تقرير يكشف أبرز جوانب الشمولية في عالم الجمال

لا شكّ في أنّنا نعيش في عالم متنوّع وجميل في تنوّعه، ومن الضروري أن يواكب قطاع الجمال هذا التنوّع من خلال المنتجات التي تقدّمها العلامات التجارية والحملات التسويقية التي يتم إطلاقها والممارسات الأخلاقية التي تراعي الجميع. وهنا، نتحدّث عن الجمال الشامل. فما هي جوانب الشمولية في عالم الجمال؟

 

تعريف الجمال الشامل

الجمال الشامل أو Inclusive Beauty لا يعني فقط تقديم مجموعة كاملة من ألوان الفاونديشن أو الكونسيلر – على الرغم من أنّ الخطوة هذه أساسية – بل أيضاً الاعتراف بجمال الجميع، بجمال كل امرأة بغضّ النظر عن لون بشرتها ونوع شعرها وعمرها وشكل جسمها، وأيضاً ضمان أن يجد الجميع منتجات مناسبة، فيشعرن بأنّ قطاع الجمال يمثّلهنّ بشكل أو بآخر.

 

أولى جهود الشمولية

من أهمّ المحطات التي يمكن التحدث عنها في سياق الشمولية في قطاع الجمال، انطلاق علامة Fenty Beauty في عام 2017. ففيما كشفت النجمة العالمية ريهانا عن ماركتها الجمالية، قدّمت للمرة الأولى مجموعة واسعة من كريمات الأساس مع 40 تدرجاً مختلفاً بما يناسب ألوان البشرة المتعدّدة. وبعد ذلك، عادت العلامة التجارية وأطلقت مجموعة كونسيلر من 50 لوناً. وبهذه الخطوة، استطاعت الماركة الجديدة أن تكسب قلوب الكثيرات من النساء والفتيات اللواتي كنّ يشعرن بأنّهنّ "مهمّشات" في قطاع الجمال ولا يستطعن إيجاد الخيار الأنسب لهنّ.

بعد ذلك، خلال العام 2020، ساهمت حركة Black Lives Matter في تسليط المزيد من الضوء على الشمولية، ما دفع شركات الجمال ومنتجات العناية الشخصية إلى التفكير في التخلّي عن قيود ومعايير كانت تتمسّك بها لسنوات طويلة.

 

أهمية التمثيل أو Representation

تذكّري معنا أوّل مرة رأيت فيها امرأة أو فتاة تشبهك في أحد الإعلانات التسويقية. شعرت بإحساس مختلف، أليس كذلك؟ فالحملات التسويقية التي تمثّلنا تلمسنا في الصميم وتشعرنا بالقوة وتدفعنا إلى تقدير أنفسنا وجمالنا، مهما كانت الملامح والتفاصيل الخارجية التي لا تعجبنا في مظهرنا بشكل عام.

في الماضي، كانت العلامات التجارية تعتمد على معايير صارمة لاختيار وجوهها الإعلانية وكانت تميل غي غالبية الأحيان – إن لم نقل في جميع الأوقات – إلى الوجوه المثالية مع الأنف المرسوم والنحيف والخدود المرفوعة والشفاه المحدّدة كما وإلى الأجسام الممشوقة بدون أي وزن زائد. أمّا خلال السنوات الأخيرة، فالأمر اختلف. وقد لاحظنا أنّ العارضات لم يعدن يشبهن بعضهنّ، وأصبحنا نرى الممتلئات والنحيفات وصاحبات البشرة البيضاء والبشرة السمراء وصاحبات البشرة المثالية والبشرة مع بعض العيوب.

وهذا هو أحد أهمّ جوانب الشمولية!

 

تنوّع المنتجات

الشمولية والتنوّع هما جانبان مرتبطان الواحد بالآخر بشكل وثيق. ولذلك، ليكون قطاع الجمال شاملاً، يجب أن يكون متنوّعاً في المنتجات التي يقدّمها. ولا نتحدث هنا فقط عن مجموعة الألوان، بل أيضاً عن مجموعة التركيبات والملامس وحتّى عن الغايات وراء المنتجات لتلبية مختلف الاحتياجات والأذواق. ويضمن هذا أن تجد كل منا شيئاً يناسبها، منتجاً يروق لنا، تحبّه، ويشعرها بالثقة ويضمن لها إطلالة أجمل عند التألق به.

 

كيف يغيّر المستهلكون اتجاهات عالم الجمال

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في رسم منحى جديد للعلاقة بين المستهلكين والعلامات التجارية، وهذا ما غيّر بطبيعة الحال توقّعات المستهلك. ففي أيامنا هذه، غالباً ما يجري المستهلكون أبحاثهم عن أي علامة تجارية قبل اختيار منتجاتها، إذ يتوجّهون نحو ما يتوافق مع قيمهم. ولذلك، تركّز العلامات التجارية على مواكبة هذه التغييرات في سلوك المستهلكين، وتحاول قدر الإمكان تعزيز الشمولية في حملاتها الإعلانية ومنتجاتها ومختلف جهودها في القطاع.

 

الشمولية ليست اتجاهاً مؤقتاً

من الضروري أن ندرك أنّ الشمولية ليست مجرد اتجاه، بل هي مستقبل عالم الجمال. وهذا المستقبل بالذات يحدث أثراً إيجابياً كبيراً. ولا تؤدي العلامات التجارية وحدها دوراً في هذا السياق، بل تقع على عاتقنا نحن أيضاً، كمستهلكات، مسؤولية دعم جهود الشمولية ودعم الماركات التي لا تسعى إلى حصر نفسها بمعايير "المثالية"، بل تصوّر عميلاتها من مختلف الفئات والأعمار والشرائح.

اقرئي أيضاً: كيف أصبحت الاستدامة جانباً قيّماً للجيل الجديد من المستهلكين

 
شارك