أمل بوشوشة: أحضّر مفاجأة رائعة وكبيرة لعام 2020
واثقة من نفسها، واقعيّة، تدرك ماذا تريد وما يرضيها، وفي الوقت نفسه هي متريّثة ودقيقة، تنتظر الدور المناسب وترى الفنّ عرضاً وطلباً وأيضاً مجازفة. بالنسبة إليها، لا يمكن للفنّان أن يتكهّن نجاحه إنّما عليه أن يسعى جاهداً لتحقيقه والمغامرة هي الخطوة الأولى. إنّها الفنّانة أمل بوشوشة التي رأت في التمثيل مكاناً يلائمها أكثر من الغناء ويعبّر عن رصانتها ورقيّها. هي أمل التي خاضت غمار Netflix والتي نجحت في مغامرتها وهي أيضاً أمل التي تحضّر لنا مفاجأة كبيرة مطلع العام 2020... معها نختتم عام 2019 بجلسة تصويريّة رائعة وفاخرة تعكس جمالها وشخصيّتها وحضورها...
البداية مع أجدد أعمالك طبعاً، مسلسل "دولار" على شبكة Netflix. هل أنت دائماً مستعدّة لأن تكوني من بين أوّل من يخوض أيّ تجربة جديدة؟ فالتمثيل لشبكة Netflix واقع جديد نشهده اليوم وأنت من الأوائل الذين يخوضون التجربة!
بدايةً، لا يمكن أن ننكر أنّ شبكة Netflix هي منصّة مهمّة وعالميّة وهي اليوم تنتشر بشكل كبير وبارز في عالمنا العربي، ما يجعلها منصّة لا بدّ أن يطمح لها أيّ ممثّل. صحيح أنّني كنت من الأوائل الذين يخوضون هذه التجربة وأعتقد أنّه سبق لـNetflix أن كانت لها تجربة مع المسلسلات العربيّة قبل مسلسل "دولار"، إلّا أنّني أعتبر "دولار" التجربة الأنجح لها وهذا ما أظهرته الأرقام والإحصاءات وردود الأفعال.
أعتبر مهنة التمثيل مغامرة وأنا أعشق التحدّيات ولكنّني وفي الوقت نفسه أؤمن بأنّه ليس من الضروري أن يكون الممثّل دائماً في الصدارة إذ قد يعرف نجاحاً على مدى أعوام متتالية ويكون اسمه في الصدارة ليغيب في فترة لاحقة وهذا لا يعني أنّ نجاحه قد اختفى. يمكن تشبيه عملنا كممثّلين والنجاح الذي نحقّقه بالأمواج التي قد تجعلنا في الأعلى وأحياناً أسفل قليلاً. وبالطبع، يسعى كلّ ممثّل إلى البقاء في القمّة ولكن لا أرى مشكلة في المغامرة. فبالنسبة إليّ، المغامرة هي الوسيلة الوحيدة ليدرك الشخص ما إذا كان سينجح أم لا ولكنّ الأهمّ من ذلك كلّه هو أن يحافظ دائماً على مكانته الصحيحة وأن يكون جزءاً من عمل يقدّم له شيئاً جديداً.
يظهرك مسلسل "دولار" مرحة وفرحة علماً أنّنا لم نعتد على أن تقدّمي هكذا أدوار... ما الذي حمّسك لتأدية هذا الدور؟ وأين رأت أمل نفسها أكثر، في الأدوار الدراميّة أو الكوميديّة؟
ببساطة، أرى التمثيل عرضاً وطلباً ولست من اختار تأدية هذا الدور إنّما عرض عليّ ورأيته مناسباً وملفتاً كونه شكّل تحدّياً بالنسبة إليّ. فأنا لا أحبّ أن أقع في فخّ التكرار ومهنة التمثيل هي التي تعلّمنا دائماً أنّه على الممثّل أن يتحدّى ذاته وأن يخرج من دائرته الآمنة وبالتالي عليه التنويع في أدواره.
