجي الفني الأساسي، لكن مؤخراً قررت التركیز عليها والتوسع في التجارب الجدیدة وفتح أفق مختلفة، وأملي أن أحقق إضافات لأشكال الفن العربي المعاصر من خلالها.

أعمل خلال الفترة الأخیرة في مشاریع تعاونیة مع مجموعة فنانین. ورغم أنه لیس لها عائد مادي، ولكنّها تسمح لجیلنا أن يظهر ويحقق ذاته. أعتقد أنه قريباً سيكون لكل أنواع الموسیقى المعاصرة جحهور أكبر، وسیتغیر تواجدنا من الـMusic Scene إلى الـ Music Industry، وأنا أتمنّى أن أكون جزءاً من هذا التغيير.

أنوي استكشاف أعمال فنانین أكثر من كل الدول العربیة وأرغب بالتعاون معهم وبالذات من الشام وبالأخص فلسطین لأن معركة الهويّة وتأكيدها هي جزء من معركة التحریر. وأنا سعیدةٌ جداً بتعاوني مع شركة "إمبایر" للتوزیع الأنّها تعطیني التوجیه والدعم لبناء خطواتي الفنیة بشكل أكثر احترافیة، وتعطیني قدرة أوسع على الانتشار والتعاون في مشاریع مختلفة. لقد قدّموني لـMusic Apple التي تدعم الأصوات النسائیة العربیة وتدعم تواجدنا على منصاتها وبالأخص في الراب لأن المساحة المتاحة للمرأة أقل.

برأيي التمییز الایجابي یسمح بتمكین أوسع للمرأة على المدى القصیر. والأمل أننا لن نستمر في احتیاجنا لهذا التمییز. أملي الأكبر أن أكون جزءاً من تحوّل فنّنا لصناعة أمل وأن أكون جزءاً من دخول المرأة العربیة المعاصرة لقلب هذه الصناعة وأن تتحول كل الأصوات العربیة لأداة تعبير حقیقية عن الهويّة العربیة.

اقرئي المزيد: أحلام فاضل: الخروج من منطقة الراحة هو الوسيلة الأهم للتقدم

 
شارك