باحثون يكشفون أهمية التغذية الدقيقة في الوقاية من الأمراض
حين نتحدّث عن التغذية، نفكّر مباشرةً في الوزن المثالي وفي الرقم الذي نراه على الميزان. ولكن، في الواقع، يجب أن نربط التغذية بصحة الجسم والوزن السليم والقوام المناسب. فما من وزن "مثالي" في نهاية المطاف، والمهمّ يبقى أن نحافظ على وزن يعزّز الصحة الجسدية والعقلية والنفسية.
وللحفاظ على الصحة، يشدّد الخبراء على أهمية اتّباع النظام الغذائي المناسب بعيداً عن الحميات التي تعد بنتائج سريعة أو حتّى بأوزان لا تُصدّق. والنظام الغذائي الصحي يعني تناول وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية المفيدة، سواء الحديد أو الفيتامينات أو المعادن أو غيرها...
ولكن، هل فكّرت يوماً أنّ وصف عناصر مغذية وحبوب وفواكه وخضراوات معيّنة قد يلائم جينات هذا الشخص أو ذاك وخصائصه البيولوجية، ما يحسّن بالتالي صحّته؟
في الواقع، يستكشف باحثو مايو كلينيك فوائد التغذية الدقيقة أو تخصيص بعض العناصر الغذائية أو التوجيه الغذائي بما يتوافق مع جينات الشخص والأيض والخصائص المختلفة في جسمه. وقد إطار البحث، تم التوصّل إلى أنّ 11 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يموتون سنوياً بسبب عوامل ذات صلة بالنظام الغذائي، هذا بالإضافة إلى عدد من التأثيرات الأخرى مثل الجينات والعمر والجنس والوزن وقلة النوم وممارسة الرياضة...
فتماماً كما تتأثّر استجابة الأشخاص للدواء، بيّن العلماء أنّ للجينات ونمط الحياة دور أيضاً في تغيير الاستجابة للأطعمة، بما يشمل أيض الجسم للمواد المغذية وامتصاصها وتوزيعها.
ولذلك، تتم دراسة ما يُعرف بمفهوم "التغذية الدقيقة" لأنّها ستشكّل الحقبة الجديدة من الطب الشخصي. ويساعد هذا النهج الغذائي الشامل والمخصّص في آن إلى تعزيز الصحة بشكل عام والمساعدة في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالنظاك الغذائي، ومن ضمنها أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطانات.
فما هو مستقبل التغذية الدقيقة؟ وهل سنلجأ جميعنا في مرحلة ما إلى إجراء اختبارات وفحوصات للجينات والخصائص البيولوجية كي نحدّد بشكل أدقّ العناصر التي تناسبنا أكثر من سواها؟
اقرئي أيضاً: ديتوكس العصائر: هكذا تتّبعينه بطريقة صحّيّة مع أخصائية التغذية ليا أبو رزق