في "دولار" اخترت المغامرة وارتأيت اختبار أمل في دور بعيد عن الدراما والشخصيّات الرصينة وقد أدّيت دور زينة التي تتمتّع بخفّة ظلّ واضحة في شخصيّتها وأنا مثلها أمتلك خفّة الظلّ هذه في الحقيقة وأعتبر أنّ كلّ إنسان يتمتّع بهذه الصفة في مكان ما.
وهنا، لا بدّ من التأكيد على أنّني استخدمت خفّة الظلّ هذه لدور زينة إلّا أنّني لم أبتعد كثيراً عن أمل بل طعّمت شخصيّتي ببعض المواقف الفكاهيّة والمرحة لتكون النتيجة شخصيّة تعكس الدور وفي الوقت نفسه تعكس صورتي أنا أيضاً.
كذلك، أعتبر أنّ لكلّ دور أدّيته نكهته الخاصّة ومكانته المميّزة وقد أعطاني دوري في "دولار" دفعاً معيّناً وطوّرني في مكان ما وأرى أنّه من الطبيعي أن يكون لأيّ ممثّل أدوار أقرب إلى قلبه من أخرى.
هل سنرى جزءاً آخر منه؟
بدايةً، تمّ الاتّفاق على جزأين ولكنّ شبكة Netflix قرّرت في ما بعد التريّث لمراقبة نسبة المشاهدة. لذا، قد يتطلّب الأمر المزيد من الوقت كي تتّخذ الشبكة قرارها النهائي بشأن الجزء الثاني. ولكن ما يمكن قوله إنّ الأصداء رائعة وعلى ما يبدو أنّ نسبة المشاهدة ملفتة.
بدأت تنكشف الأعمال الرمضانيّة بالأسماء والتفاصيل. أين أنت من السباق الرمضاني؟ وهل تعنيك المنافسة في الأعمال الرمضانيّة؟
منذ بداياتي وأنا متواجدة في الأعمال الرمضانيّة ولكن مؤخّراً وبسبب انشغالاتي العائليّة، اخترت الابتعاد قليلاً. العام الماضي، التزمت بمسلسل "دولار" وكنت مكتفية به وللعام المقبل وتحديداً لشهر رمضان، لم يتقدّم لي أيّ عمل حمّسني على الالتزام به وتخصيص الوقت والطاقة له.
في المقابل، لا أعتبر تريّثي هذا وابتعادي إذا صحّ التعبير غياباً عن الساحة فأنا أنتظر العمل المناسب الذي يكمّل مسيرتي في عالم التمثيل.
مع أنّك تصبّين اهتمامك على التمثيل، كانت بداياتك في الغناء ثمّ التقديم. هل من جديد في عالم الغناء؟ وأين أنت من غناء شارات المسلسلات؟
رأيت نفسي أكثر في عالم التمثيل وهذا ما جعلني أبتعد عن الغناء. فأنا لست مضطرّة إلى تقديم أيّ كان فقط لتقديم الجديد وبالنسبة إليّ، أعتبر أنّ المهمّ هو القيام بقناعاتي وأنا مقتنعة بأنّ مكاني الأنسب هو في التمثيل.
في المقابل، ما زلت أحبّ الغناء طبعاً إنّما لا أرى جدوى من تقديم أغنية عابرة أو فيديو كليب عابر، فإن اخترت تقديم أيّ عمل غنائي عليه أن يكون غنيّاً في المضمون، أي أن يكون مثلاً عملاً فنيّاً أو مسرحيّاً مميّزاً.
