تربية الأطفال بعيداً عن الوالد
ظروف كثيرة تضطر الوالد للابتعاد عن حياة أولاده، منها اختيارية كوقوع الطلاق مع الأم أو سفره إلى الخارج للعمل، ومنها إجبارية ولا يمكن التحكم بها كالموت. فكيف تتعامل الأم مع هذا الغياب وتعوض عن أطفالها حرمانهم من أغلى الناس؟
تقرّبي أكثر من أطفالك خلال شهر الصوم
غياب دائم أم مؤقت
صحيح أنّ الأطفال لم يصلوا إلى مرحلة النضوج ولكنهم قادرون على فهم الحقائق الكبيرة في الحياة، لذلك لا تخفي عنهم حقيقة ما يجري، فهم في حال الطلاق سيلاحظون المشاكل التي كانت تجري مع والدهم والتي أدت بكما إلى هذا القرار، وفي حال السفر سيشهدون التحضيرات التي تسبق الموضوع، وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون هناك حديث جدي مع الأب يخبرهم خلاله عن أسبابه التي اضطرته للابتعاد عنهم وعن الخطة التي سيعتدها لكي يظل على تواصل، ويكون حاضراً في المناسبات المهمة والكبيرة التي تحصل في حياتهم.
أما في حال الموت فيجب أن يحظوا بفرصة الحزن على الراحل والتعود على نظام البيت الجديد الذي ستعتمده الأم بعد هذا الحدث الأليم.
البكاء لغة طفلك… هل تعرفين كيف تفكين رموزها؟
تداعيات نفسية
ثمة فئة من الأطفال تتقبل غياب الأب بعد فترة وتصير حياتهم طبيعية، وثمة فئة أخرى تواجه مشاكل نفسية واجتماعية مختلفة، يظهر بعضها على شكل تصرفات وسلوكيات غير سوية، منها العصبية الزائدة عن الحد ونوبات البكاء المفاجئة والتأتأة وقضم الأظافر والتبول اللا إرادي، وهي كلها دلالات على انعدام الأمان والإحساس بالنقص.
لوم الام
كما يمكن للطفل أن يلوم والدته ويعاملها بقسوة وينحو إلى عصيانها وعدم تلبية أوامرها فهو يحمّلها مسؤولية هذا الغياب لأنه غير قادر على تقبله أو الاستمرار في حياته بهذه الطريقة.
من هنا يجب على الأم إيجاد شبكة دعم إجتماعية للأطفال وتقويتها، ولا ضير من أن تستفيد من وجود أهلها، لا سيما والدها وإخوتها الشبّان، لأنّ وجودهم سيجعل الأطفال يشعرون بأنّ لديهم سنداً قوياً يمكن أن يعتمدوا عليه، كما عليها تشجيع أولادها على تكوين الصداقات والخروج والثقة أكثر بمن حولهم وعدم الإنغلاق على ذاتهم.
الغذاء الأمثل لطفلك خلال شهر الصوم
عدم المبالغة في فرض القوانين
من الضروري أيضاً ألا تفرط في وضع القوانين والأنظمة على الأطفال ظناً منها أنها بهذه الطريقة تعوض عن غياب الأب بل أن تكون قريبة وداعمة وحاضرة في كل مناسبة، وتصير صديقة لأطفالها والأكثر قدرة على الإحساس بهم.