Haya Maraka السفر يسمح لي بالاستمرار في الحلم والمكسيك وجهتي المفضلة

عالم Haya Maraka واسعٌ ومفعم بالحياة والحيوية، والتحدث معها ينقلكِ بسهولة إلى دنياها، لتتعرفي على شابة تحمل جذورها الفلسطينية إلى كل العالم، وتعيش تنوعاً ثقافياً جميلاً، تعكسه من خلال أسلوبها المميز في الأزياء. تعرّفي أكثر على هذه الكاتبة الموهوبة ومنسقة الأزياء المبدعة ومستشارة الرفاهية المتألقة، التي ستلهمكِ الكثير عن الحياة وتعرّفكِ أيضاً على وجهات السفر المفضلة لديها.

عشتِ ضمن ثقافات متعددة، بين السعودية والإمارات والولايات المتحدة، كيف ساعدك هذا التنوع الثقافي في أن تكوني الشابة القويّة والمستقلّة التي أنتِ عليها اليوم؟

التعرض لمجموعة متنوعة من الثقافات هو امتياز يغذّي العواطف الداخلية ويسمح لوجهات النظر والأفكار غير المتوقعة بالتطور، إنه شيء جميل يثري البشرية منذ آلاف السنين. أعتقد أن العقل المتفتح مع قلب معطاء ساعدني لتخطي الإحساس بعدم الاستقرار الناتج عن سرعة نمط الحياة في أيامنا هذه. برأيي الثقافة ليس لها حدود وهذا الأمر أتعلمه ببطء، فهي في الحقيقة مجموعة لامتناهية من التعلم المستمر، كما أن تقارب واندماج الثقافات معاً بشكل جميل يؤدي إلى المزيد من الاحترام والتعامل الراقي بين الناس.

كيف بدأ حبكِ للموضة وبمن تأثرتِ في مراحل مراهقتكِ وشبابكِ لتكوّني أسلوبكِ الخاص والفريد؟

يجب أن أقول أن حبي للموضة بدأ في سن مبكرة جداً، بسبب جدتي ووالدتي، فهما كانتا خبيرتان فيها وقد تأثرت كثيراً بكلتيهما، ولكنني أشعر في الآونة الأخيرة أنني غير قادرة على العثور على مكاني في مجال صناعة الأزياء، فهو شهد تغييرات كبيرة وسريعة جعلتني أتوقف قليلاً وأتساءل: هل ما يحصل مفيد أم أنه يسلبنا هويتنا وتميّزنا؟ لقد أحببت قبل سنوات فكرة عدم إمكانية الوصول إلى هذه الصناعة بسهولة إذ كانت نخبوية وأكثر رفاهية وترفاً، ولكن اليوم ومع التغيّرات الحاصلة بسبب وسائل التواصل، بات كل شيء متاحاً بشكلٍ أنقص من تميّز هذا المجال.

فيما يخصّ أسلوبي، أنا ألعب العديد من الأدوار المختلفة في يومي، وأسلوبي الخاص هو انعكاس لما يحدث في حياتي وما يتغير من حولي، فأنا مثلاً أتأثر بسهولة عند سماع الموسيقى، فتعمل حينها حواسي الخمسة كلّها لتوجّهني.. أحب تبديل الملابس حسب حالتي المزاجية، وبرأيي هنا يكمن جمال الموضة، فهي تعيش معنا وتتأثّر بنا. فيمكن أن أغيّر 6 إطلالات في يوم واحد من دون ملل، وكل إطلالة تمثلني بحق! تحرّكني الفتاة الصغيرة البالغة من العمر 6 سنوات والتي كانت تدخل إلى خزانة والدتها لتمضي أجمل الأوقات بين الملابس. وفي أجدد حدث نظمته: Hardcore soft love، وفي كل المناسبات التي أقيمها، أحرص على تنوع إطلالاتي. بهذه الطريقة لا أضطر أبداً للكلام، فالأزياء التي أختارها تتحدث عني. أنا شخص صريح وعميق وأدخل في صلب الموضوع مباشرةً، ما يخيف من حولي أحياناً لأنهم يجدون صعوبة في فهمي. تهمني الأصالة وأستمع إلى حدسي في الحياة كما الموضة، لذا فإن شعاري هو: ارتدي ما يريحكِ وما تشعرين برغبة في ارتدائه من دون التأثّر بأحد أو بأي شيء من حولك.

هل واجهتِ صعوبات في دخول مجال الموضة والستايلينغ والنجاح عالمياً فيه؟

الصعوبات موجودة على الدوام ولكن العمل الجاد والمثابرة وصلا بي إلى البعيد. الجميع يريد العمل في صناعة الأزياء ولكن اختراقه هو امتياز حظيت به قبل سنوات حين بدأت من عاصمة الموضة نيويورك. رأيت الكثير من الثغرات في هذه الصناعة وحاولت سدّها. كان الأمر مثل معظم أفكاري: صحيحة ولكن التوقيت غالباً ما يكون غير مناسب لتنفيذها. فالتوقيت في الحياة هو كل شيء، لذا أحاول أن أبقى متناغمة مع العصر لأستفيد مما هو متاح لي وأتطور في مجالي.

