لانا سارادار: بيوت بيروت هي ذاكرة أصحابها وأنا أعدت إليها جماليّتها وحياتها
برزت أفكار لانا سارادار من خلال صفحتها على إنستغرام myartdiary بعد إنفجار بيروت، فهي تمكّنت من خلال حسّها الهندسي العالي أن تحوّل الغرف المدمّرة إلى أخرى تضجّ بالحياة من جديد. وتتميّز لانا بقصّة مميّزة، فهي سورية الجنسيّة ولكن لها جذور من لبنان كما أنّ خطيبها لبناني، ولذلك تحبّ هذا البلد كثيراً وتأثّرت بما حصل فيه.
حدّثينا عن نفسك وعن سبب تعلقك بالهندسة والرسم؟
أنا شابّة سورية لكن قلبي يهتف للبنان، فلديّ أقارب فيه وقد عشت لسنّ 15 سنة في بلدي ثمّ انتقلت إلى دبي وتخصّصت في الهندسة المعمارية، وأعتبر أن الفنّ كل حياتي. فمنذ كنت في سن الـ11 كنت أقلّد كلّ ما أراه من لوحات، وأعتقد أنّ حبي للفنّ والتصميم هو ما دفعني لدراسة الهندسة. كنت الأولى على دفعتي لمدّة خمس سنوات واليوم أنطلق في حياتي المهنيّة، كما أنّني هاوية تصوير فأنا أعشق أن «أوقف اللحظة على مشهد جميل وله معنى».
حوّلت الدمار الذي سيطر على بيروت إلى مشهد جميل مليء بالأمل والحياة فكيف خطرت في بالك هذه الصورة المستقبليّة المشرقة؟
حين رأيت صور الدمار وأنا بعيدة وغير قادرة على تقديم المساعدة بشكل مباشر فكرت بشيء حسيّ يمكن أن أعطي من خلاله أملاً بسيطاً كي يتمكّن هذا الشعب من الاستمرار. كان الأمر بمثابة تكريم للأرواح التي غادرتنا، أردت أن أرسل تحية لهم وأبعث القوّة في الشعب الذي عاش كلّ هذا الألم وأحثّه على الاستمرار، ولوحاتي الرقميّة كانت وسيلتي للقيام بذلك. من ناحية أخرى، رؤيتي لصورة جبران خليل جبران في الحطام أثّرت فيّ كثيراً، فهو كنز وطني ورؤيته وسط الدمار صفعتني، لذا أردت أن أصلح هذا المشهد وأعيده كما كان وهذا ما حصل في اللوحات.
ما الذي شعرت به لدى رؤية السيّدة المسنة على البيانو تعزف بين الدمار؟
شعرت بالأسف والحزن بعدما رأيت رغبتها القويّة في الاستمرار بالحياة، فلديها ذكريات أقوى بكثير من الإنفجار الذي وقع، لذا رسمتها وهي تتخيّل بيتها بالشكل الجميل الذي تعرفه به.
كيف عكست هذا الشعور القويّ والقاسي من خلال مشهد فنيّ مبهج ومليء بالسلام؟
لم أحوّل المشهد بقدر ما رغبت في أن أعكس مشاعر السيّدة، فوضعت نفسي مكانها ورسمت جزءاً من بيتها وهو ذاكرتها التي تُرمّم وتعود للحياة السابقة كما كان من قبل.
حدّثينا عن أصداء الصور التي نشرتها عن حادثة بيروت، وما أكثر عبارة ثناء أعجبتك؟
حظيت «رسائل أمل لبيروت» وهو الإسم الذي أطلقته على الصور والفيديوهات الرقميّة بانتشار واسع وأصداء جميلة، وهذا بالتحديد الهدف منها، فقد أردتها أن تصل إلى أكبر عدد من الناس.
تستخدمين تقنيّة جديدة في الرسم حيث تدمجين التصوير بالهندسة والفنّ، حدّثينا عن أسلوبك الجديد؟
أحببت أن أستخدم أساليب الرسم الرقميّة، وأدمجها مع الواقع: أخذت الصور من حاضرنا واستخدمت الخيال في الرسم الرقمي. وأحبّ أن أرسم على كلّ شيء وأستعين بالتكنولوجيا الحديثة لأرى العالم بطريقة ثانية، فأتخيل وأحلم وأفكر وأجرّب وأرسم تصوّراتي لأنّني أحبّ الاكتشاف والتجربة ومعرفة كلّ جديد في أيّ مجال يستهويني.
اقرئي أيضاً: مـن بين الركام...لحظات محفورة في ذاكرة المصمّمين وأمل بالنهوض من جديد