Danah المؤثرة والكاتبة السعودية تعرفك على وجهات السفر المفضلة لديها

تشارك الكاتبة والشابة السعوديّة Danah الشغوفة بالفنّ والثقافة والفلسفة محتوى متنوع ومفيد وملهم عبر صفحتها على إنستغرام danahgari، وقد سافرت مع مجلة هيا إلى اسطنبول لتختبر روعة هذه المدينة في الشتاء. وقد التقيناها للتعرف أكثر عليها وعلى تفاصيل رحلتها الأخيرة ولنلقي التحية على هذه المدينة الحيوية في الدولة التي شهدت مؤخراً حدثاً مؤلماً وقاسياً.

أنت شابة سعودية اخترت السفر واكتشاف العالم. هل توقعت أن تصلي إلى ما أنت عليه اليوم؟

لم أحلم بذلك أبدًا، فقد نشأت في السعودية مع تربية قاسية نوعاً ما وهذا الأمر كان يزعجني ويحد من حريتي، فاضطررت إلى التمرد في طريقي للعيش، وأنا محظوظة لأنني أحظى اليوم بالحياة التي كنت أعتبرها سابقاً من الأحلام.

نرى عبر صفحتك على إنستغرام صوراً جميلة لنمط حياة فتاة شابة لا يشبه كثيراً سائر الشابات الخليجيات، كيف تختارين المحتوى الخاص بك وما هي الرسائل التي تريدين نقلها عن هويتك وشخصيتك؟

أؤمن بأنّ على كل امرأة أن تكون حقيقية وأصيلة، بالتالي لا مجال للمقارنة بيني وبين الأخريات. أردت أن أعكس نفسي على حقيقتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في مسعى لإلهام الناس على الانفتاح والتواصل مع جوهرهم ومع الآخرين. يركز المحتوى الخاص على الذات وكيفية تنمية كونك حقيقية، فلا أهتم بإظهار شكلي بقدر ما أستعرض أفكاري وما
أراه وأشعر به.

هل تعتقدين أن السفر والتعرف على أماكن جديدة هو ما يجعل الحياة ممتعة وجميلة؟

أعتقد أن السفر هو أسلوب حياة، ويقول المثل "إذا كنت تريد حقًا التعرف على شخص، فسافر معه"، لذلك فإن الطريقة الوحيدة لاكتشاف وصقل نفسك هي السفر، بالإضافة طبعاً إلى إمكانية الغوص في داخلك وسبر غور نفسك. من هنا أعتبر أن السفر ورؤية أماكن جديدة وأشخاص مختلفين وثقافات وطرق عيش وتجارب جديدة، هو أفضل طريقة مبهجة للنمو وإيجاد التعاطف والرحمة مع الإنسانية واختبار الحب والاحترام للحياة ولمعانيها. أعتقد أن الخروج من منطقة الراحة والروتين أمران ضروريان لرفاهيتك النفسية. تخيلي فحسب أن هناك كوكب بأكمله ينتظر أن تكتشفيه، مع فرص لا حصر لها لتنغمسي فيه بحواسك السبع بما في ذلك الحس الروحي. إنها نعمة رائعة تسمح بعيش واختبار مشاعر جمة والاحتفاظ بذكريات صنعناها بحب، فلماذا نكتفي بالعيش داخل حلقة مفرغة بينما يمكننا السفر؟

ما هي الوجهات المفضلة لديك والتي تسمح لك فعلاً بإعادة التواصل مع ذاتك؟

أعتقد أن الوجهات الحقيقية هي الأماكن التي نذهب إليها للعثور على ذاتنا وإعادة تكوينها وتوجيهها. لطالما كانت اسطنبول من الأماكن التي تناديني لزيارتها لعدة مرات فهي مثل المنزل: المكان الذي اختبرت فيه روعة وجودي وحقيقتي. كما سعدت كثيراً لاكتشاف نواح أخرى من تركيا خلال الصيف الفائت مع أصدقائي حيث استكشفت سحر أكياكا واستمتعت بنعيم الطبيعة والأصوات الرائعة المنبعثة منها مع الجبال والغابات والبحر والشلالات والنهر الجليدي، كل ذلك في الطقس الحار ومع الشمس الصيفية المشرقة.

