أسيل عمران: منحني الله الشجاعة وعدم الاستسلام وهذا ما جعلني ما أنا عليه اليوم!

عندما تتغيّر الأشياء بداخلكِ تتغيّر الأشياء من حولكِ، وهذا ما فعلته الفنّانة والممثّلة السعوديّة أسيل عمران التي تعيش حاليّاً في سلام مع نفسها. وتقول نجمة الغلاف إنّنا في كلّ مرّة نتخطّى فيها الصعاب، نسير نحو مرحلة جديدة من التغيير، علماً أنّ الله منحها القوّة لتتحمّل صدمة التعثّر ومن ثمّ النهوض أقوى من قبل.

حوار: Nicolas Azar، تصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists، تنسيق: Sima Maalouf، مكياج: Ivannaلدى MMG Artists، شعر: Steve Wahab، إنتاج: Kristine Dolor، الأزياء كلّها من Miu Miu

تؤمنين بهذه المقولة: عندما تتغيّر الأشياء بداخلك تتغيّر الأشياء من حولك. ماذا تبدّل فيك؟

هذا الأمر صحيح، يحدث شيء غريب حين نفعل ذلك، إذ نبدأ بالنظر إلى الأمور بأسلوب مغاير! أصبحت متصالحة مع نفسي أكثر، وثمّة سلام وهدوء في داخلي، وأتعامل مع الأمور ببساطة أكثر فلم تعد تستفزّني بسهولة.

ما الذي علينا فعله حتّى نتغيّر؟

علينا أنّ نؤمن أوّلاً بالتغيير. نواجه الكثير من المواقف ونمرّ بمراحل مختلفة في حياتنا، وفي كلّ مرّة نتخطّى فيها الصعاب، نسير نحو مرحلة جديدة من التغيير. أعتبر نفسي الآن أفضل من أيّ وقت مضى.

كلّ ما نمرّ به يشكّل شخصيّتنا بطريقة أو بأخرى. ما هو الحدث الأبرز الذي جعلك ما أنت عليه اليوم؟

ما من موقف واحد، بل ثمّة مواقف مختلفة شكّلت ما أنا عليه اليوم. أتأثر كثيراً حين أستمع إلى أحداث معيّنة أو أشاهدها، إذ تترك أثراً في داخلي فأعود إلى منزلي وأغوص في التفكير وأحاول أن أتدارك أخطاء الآخرين. وبما أنّني سريعة التأثّر، تراني أتغيّر مع كلّ موقف إيجابي أو سلبي. سافرت حديثاً مع صديقاتي، وأمضيت وقتاً سعيداً، وأخذت عهداً على نفسي بالاستمتاع أكثر في حياتي.

لا شيء يبقى ثابتاً في مكانه، فحتّى الإنسان يسعى إلى تغيير نفسه ليتماشى مع الوقت، لكن للتغيير ثمن. هل توافقينني الرأي؟

لا ضرورة لأن يكون هناك ثمن، علماً أنّني لن أقبل بأيّ شكل من الأشكال أن يكون التغيير على حساب صحّتي أو عائلتي أو طاقتي أو أصدقائي. فقد أدفع مبلغاً باهظاً مقابل فستان أو سفرة لأشعر بالتجديد، إذ أعتبر أنّ هذه الأمور ردة فعل طبيعيّة تماماً للتغيير.

ليحبّ الآخرون المرء، لا بدّ من أن يشعر في داخله بأنّه محبوب ومقبول ممّن حوله. لماذا يحبّك الناس برأيك؟

لنتّفق أوّلاً على أنّ من لا يحبّ نفسه لا يحبّ الآخرين، ولن يشعر بمحبّة الناس ومودّتهم له. وأصبح من السهل قراءة الأشخاص الواثقين بأنفسهم، على الرغم من أنّ مواقع التواصل قد تكون مضلّلة أحياناً، وتحجب جوانب عدّة من شخصيّتنا. من الرائع أن يكون الإنسان محبوباً من الناس، لكن ليس بالضرورة أن يحبّه الجميع. نعيش اليوم في زمن مواقع التواصل، ومهما حاولنا أن نكون طبيعيّين، إلّا أنّنا نخفي جميعاً جوانب عدّة من شخصيّاتنا، علماً أنّ تلك المواقع دفعت إلى خلق بيئة مثاليّة، بعيدة كلّ البعد عن الواقع. لكن لا شكّ أنّ محبّة الناس نعمة عظيمة لا تقدر بثمن.