أنت امرأة واقعيّة وواثقة من نفسها. ما أكثر ما يستفزّك بالمرأة عموماً وبالمرأة العربيّة تحديداً؟ وما أكثر ما تحبّين فيها؟
أعتبر المرأة العربيّة امرأة مبدعة وخلّاقة ومنتجة رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها. وممّا لا شكّ فيه أنّ مجتمعاتنا العربيّة تختلف عن بعضها بثقافاتها وعاداتها، لذلك، لا أحبّ التصويب بالمطلق على المرأة إنّما على الإنسان أيّاً يكن. يستفزّني الإنسان غير الواضح الذي لا يتمتّع بالجرأة. فالإنسان الواضح لا يخيفني حتّى وإن كان رأيه سلبيّاً فوضوحه هذا فيه جرأة وشفافيّة وهذا أمر أحبّه. كذلك، يستفزّني كثيراً الإنسان المنافق وبالنسبة إلى المرأة، كلّ ما يمكن قوله إنّني أحبّ المرأة صاحبة الشخصيّة القويّة التي تستطيع أن تفرض نفسها بحضورها وأخلاقها وثقافتها.
تعيشين الأمومة ومن المؤكّد أنّ حياتك باتت مختلفة اليوم مع ابنتك. في ظلّ الأحداث التي تدور في العالم العربي وتحديداً في لبنان، هل من قيم معيّنة تحاولين نقلها لها؟ ماذا تقولين لها في ظلّ هذه الأحداث؟ وأيّ مبادئ تحرصين على ترسيخها في ذهنها؟
منذ أن أصبحت أمّاً، وعدت نفسي بأن أحاول تربية ابنتي بالطريقة التي تربّيت فيها، على القيم والمبادئ نفسها، هذه المبادئ التي لا أزال أشعر بهيبتها ورهبتها حتّى اليوم مع والديّ ومنها الاحترام وأنا أحاول فعلاً أن أنقل هذه المبادئ إلى ابنتي مع أنّني أرى أنّنا كأشخاص نختلف بذهنيّتنا وبطريقة تفكيرنا، فعصر اليوم لا يشبه أمس وما نعيشه مختلف تماماً وتحديداً مع فورة مواقع التواصل الاجتماعي. باختصار، أحاول الحفاظ على المبادئ الإنسانيّة التي لا يمكن أن تزول وأسعى إلى نقلها إلى ابنتي حتماً.
بما أنّك ذكرت مواقع التواصل الاجتماعي، ما أكثر ما يزعجك فيها؟
أحياناً، أشعر بالذنب لأنّ مزاجي يتحكّم بنشاطي وبتواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّما سرعان ما أعود لأعي أهميّة الابتعاد أحياناً وضرورة ألّا أكون ناشطة جدّاً والسبب كلّ ما أراه على السوشيل ميديا من تعليقات وتدخّل مطلق في الخصوصيّات. يزعجني جدّاً أنّ السوشيل ميديا سمحت لأيّ كان بأن يقول أو ينشر أيّ شيء وكأنّها فضحت الجميع لا بل عرّتهم إذا صحّ التعبير، عرّتهم من الخصوصيّة التي أراها ضروريّة لأيّ إنسان.
في المقابل، أعي فعلاً أهميّتها وضرورتها وبالأخصّ للفنّان فهي أساسيّة كي يتواصل مع معجبيه ولكن أرى ضرورة لوجود هامش من الخصوصيّة والاحترام.
من هذا المنطلق، لا أسمح بانتهاك خصوصيّتي وأعتبر أنّ مسؤوليّة ذلك تقع على الشخص الذي ينشر كلّ شيء فبرأيي هو من يفتح المجال لأيّ كان بأن يقوم بالتعليق الذي يريده وهنا أحمّله اللوم ولا أرى أنّه يحقّ له حينها أن ينتقد التعليقات أو ينزعج منها، ففي الأساس هو من فتح المجال لها من خلال خرقه خصوصيّته ونشرها في العلن.
إلى عالمي الموضة والجمال ننتقل كونك تهتمّين بالعالمين. هل من الممكن أن نرى أمل تقدم على خطوة في أحد هذين المجالين من باب التحوّل إلى سيّدة أعمال؟
لمَ لا؟ بتنا نرى اليوم عدداً كبيراً من النجوم العالميّين يقومون بخطوة مماثلة ويروّجون لمنتجات معيّنة. ولكن، أرى في الوقت نفسه أنّ هذه الخطوة يجب أن تكون مدروسة وهذا ما أشعر بأنّه ناقص في العالم العربي. بالنسبة إليّ، لا أمانع طبعاً إلّا أنّ الأمر غير مطروح بجديّة في الوقت الراهن فهكذا خطوة تتطلّب الكثير من الجهد والتركيز والوقت والسفر.