يوجد أماكن أخرى سحرتني بمدى قوة تأثيرها عليّ، مثل العلا في المملكة حيث شعرت بالطاقة المذهلة والآسرة للمكان، وروما التي جعلتني أحس بسريالية الزمن، واختلاط الماضي والحاضر، وزنجبار التي ذكرتني بمدى ضآلة ما أحتاجه للعيش حقًا، فأعدت تواصلي مع الطبيعة وأحسست بالرمال تحت قدمي وأشعة الشمس على وجهي والنسيم في شعري وأنا أنعم بدفء وحميمية منزلي.

وأخيرًا وليس آخرًا أحببت قبرص وجبال ترودوس الرائعة في الشتاء، وقلب نيقوسيا الدافئ، وقرية كامبوس الحميمة.

أخبرينا عن رحلتك الأخيرة إلى اسطنبول مع مجلة هيا.

إسطنبول في فصل الشتاء بهية بشكل لا يوصف، لقد تمكنت من استكشاف المزيد من الجانب الآسيوي والسوق المحلي، كما أعدت زيارة بعض الأماكن الأثرية الدينية مثل Hagia Sophia و Basilica Cistern التي شعرت أنها تحمل الكثير من الجمالية. كما قضيت أوقاتاً ممتعة في تجربة الطعام الشهي في مختلف أنحاء المناطق التي زرتها مع الاستمتاع بازدحام الأحياء وحركة الحياة السريعة فيها.

ما هي أجمل الأماكن التي يمكن زيارتها في اسطنبول؟

أحب أن أتجول بدون خطة، فهناك حماس وترقب ينجم عن عدم معرفة الوجهة المقبلة، لأنه في كل مرة ينتهي بي المطاف في أماكن خلابة. بعض الأحياء الجميلة التي اكتشفتها بهذه الطريقة هي Balat ، وهي مناطق عشوائية حول مضيق البوسفور، كما يمكن التجول سيراً على الأقدام في مناطق Cihangir و Beyoğlu و Kadıköy، وأماكن أخرى في الطبيعة مع الأصدقاء المحليين الذين تعرفت عليهم هناك.

ما هي الأماكن المفضلة لديك لتناول الطعام في اسطنبول؟

يوجد الكثير من الخيارات منها Aheste و Jash و Salon Cuma و Hodan، كما عليك تجربة بعض طعام الشارع المحلي كالطبق الذي وجدته خلال تجولي في شارع Cihangir وهو طبق المانتي الشهي.

ما الذي يميز التسوق في اسطنبول عن المدن الأخرى؟

أحب المصممين المحليين والمتاجر العتيقة، والحصول على قطع أثرية تعكس تاريخهم العريق وتقاليدهم المميزة، فأنا غالبًا ما أتساءل عن اللحظات التي عاشها الناس قبلي والذكريات التي صنعوها وهم يرتدون هذه القطع. أحب أن أتجول في Beyoğlu وشوارع Cihangir بين المتاجر القديمة والبوتيكات وأتوقف عندها لتأمل منتجاتها أو شراء ما يعجبني.

أخبرينا المزيد عن الفندق الذي أقمت فيه؟

كان فندق Shangri La جميلًا، ولا زلت أذكر هندسته الرائعة المحيطة وموقعه الخيالي وإطلالات غروب الشمس المبهجة على مضيق البوسفور أثناء تناول القهوة التركية. كان الطعام لذيذًا، والموظفون لطفاء، والسرير مريح، كما أن المنتجع الصحي مع الحمام التركي والتدليك أثريا تجربتي وأكملاها.

إلى أين ستأخذك رحلتك القادمة؟

إلى أي مكان أتمناه، ولكنني أشعر أن المحطة التالية ستكون باريس، ومن هناك إلى جميع أنحاء فرنسا وبعدها بقية العالم. 

اقرئي المزيد: سعاد السويدي أول مصورة حياة برية إماراتية تنقلك إلى عالمها

 
شارك