لقد منحك الله الشجاعة لفعل ماذا؟

لقد منحني الله الشجاعة لأكون أنا من دون الشعور بالخوف من حكم الآخرين. منحني الله القوة لأن أتحمّل صدمة التعثّر ومن ثمّ النهوض، أقوى من قبل. منحني الله الشجاعة للإقبال علي تغيير الأشياء، وعدم الاستسلام مهما كثرت الصعوبات.

الابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة... من يتابع صورك على مواقع التواصل، يجد أنّ البسمة لا تفارقك. كيف تبقين سعيدة؟

أنا إنسانة مرحة وأعشق الضحك، وصوري على مواقع التواصل تعكس فعلاً ما أنا عليه. الابتسامة لا تعني دائماً السعادة... قد تكون في كثير من الأحيان تعبيراً عن الرضا.

تجمعك علاقة جميلة مع شقيقتك الإعلاميّة لجين عمران. بمَ ترغبين بالبوح لها في هذه اللحظة؟

قد يكون من الصعب أن أعبّر بكلمات، بل أفضّل أن أرتمي في حضنها وأضع رأسي على كتفها تعبيراً عن مدى حبّي الكبير لها. هي شقيقتي وصديقتي وسندي وأستمدّ قوتي منها في بعض الأحيان.

احتفلت أخيراً بإطلاق مجموعتك الأولى من المجوهرات، كذلك فعلت شقيقتك عام 2015. تجمعكما علاقة وطيدة مع المجوهرات على ما يبدو. ماذا تعني لك هذه الخطوة؟

لا تجمعني علاقة وطيدة مع المجوهرات فحسب، بل مع الفنّ بالمطلق: مثل الرسم والتصميم والألوان... أعشق كلّ شيء جميل، وبما أنّ عالم التصميم كان حلم الطفولة، فإنّ هذه المجموعة هي أولى الخطوات في هذا المجال، وأنا سعيدة جداً بها.

بدأت منذ فترة بتنفيذ حلم حياتك وهو دخولك عالم تصميم الأزياء. متى سنرى مجموعة موقّعة باسمك؟

قد يكون من المبكر الحديث حالياً عن موعد طرح المجموعة الأولى، لاسيّما أنّني لا أريد أن أعتمد على شهرتي فقط للغوص في هذا المجال، بل أتابع حالياً دراسة تصميم الأزياء، وأريد أن أكون ملمّة بكلّ التفاصيل. لن يكون طرح المجموعة في القريب العاجل، إذ سألجأ بعد مرحلة الدراسة إلى التدرّب في دار أحد المصمّمين العالميّين، لاكتسب الخبرات التي ستدفعني لاحقاً إلى الشروع في هذا المشروع. فهو ليس مؤقتاً، إنّما هو مشروع العمر!

وقّعت قبل أكثر من 15 سنة عقداً مع شركة "روتانا" بعد وصولك الى النهائيّات في برنامج "نجم الخليج"، إلّا أنّك ابتعدت عن الساحة الغنائيّة. تقولين في هذا السياق إنّك بحاجة إلى من يساعدك لتستمري في الغناء. هل هذا هو السبب الفعلي؟

دائماً ما أردّد مثال "أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه". أحتاج إلى شخص يتمتّع بخبرة واسعة في مجال الغناء وبرؤية فنّية تضعني في المسار الصحيح والمناسب، علماً أنّ التمثيل أبعدني كثيراً عن الغناء، لأنّه يتطلّب تركيزاً ومجهوداً كبيرين. وبالتالي لم يعد بمقدوري التواصل مع الشعراء والملحّنين! وأحتاج فعلاً إلى شخص ما أو شركة أعتمد عليها في هذا المجال.

