Pattaya...وجهة تايلند الثمينة
رحلتي هذه المرّة كانت إلى مدينة لم أكن أعرفها، وهي Pattaya في تايلند. هناك، لم تكن رحلتي سياحيّة وحسب، بل رحلة عمل أيضاً، كون وزارة السياحة التايلنديّة اختارت هذه المدينة الصاخبة والجميلة كي تقدّم فيها حفل تتويج ملكة جمال لبنان للمغتربين لعام 2018، فربطت بذلك بين جمال المرأة العالمي وسحر هذه المدينة المميّزة.
دبي من أفضل المدن لزيارتها في العالم
للمرّة الأولى في تاريخها، تعاونت هيئة السياحة في تايلاند مع لجنة ملكة جمال لبنان والمؤسّسة اللبنانيّة للإرسال (LBCI) لاستضافة حدث تتويج ملكة جمال لبنان للمغتربين لعام 2018 في تايلاند. وكجزء من التعاون، تمّ نقل المتسابقات الـ11 اللواتي تأهّلن إلى المرحلة النهائيّة لمسابقة الجمال إلى تايلاند لمدّة 5 أيام حيث صُوّرت المرحلة الأخيرة من برنامج الأنشطة. وخلال فترة التحضيرات، تمّ اصطحابنا في جولات سياحيّة في هذه المدينة المميّزة فاطّلعنا بدقّة على تاريخها وميزاتها وزرنا أهمّ المعالم السياحيّة فيها وتذوّقنا طعامها اللذيذ والتقليدي ومارسنا الرياضة وغيرها من الأنشطة المتعدّدة. وفي هذا السياق، لا بدّ لنا أن نذكر أنّ تايلاند حصدت على مدى السنوات الأخيرة شعبيّة متزايدة بين المسافرين العرب مستقطبةً ما مجموعه 616 ألف زائر من الشرق الأوسط في العام 2017، فضلاً عن أنّها تحظى بشعبيّة كبيرة بين أوساط المتزوّجين حديثاً الذين يقصدونها لقضاء شهر العسل. وتُعدّ كل من Pattaya وBangkok وSamui أكثر المناطق زيارة خلال شهر أبريل وأغسطس وديسمبر.
كما وتُعتبر مدينة Pattaya من أهمّ مدن تايلاند وإحدى أجمل الوجهات السياحيّة التي تجمع بين جمال الطبيعة وروعة المعالم السياحيّة والترفيهيّة.
تقع مدينة Pattaya على الساحل الشرقي لخليج تايلاند وجنوب شرق Bangkok. وتتميّز هذه المدينة الجميلة بمناخ استوائي يتحوّل خلال السنة من دافئ وجاف إلى حار ورطب وحتى حار وماطر.
سياحة فريدة من نوعها
في القدم، كانت مدينة Pattaya مجرّد بلدة لصيد الأسماك، إلّا أنّها تطوّرت في ما بعد لتصبح مقصداً سياحيّاً للكثير من الزوّار، وذلك خلال حرب فيتنام. ومن النشاطات التي يمكن ممارستها في هذه البقعة لعب الغولف وسباقات Go kart وقفز الـBungee في Jomtien Beach وأخذ دروس طيران وممارسة الرياضات المختلفة كسباق السيّارات للهواة والمحترفين وتسلّق المنحدر الاصطناعي واليوغا والتنس والملاكمة والبولو وركوب الخيل والغطس وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، ثمّة الكثير من المنتجعات التي توفّر خدمات التدليك، كما ويمكن للسيّاح زيارة الحدائق المختلفة ومنها قرية الفيل ومزارع Pattaya للتماسيح وغيرهما.
أطباق تقليديّة شهيّة
خلال رحلتنا، كان لنا وقفة مع صفّ خاص بالطبخ، فقد علّمنا الشيف كيفيّة تحضير إحدى الأكلات التايلنديّة التقليديّة مع الصلصة الحرّة. وقد استخدم تقنيّات الطبخ التايلندي المتنوّعة وعناصر مختلفة تضفي على الطبخة طعماً خاصّاً.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ تايلند تشتهر بأكلاتها اللذيذة جدّاً، ومن أشهر الأطباق التي يمكنك تناولها هناك والتي ذاع صيتها عالميّاً كعك جوز الهند المشوي على الفحم، وهو يسمّى تشو ويتكوّن من نوع معيّن من سرطان البحر مطبوخ بطريقة معينّة. ولا تفوّتي تذوّق سلطة البابايا المتبّلة الشهيرة وكل المأكولات البحريّة المبتكرة مع صلصات تايلنديّة خاصة وغنيّة بالحرّ والكاري وغيرها من المأكولات المميّزة.
