إيمان عبد الشكور : مهمّتي هي مساعدة السعوديّات صاحبات المشاريع الواعدة
هي صاحبة فكر واعد ومتجدد، لم تسمح للمرض أن يسلبها طموحها بل قررت أن تتخطى مرحلته الصعبة وتجعل منه سبباً لتقوية إرادتها وتعلّم الصبر حتى تصل إلى ما تريده، وبعد أن كانت باحثة في علم المخ والأعصاب قررت أن تصير رائدة أعمال ومحفزة للشركات الناشئة، فأسست شركة «بلوسوم» وهي مسرعة أعمال، تركز على دعم النساء وتؤمن لأصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة إمكانية الوصول إلى المجتمع المحلي والشبكات والموارد التعليمية فضلاً عن الإشراف على فرص الاستثمار في المملكة العربية السعودية.
تخصّصت في علم المخ والأعصاب، وذلك بعد تجربة صعبة مع مرض الصرع، ما الذي تذكرينه عن طفولتك ومراهقتك؟
صحيح أنّني أصبت بالصرع، إنّما لا أنظر إليه على أنّه أمر يعيق حياتي بل أراه كمحفز ساهم في زيادة ثقتي بنفسي وجعلني أدرك ما أريد القيام به في حياتي. وساهم في نشري التوعية حوله بين الناس، وأعتقد أنّني كنت محظوظة نوعاً ما لأنّه بات الشيء الذي يميّزني. من هنا، يجب ألّا نسمح لأيّ حدث لا إرادة لنا به أن يعيقنا أو يزعجنا بل ننظر دائماً إلى الناحية المشرقة لنستفيد من تجاربنا ونفيد
غيرنا.
ما الذي غيّره فيك هذا المرض؟ وهل جعلك أقوى؟ وماذا تقولين لكلّ امراة واجهت أو تواجه أزمة صحيّة في مرحلة ما من حياتها؟ كيف يمكن أن تحافظ على قوّتها وإرادتها لتخطّي المصاعب؟
ازداد عندي الرضى والإيمان بالله سبحانه وتعالى. وأعتقد أنّ كل تجربة نمرّ بها تعلّمنا شيئاً جديداً، فأنا أؤمن أنّ كل شيء يأتي من عند الله لا بدّ من أن يحمل الخير. فالمهم هو كيف نرى ما حصل معنا، ونحاول التفكير دائماً بإيجابيّة. ولكلّ شابّة تواجه صعوبات أقول: ثقي أنّ الوقت سيمرّ وسيتحسّن شعورك بمجرّد أن تقرّري أن تتخطّي مشاكلك وتعملي على تصحيح مكامن الخلل في حياتك.
لماذا فكرّت في إنشاء مسرعة «بلوسوم»؟
المرأة هي نصف المجتمع ويجب أن يتمّ تمثيلها في مجال الأعمال على نحو يوازي هذا الواقع. لكنّني كنت ألاحظ دائماً أنّ كبار الشركات الناشئة الناجحة غالباً تكون بقيادة الرجل، أثار هذا الواقع استغرابي لأنّني أعرف تماماً ومتأكّدة أنّ المرأة غالباً ما تكون دقيقة وصاحبة إرادة قويّة لتحقّق النجاح، فأردت أن أساعدها لتسدّ هذه الثغرة الموجودة، وتجد صلة الوصل بينها وبين مجتمع الأعمال العريض.
من هي الجهات التي دعمتك هل الأهل أو الأصدقاء أم جهات رسميّة؟
الداعم الأول هم أهلي، إذ ساندوني دائماً لأسير وراء أهدافي ولا أستسلم أمام العثرات. وطبعاً كل المرشدين الذين كانوا يأمنون ببلوسوم من البداية. كذلك الحال بالنسبة إلى الشركات الناشئة التي سمحت لبلوسوم بتسريع عملها والتي كانت السبب في جعلها اليوم من أفضل المسرّعات في السعودية.
بين مجال دراستك وشغفك بريادة الأعمال، كيف تقسّمين وقتك وأيّ مجال يستهويك أكثر؟
المجالان مكمّلان لبعضهما، ويعبّران عنّي وعمّا أحبّ القيام به. وفي السنوات الأخيرة ركّزت على ريادة الأعمال، لكن برأيي مجال المخ والأعصاب يشبه ريادة الأعمال من ناحية البحث المستمرّ وابتكار الحلول. فلم أشعر أنّ المجالين يتعارضان بل يشكّلان معاً مصدر شغف لي للعمل والعطاء.
كيف تختارين الخبراء الذين يشرفون على الشركات الناشئة؟ وكيف يحصل التواصل مع هذه الشركات؟
نحن نبحث عن خبراء لديهم خبرة في ريادة الأعمال ومرّوا بالتجربة مسبقاً، أو عن مستثمرين ملائمين أو عن موظفين في شركات مرموقة متخصّصين في مجال معيّن راكموا خبرة كبيرة على مدى سنوات ويمكنهم المساهمة معنا في مشاريعنا.
حدّثينا عن أهم المشاريع التي دعمتها من خلال مسرعة «بلوسوم»؟ وعن أجدد أعمالك في الفترة الحالية؟
أفتخر أنّنا في بلوسوم قمنا بتطبيق خمس برامج مسرعة أعمال مع شركات ناشئة، ما ساهم في خلق عشرات فرص العمل لشباب وشابّات المملكة وأذكر من هذه المشاريع: نسيج ماركت ونوماد ستوري وجدة باليه أكاديمي وغالية ولاسون. أمّا عن أجدد الأعمال، فستكون مفاجأة لأنّنا عملنا بجهد وتركيز كبير عليها وأتمنى لها النجاح في المستقبل.
ما هو أكثر إنجاز تفخرين به؟
أكثر ما أعتزّ به أنّنا تمكّنا من دعم شركات ناشئة ومساعدتها في الحصول على مصادر تمويل في مراحل نشأتها الأولية. كما أنّني أفتخر بأنّنا نساعد في خلق المزيد من الشركات الناشئة التقنية بقيادة رائدات أعمال في المملكة العربية السعودية.
من خلال عملك، ما هي أكثر الصعوبات التي تواجهها رائدات الأعمال السعوديّات؟
هناك الكثير من الصعوبات التي يمكن أن تحبط رائدات الأعمال وهنا يأتي دورنا في الدعم وفي أن نثبت لها أن كلّ عقبة تحمل في طياتها فرصة كبيرة للنمو. وأعتقد أنّ تشجيع الشابات على الدخول في المجال التقني من أهمّ التّحديات، لأنّه واعد وفيه فرص كبيرة للتطوّر.
ما هي نصائحك للشابات لعرفنَ شغفهنّ ويسرنَ في طريق يؤدّي إلى النجاح المهني؟
أنصحهنّ بالتجربة ثمّ التجربة والتجربة حتّى تجد كلّ شابّة نفسها. ففي هذه الحياة السريعة والمتغيّرة بشكل دائم لا مجال للتراجع، بل يجب تكرار المحاولة لتجد كلّ واحدة شغفها الحقيقي.
اقرئي المزيد: أسيل عمران: منحني الله الشجاعة وعدم الاستسلام وهذا ما جعلني ما أنا عليه اليوم!