وجّهت من خلال صفحتك الخاصّة على "سناب" رسالة إلى الفتيات طلبت منهنّ عدم رؤية الأجسام المثاليّة كما حدّدت مواقع التواصل معاييرها. ما هو الجسم المثالي برأيك وهل تتمتّعين به؟

أدّت معايير الجمال التي تفرضها منصّات التواصل الاجتماعي إلى إعادة تعريف مفاهيم الأنوثة و"الجسد المثالي" الذي أصبح مرتبطاً فقط بالخصر الرفيع! إنّما الجسم المثالي بالنسبة إليّ هو ذلك الصحيّ الذي يتّبع نمط حياة صحيّاً ويداوم على ممارسة الرياضة.

كذلك طلبت منهنّ أن يدعمنَ بعضهنّ البعض ويبتعدنَ عن التنمّر. أنّما يبدو أن التنمّر مرض العصر، ماذا يحدث برأيك؟

التنمّر هو فعل وسلوك موجود على مدى الأزمان والعصور! لكنّ النوع الحديث منه هو ذلك الإلكتروني، لاسيما أنّه يحدث في فضاء واسع لا يمكن حصره والحدّ منه، كما أنّ المتنمرين يختبئون خلف الشاشات ويسيئون إلى غيرهم من دون مراعاة شعورهم. هؤلاء بحاجة إلى علاج، مثلهم مثل أيّ حال مريض آخر. وأكثر ما يزعجني حين يأتي التنمر من امرأة تجاه امرأة أخرى. وهذا ما تحدّثت عنه حينئذ في هذا الفيديو، إذ تمرّ جميع النساء بتغيّرات جسديّة مختلفة، وهذا أمر طبيعي، لذا علينا أن نتفّهم وندعم بعضنا ونكون سنداً للتغيير الإيجابي على الصعيدين النفسي والجسدي.

تحتفل المملكة العربيّة السعوديّة يوم 23 سبتمبر باليوم الوطني السعودي الـ91 تحت شعار "هي لنا دار". ما هي أمنياتك بهذه المناسبة السعيدة؟

في هذا اليوم السعيد أدعو الله أن يحفظ بلدي ويحميها، وأتمنّى دوام الأمن والاستقرار والازدهار والإنجاز والريادة، كما أنني سعيدة جدّاً بإنجازات المرأة السعوديّة المحليّة والعالميّة.

تشهد المملكة في الآونة الأخيرة، تطوّراً لافتاً للحركة الفنّية وصناعة الموضة... ونشعر بأن المرأة السعوديّة تُمنح مزيداً من الحقوق. كيف تنظرين إلى هذه التغييرات؟

المرأة السعودية كانت ولاتزال موهوبة وقياديّة، وربّما كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتحلّق وتلمع في مجالها. أنا بالفعل سعيدة جدّاً بهذه التغييرات، لكن الطريق ما زالت طويلة.

لا يزال عدد النساء قليلاً للغاية في المناصب القياديّة على مستوى العالم. برأيك ما الذي يشعر به الرجال عندما يكونون بقيادة نساء؟

على الرغم من كلّ التغييرات والانفتاح على التجارب والتطوهر، لا يزال بعض الرجال يرفضون عمل النساء في مناصب قياديّة، ربّما يفهمون الرجولة في إطار خاطئ. وفي المقابل يدعم رجال كثر المرأة في الوصول إلى أعلى قمم النجاح.

كيف كانت عطلتك الصيفيّة؟ هذه هي العطلة الأولى لك بعد انتشار جائحة كورونا. كيف تصفينها؟

جميلة جدّاً، هي العطلة الأولى لي منذ انتشار الجائحة قبل سنتين تقريباً. كنت أتمنّى أن تطول أكثر، لكن العمل لا ينتهي.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

لا أتكلّم كثيراً عن مشاريعي المستقبليّة، إلّا حين أكون واثقة منها تماماً. هناك أفكار ومشاريع كثيرة، لكن أوّل ما سأقوم به هو متابعة الفصل الثاني من دراستي الجامعيّة في تصميم الأزياء. وفي سياق آخر، أقرأ حاليّاً عدداً من النصوص، لكنّني لم أختر بعد العمل المناسب، علماً أنّني سأعود إلى خشبة المسرح هذا العام بعد أن ابتعدت عنها لفترة.

 

 
شارك