المؤثرة العراقية زينب العقابي تكشف لنا كيف تحدّت ظروف إعاقتها وغمرت نفسها بالحبّ
تستحقّ المرأة أن نحتفل بها طوال شهر مارس، لا بل طوال أشهر العام، وليس في الثامن من الشهر الحالي وحسب. وعلى الرغم من القضايا الكثيرة التي ترتبط بالنساء كالعنف الأسري والمساواة مع الرجل وحقوقها بشكل عام، ننسى أنّ المسألة الأهمّ تُعنى بحبّ المرأة لذاتها.
نعم، فحبّ الذات هو الأساس! وانطلاقاً من هذا، كانت شركة ذي بودي شوب The Body Shop قد أطلقت مؤخراً حملة عالمية لنشر مفهوم حبّ الذات والتشجيع على تقبّل الجسم بإيجابية. وفي إطار هذه الحملة، تعاونت مع المؤثرة العراقية والرياضية من ذوي الاحتياجات الخاصّة زينت العقابي (@zainab.aleqabi) التي تحدّت إعاقتها وتقبّلت جسمها واندمجت في مجتمعها بكلّ ثقة وحبّ.
ولأنّ زينب مصدر إلهام لنا ولجميع النساء، كانت لنا معها هذه المقابلة لنتحدّث عن مشاركتها في الحملة وعن تحدّيها لظروف حياتها.
- ماذا تعني لك المشاركة في حملة تشجّع على حبّ الذات؟
تعني لي هذه المشاركة كثيراً وأفتخر بها، لأنّها تشجّع الآخرين على حبّ الذات الذي يساعد في الوصول إلى أمور كثيرة نطمح لها، وذلك مع إحاطة أنفسنا بالسعادة والراحة تجاه أنفسنا. ولا بدّ من القول إنّ حبّ الذات ينعكس على الفرد ذاته وعلى علاقاته وحياته بشكل عام.
- ما هو حبّ الذات برأيك؟ وكيف تحاولين عيشه بنفسك؟
حب الذات هو علاقة الإنسان بنفسه، أن يكون مرتاحاً مع نفسه ويفهم نفسه ويصنّف المزايا التي يتمتّع بها مقابل الصفات الأخرى التي يحتاج إلى تحسينها. حب الذات هو الحرص على تدليل الذات ومنحها ما تستحقّ من عناية واهتمام، من دون أن يكون الآخرون من حولنا الأولوية دائماً. حب الذات هو أن نمنح لأنفسنا قيمة كبيرة وأن نحترمها، من دون أن نسمح لأيّ كان بخدش صورتنا والتقليل منها.
أمّا أنا، وإلى جانب كلّ ما ذكرته، فأضمن الاعتراف بعيوبي لأعمل على تحسينها كما وأحرص أيضاً على مكافأة ذاتي في كل مرّة أحقّق إنجازاً جديداً.
- هل تطوّرت النساء في مجتعنا العربي من ناحية حبّ الذات وتقدير الذات والثقة بالنفس؟ وما الذي ينقصنا بعد لنبلغ المستوى الأمثل في هذا الإطار؟
يؤسفني أن أجيب كلّا إلى السؤال هذا، سواء بسبب طريقة التعامل مع المرأة في بعض المجتمعات ما ينعكس على المرأة سلبياً، بخاصّة لو ضحّت بنفسها وبكلّ ما يتعلّق بها في سبيل الآخرين. لا شكّ في أنّ التضحية جميلة، ولكن لو قابلها التقدير. لا يعني حبّ الذات ألّا تكون المرأة معطاءة، بل على العكس يساعد على تعزيز حب الآخرين. ولكن، لو لم تحبّ المرأة ذاتها وأعطت الأولوية باستمرار لغيرها، تصل إلى مرحلة تفقد فيها طاقتها وتتأثر صحّتها النفسية. أمّا بالنسبة إلى كيفية المستوى الأمثل من حب المرأة لذاتها، فتكون من خلال تخصيص المرأة وقتاً لتجلس مع نفسها فقط ووضع حدود للتنازلات التي تقوم بها.
- ما هي الصعوبات التي واجهتها قبل أن تتوصّلي إلى حبّ ذاتك وتقبّلها تماماً؟ فالتجارب التي مررت بها في حياتك لم تكن سهلة قطّ! كيف دعمت نفسك ومن أين حصلت على دعم إضافي؟
لا شكّ في أنّ كل إنسان منّا يعبر مراحل مختلفة، لأنّ الحياة مشوار تضمّ لحظات جميلة ولحظات محزنة وتحديات ومفاجآت. وهذه كلّها أمور تؤثر فينا، سواء بطريقة تفكيرنا أو حبّنا لذاتنا أو راحتنا النفسية أو حتّى قدرتنا على الإنجاز والعطاء. أمّا الأهمّ في هذا الإطار، فهو كيفية التعامل مع هذه التحديات. وفي حالتي، بعد الحادث الذي تعرّضت له وبتر قدمي، حصلت أساساً على دعم كبير من أهلي وقد استطاعا منحي قوّة تقيني من الانكسار أمام نظرات المجتمع والتفكير السلبي لدى البعض. وبعد هذه الصعوبات، تحدّثت مع نفسي لأستوعب الأحداث وأستطيع تجاوزنها بطريقة سعيد وناجحة ومتصالحة.
- هل شعرت يوماً برغبة في الاستسلام أو على العكس؟
قد أقول لحظات ضعف، أكثر منها من استسلام. فأمر طبيعي أن نحزن ونبكي، وأنا أسمح لنفسي بالبكاء حين أشعر بالضعف، وذلك لأنّني أعلم تماماً أنّ لحظت الضعف تمنحني في وقت لاحق قوّة جبّارة. ولذلك، أحزن علماً منّي أنّ الأسباب والتراكمات التي دفعتني إلى حزني هذا ستختفي ولن تقلقني. والقوّة التي أستمدّها ناتجة عن مواجهتي للحظات الضعف والتركيز على الجانب المشرق منها.
- هل أنت راضية اليوم عن نفسك؟
نعم، الحمدالله!
- ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى كل امرأة عربية لتشجّعيها عن الإيمان بذاتها وبقدراتها؟
أنت امرأة جبّارة بالفعل! امرأة قوية تتولّين إنجاز مهام متعدّدة في آن، قلبك كبير، لا تتعبين... تحديات كثيرة تواجههك بفضل بعض الشرائح المجتمعية التي تنظر إليك بطريقة مختلفة، حتّى في أبسط الأشياء التي قد ترغبين في تحقيقها. لا تسمحي في أي لحظة من اللحظات بأن يقلّل أحدهم من قيمتك ويكسر ثقتك بنفسك وحبّك لذاتك ويحطّم أهدافك ليشعرك بأنّ تحقيق طموحاتك ليس مهماً. لا تستسلمي!
اقرئي أيضاً: ميريام عبادي من حبّ العناية بالبشرة إلى منصّة شاملة للجمال والرفاهية
