أحبّي نفسك لتتمكّني من نشر السعادة
كم من مرّة وقفت أمام المرآة وأنت تنظرين إلى جسمك بخيبة أمل؟ وكم من مرّة أوقفت هذا المشروع أو ذاك لأنّ لا ثقة لك بجسمك وشكلك ومظهرك؟ إلاّ أنكّ بذلك تبتعدين عن تحقيق أهدافك وعن تعزيز السعادة والنّجاح في داخلك. تقبّلي إذاً جسمك، واعلمي أنّك متميّزة عن سواك ومختلفة عن الآخرين.
مارسي النشاطات التي تحبّينها: حين ترغبين في ممارسة نشاط معين، لا تفكّري قطّ في شكل جسمك ولا تدعي وزنك يقف عائقاً أمامك. فلو أردت الركض، مثلاً، على شاطئ البحر اركضي، ولو أردت تسلّق الجبال برفقة الأصدقاء، فلا تتردّدي في القيام بذلك. استمتعي بحياتك وقومي بجميع النشاطات التي تروق لك. فالحياة أكثر من مظهر ووزن وجسم، إنّها فرصة تتاح لنا مرّة واحدة لنستفيد منها إلى أقصى الحدود.
عدّدي ميزاتك:لا تحتاجين إلى تعداد ميّزاتك شفهيّاً، أي في ذهنك وحسب، إنّما لا بدّ لك أيضاً من تدوينها لتكون واضحة أمامك فتتذكّرينها باستمرار. لذلك، اجلبي ورقة ملوّنة مبهجة ودوّني عليها أبرز عشر ميّزات تتّسمين بها، من دون أن تذكري أيّ صفة تتعلّق بجسمك. ولترافقك هذه الورقة دائماً، ضعيها في محفظتك واعمدي إلى قراءتها من وقت إلى آخر أو حتّى يوميّاً، ولا سيمّا حين تشعرين بالإحباط والسلبيّة.
تدرّبي على قبول نفسك: أن تنظري إلى نفسك بطريقة سلبيّة يشبه تماماً تلقّيك لأيّ نقد أو ملاحظة غير مرغوب فيها. لذلك، حين تنظرين إلى نفسك، احرصي على تنحية السلبيّة جانباً وعلى التسلّح بالإيجابيّة. فبدلاً من أن تقولي «أثير الاشمئزاز في هذا الفستان»، قولي«كم أبدو جميلة في هذا التصميم، إنّه بالفعل أنيق». لا تفكّري في وزنك، إنّما ابحثي عن راحتك. تخلّصي من النقد السلبي، وارتكزي على البنّاء منه لتشعري بحال أفضل من ذي قبل، وهكذا يزداد تقبّلك لنفسك وجسمك يوماً بعد يوم. قد يتطلّب الأمر منك بعضاً من الوقت، ولكن لا تستسلمي، فثقتك بجسمك تستحقّ منك العناء.
ابتعدي عن المقارنة: لتقيّمي نفسك بالطريقة الصائبة، لا بدّ لك أوّلاً من الابتعاد عن مقارنة نفسك بالآخرين، ولا سيّما من حيث شكل الجسم والوزن. لا شكّ في أنّ التوقّف عن هذه العادة هو تحدًّ كبير بالنسبة إلى كلّ منّا. إذ تتمّ المقارنة في كلّ مرة بشكل تلقائي من دون التفكير فيها حتّى أو التخطيط لها. وبعد كلّ مرّة ننظر فيها إلى الآخرين ثمّ إلى أنفسنا، تسيطر علينا السلبيّة. إذ يجول في ذهننا كلّ تلك العناصر التي تنقصنا دون التفكير بالإيجابيّات والميّزات التي نتمتّع بها. لذلك، ولكي تتقبّلي جسمك ووزنك مهما كان، توقّفي عن مقارنة نفسك بصديقتك أو شقيقتك أو أيّ امرأة تلتقين بها أثناء خروجك. كوني محور اهتمام أفكارك وحاولي أن تضعي أمامك الأمور التي قد تحتاجين إليها للارتقاء بسماتك الشخصيّة، ومن ثمّ يتعيّن عليك تطبيقها لتكوّني صورة عن نفسك لطالما رغبت في تحقيقها.
لا تتجنّبي النّظر إلى جسمك:الصورة السلبيّة التي كوّنتها عن جسمك، جعلتك تحاولين تجنّب النظر إليه من خلال المرآة والتهرّب منه بالطرق كافة. غير أنّ الهروب لا يفيد بشيء، فللتخلّص من هذه المشكلة لا بدّ من المواجهة. لا تتجنّبي المرآة، إنّما قفي أمامها بثقة وانظري إلى أقسام جسمك الجميلة. أمّا بالنسبة إلى النشاطات، فلا تمتنعي عن أيّ منها: اذهبي إلى البحر وتمتّعي بالسباحة، اخضعي إلى دورات في الرقص، السالسا أو التانغو أو حتّى الرقص الشرقي. أنشئي بينك وبين جسمك علاقة وطيدة وتعلّمي كيف تنظرين إليه بإيجابيّة لتستمرّي دائماً في الارتقاء بسماته.
وأيضاً...
- أحبّي نفسك لتتمكّني من نشر السعادة والمحبّة بين عائلتك وصديقاتك ومحيطك بشكل عام.
- استخلصي من الكتب التي تقرئينها ومن الأفلام التي تشاهدينها عبراً تساعدك على تعزيز الرضا بنفسك، ولا سيّما جسمك.
- ساعدي صديقاتك بملاحظات إيجابيّة إن عانين من المشكلة ذاتها، بحيث تسيطر هذه الأجواء الجميلة بينكنّ في كلّ مكان.
- أعدّي لائحة بالأمور التي لا بدّ من تحقيقها للتوصّل إلى جسم أفضل يشعرك بالراحة والثقة بنفسك.
- لا تشغلي تفكيرك بالماضي أو بالمستقبل واستمتعي باللحظة التي تعيشينها كما لو أنّها لن تعود أبداً. -وإن كنت غير سعيدة، فأنت بالتأكيد تفكّرين في الماضي أو تقلقين بشأن المستقبل. فلا تشغلي بالك كثيراً لأنّ السعادة قد تأتيك من أصغر الأشياء الموجودة في حاضرك. ولا تنسي أنّ السّعادة الحقيقيّة تنبع من الذّات، فلا تهملي نفسك أبداً!