أين ترين نفسك أكثر؟ في الجمال أو الموضة؟
أشعر بأنّ العالمين يكمّلان بعضهما إلّا أنّني أعشق الموضة كثيراً فقد عشت سنوات عدّة في باريس ولطالما رافقني حبّي للموضة منذ البداية، فالصيحات تستهويني كثيراً إلّا أنّني دائماً ما أختار ما يليق بي. فأنا أعتبر أنّ شخصيّة أمل هي الأساس وأرى أنّ الأهمّ هو أن أمنح ما أرتديه قيمة وليس العكس.
بما أنّك تحبّين الموضة، من مثالك الأعلى في هذا العالم وأيّ جمال يلفتك؟
ستتفاجئين بخياري! أحبّ جدّاً مارلين مونرو مع أنّنا مختلفتان في الشكل والأسلوب إنّما لطالما عشقت ستايلها وجمالها وهذا ما جعلني أغوص في أخبارها. كذلك، أحبّ كثيراً Sophia Lauren وأعتبرها إلى جانب مونرو من أجمل جميلات القرن الماضي. أسلوبهما البسيط، ماكياجهما، الأبيض والأسود، كلّها عناصر تشدّني إليهما.
متى تحبّ أمل بوشوشة شكلها؟ ومتى لا تحبّه؟ وهل تزعجبك بعض التعليقات المتعلّقة بالشكل الخارجي؟
في الحقيقة والحمد لله لا أتلقّى الكثير من التعليقات السلبيّة إنّما وفي حال ورودها، أستخفّ فعلاً بمن يقوم بها وأعتبره شخصاً يعاني من مشكلة نفسيّة معيّنة ويحاول صبّ غضبه وسلبيّته على الآخر وببساطة، لا أتردّد بحجب حسابه في حال زعجتني هذه التعليقات.
في المقابل، أحمد ربّي على نعمته فأنا أحبّ شكلي كما هو ومقتنعة جدّاً به وأحبّ تفاصيل وجهي جميعها وأتمنّى أن أتقدّم في السنّ وأنا بهذا الشكل. أحياناً، حتى وإن غيّرت قصّة شعري، أشعر بالحاجة إلى أن أعود إلى طبيعتي وأسترجع شكلي القديم.
سابقاً، كنت أمتلك جرأة أكبر لتجربة قصّات جديدة وكنت ألجأ إلى الخصلات الاصطناعيّة ولكن اليوم ومع مرور الوقت، أصبحت أميل إلى الطبيعيّة من لون شعر وما إلى هنالك، حتى أنّني أحبّ الاستغناء عن الماكياج في الأيّام العاديّة وأكتفي بوضع الكريمات وأحمر الخدود.
بما أنّنا على مقربة من استقبال عام جديد، ما هو أجمل ما عشته في العام 2019؟
من دون مبالغة، أجمل ما عشته هذا العام هو قدرتي على الاستيقاظ يوميّاً وأنا محاطة بزوجي وابنتي. أشكر ربّي على هذه النعمة وأكثر ما يسعدني هو أنّني استطعت التوفيق بين العائلة والعمل فلطالما حلمت بالعائلة والاستقرار واليوم أعيش هذه الفترة.
لا شكّ أنّ كلّ شخص يضع خططاً جديدة مع بداية كلّ عام. هل تخطّطين؟ وهل من خطط معيّنة للعام 2020؟
تتطلّب بعض المشاريع تخطيطاً فيما يأتي بعضها الآخر فجأة ومن دون سابق إنذار. أستعدّ للكشف عن مفاجأة رائعة وكبيرة في مطلع العام 2020 ولكن لا يمكنني أن أفصح عن تفاصيلها بعد إنّما ستكون مفاجأة غير متوقّعة وأنا متحمّسة جدّاً لهذا العمل.