حدّثينا عن كتابكِ الأول A Lady Knows: Modes & Manners ولماذا تأخرتِ كثيراً في إصداره؟

هذا الكتاب هو نتيجة عمل جاد واستغرق حوالى 10 سنوات ليظهر بشكله الحالي. مرّ بالعديد من المراحل المختلفة ليصبح بهذه الأناقة مع محتوى بسيط وسهل القراءة. هو توغّل للآخر في عالمي، فأتمنى لمن يقرأه أن يستفيد ويحب ما
يقرأ ويرى.

لماذا توجهتِ نحو الكتابة وكيف تساعدكِ على نشر أفكاركِ وتوثيقها؟

الكتابة هي بمثابة علاج بالنسبة لي، لكنني لا أشارك كتاباتي بقدر ما أحب، لعلني غير واثقة أو ربما مترددة بعض الشيء من محتواها. ومع ذلك، فأنا أقوم بتوثيق كل شيء تقريباً، كإيصالات الفندق ومفاتيح الغرف التي أسكن فيها ومنافض السجائر... عندما يتعلق الأمر بالكتابة، فهي ممارسة مستمرة. فأنا أكتب عن الرجال وأيضاً عن المرأة وقوتها، إذ إنني معجبة بشجاعة النساء وقدراتهنّ، وأعتبرهنّ مصدرالحياة، وقد تأثرتُ بكثيرات منهنّ أمثال Dorothy Parker وDiana Vreeland وبالطبع Grace Kelly (التي أشاركها تاريخ الميلاد) وأظن أيضاً أنني أشاركها بعضاً من إخفاقاتها العاطفية التي سأتحدث عنها بشكل مفصّل أكثر في كتابي الثاني.

ما هي نصائحكِ للشابات حتى يستفدنَ من الموضة لاختيار ما يعكس شخصيتهنّ الحقيقية ولا يكنّ نسخاً عن الأخريات؟

أقول للصبيّة: كوني واضحة بشأن ما تريدين. تعرّفي على نفسك واقضِ الوقت بمفردك ولا تقارني نفسك بالآخرين، فنحن جميعاً مختلفون لسبب ما، فاعرفي مكامن اختلافك وتميزك واشتري كتابي لأنك ستستفيدين منه كثيراً.

ماذا يعني السفر بالنسبة لكِ؟ كيف استفدتِ منه لتقوية نفسكِ واكتشاف المزيد عن العالم؟

السفر يعني الكثير بالنسبة لي، كما هي الحال بالنسبة لمعظم الناس. إن رؤية الثقافات الجديدة ورصد تنوع الأذواق والعادات والقيم كما الاستمتاع بجمال العالم واتساعه، وسيلتنا لتعزيز معارفنا وتوسيع عقلنا وآفاقنا، كما أنه يسمح لي بالاستمرار في الحلم ويلهمني لإحداث تغييرات في حياتي الشخصية.

ما هي أفضل الوجهات التي تنصحين بها عشاق الموضة؟

باريس وميلانو من أكثر الوجهات التي ستعجب محبّات الموضة، ففيهما كل شيء يحتجن إليه عن تاريخها وحاضرها وحتى مستقبلها، كما أنهما وجهتان سياحيتان مميزتان بالمعالم الأثرية والتاريخية التي تستحق التعرف عليها.

أخبرنا عن وجهة عطلتكِ المفضلة؟ أين تشعرين بالراحة والاسترخاء لإعادة شحن طاقتكِ؟

المكسيك هي وجهتي المفضلة للإحساس بروعة الحياة وحيويتها وجمالها! يعتقد كثر أنها وجهة غير آمنة أو غير محببة بالنسبة للشابات، ولكنني أؤكد العكس، فالشعب مضياف ولطيف والطعام أكثر من رائع، أما الطبيعة فهي ساحرة، ناهيك عن البحر والشاطئ... برأيي إنها الوجهة المثالية لقضاء إجازة لا تُنسى.

هل ترين نفسكِ امرأة قوية؟

أعتقد أن كل النساء قويات بطريقتهنّ السحرية. فلدينا قدرة إنجاب حياة إلى هذا العالم، فهل يوجد ما هو أقوى من ذلك؟ ولكن كغيري أتمنى عدم عيش الظروف الصعبة والقاسية، ولكن الحقيقة المحزنة هي أن كل إنسان يعيش معاناته الخاصة، وقد بدأت بتقبّل هذا الأمر، وأستمر بالعمل والسعي لأستمر بعيش الحلم الذي حلمت به يوماً ووصلت إليه بمجهودي. هذا الاستمرار هو ما يمنح الحياة سحرها ورونقها، لذا سأستمر بالسعي والتخطيط وفي حال قدّر لي التنفيذ فأقول: هيا إلى العمل. 

اقرئي المزيد: سارية ناصيف: فخورة بنجاح وقوّة السعوديات في مختلف المجالات الرياضي

 
العلامات: مؤثرات عربيات
شارك