نشاطات متعدّدة
خلال هذه الرحلة المميّزة، اختبرت عدداً من النشاطات للمرّة الأولى في حياتي وأحبّ واحدة إلى قلبي كانت الذهاب إلى الغابة لمعرفة التفاصيل الدقيقة والآليّة الكاملة لتصنيع زيت جوز الهند الطبيعي. وهناك كان في انتظارنا عائلة تايلنديّة تقليديّة رحّبت بنا في منزلها المتواضع والجميل وقدّمت لنا ما لذّ وطاب، لنعود وندخل الغابة ونتابع بدقّة المراحل المختلفة لهذه الصناعة. تعرّفنا أوّلاً على شجرة جوز الهند، هذه الشجرة العريقة التي تشتهر بأنّها مصدر غذاء للإنسان بما تجود به من ثمار جوز الهند ومصدر دخل للمزارعين الذين يهتمّون بزراعتها والحفاظ عليها، فمنها يحصلون على الزيت وعلى الجذوع لبناء المنازل والقوارب وعلى الليف لصناعات نسيجيّة مختلفة. كما تتميّز هذه الشجرة بإنتاجها المستمرّ على مدار العام كونها غير موسميّة كباقي الأشجار.
فضلاً عن هذه التجربة الغنيّة والمميّزة، كانت لنا تجارب رياضيّة مثيرة للاهتمام فقد ذهبنا مثلاً لممارسة رياضة الملاكمة أو ما يُعرف في تايلند بالـMuay Thai، فحضرنا جلسة خاصة علّمنا خلالها المدرّب آليّة القتال. والجدير ذكره أنّ هذه الرياضة هي عبارة عن فنّ قتالي تمّ ابتكاره للجنود في القرن السادس عشر. وقد ساعد هذا الفنّ سكان تايلاند على التصدّي للبيرمانيين أثناء الغزو. واليوم، تُمارس الملاكمة التايلانديّة في العالم بأكمله. يتطلّب هذا الفنّ لياقات بدنيّة كثيرة مثل الخفّة والقوّة والتركيز ولياقات ذهنيّة عدّة كالاحترام. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفنّ يلقّب بفنّ الأطراف الثمانية بسبب استخدام اليدين والكوعين والرجلين والركبتين.
كما شاركنا بدروس اليوغا وزرنا محميّة غابات Mangrove ومركز الدراسات الطبيعيّة وحديقة Nong Nooch التي تعدّ أكبر حديقة نباتات إستوائيّة في جنوب شرق آسيا.
تشتهر مدينة Pattaya بفنّها العريق، وأكبر دليل على ذلك كان العرض الذي تابعناه في وسط المدينة والذي شمل عروضاً مسرحيّة تمزج بين عالمي الفن المعاصر والمبتكر وبين عالم التكنولوجيا. وخلال العرض، ظهر التنين الذي يُعدّ رمزاً من رموز تايلند.
وجهات متنوّعة
بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره، ثمّة أماكن عديدة يمكنك أن تزوريها في Pattaya وأبرزها:
حديقة Mini Siam
تقع هذه الحديقة في شارع Sukhumvit مقابل مستشفى بانكوك وتتميّز بمجسّماتها وبالنصب التذكاريّة والمباني والتماثيل القديمة، كما أنّها تنقسم إلى قسمين: قسم عالمي يضمّ عجائب برج إيفل ومعبد أبو سمبل وتمثال الحريّة، وقسم تايلاندي
الغوّاصة
هي عبارة عن غوّاصة ضخمة موجودة على شاطئ Pattaya تغوص تحت الماء وتأخذ السيّاح في رحلة لاستكشاف قاع البحر ورؤية الأسماك والشعب المرجانيّة.
مزرعة التماسيح
هي إحدى أكبر المزارع في آسيا، تقام فيها يوميّاً عروض التماسيح، وهي تتيح للسيّاح فرصة التجوّل في الحديقة بالعربة أو الحنطور أو القطار أو الركوب على ظهر الفيل لالتقاط الصور التذكاريّة بالقرب من التماسيح.
تايلاند وجهة مثالية لا تفوّتي زيارتها
Underwater World Pattaya
هو مبنى ضخم جدّاً تمّ افتتاحه في العام 2003 ويضمّ عدداً كبيراً من أحواض الأسماك العملاقة والأنفاق الزجاجيّة التي تشمل مخلوقات مائيّة متنوّعة. يفتح المبنى أبوابه من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الساعة السادسة مساءً.
حديقة الصخور
تقع هذه الحديقة في الجزء الشرقي من Pattaya على بعد عشرة كيلومترات من وسط المدينة وتتضمّن صخوراً ملوّنة وعملاقة وحديقة حيوانات تضمّ أنواعاًَ مختلفة من الحيوانات كالأسود والجمال والطيور.
المرحلة النهائيّة
بعد جولتنا في هذه المدينة المميّزة، وصلنا إلى يوم الاحتفال الكبير لتتويج ملكة جمال لبنان للمغتربين لعام 2018. وبهذه المناسبة، حضرنا حفلاً ضخماً ومميّزاً شاركت فيه شخصيّات تايلنديّة عريقة ووجوه لبنانيّة معروفة وقد تمّ تتويج الأستراليّة راشيل يونان بلقب ملكة جمال لبنان في دول الاغتراب لعام 2018. وقد شهدت المرحلة الأخيرة من المسابقة تنافس الفتيات أمام أفراد لجنة التحكيم وأنهت كل متسابقة سلسلة جولات تضمّنت الظهور باللباس الوطني وملابس السباحة ثم فساتين السهرة. كما حضرت الحفل الفائزة باللقب للعام الماضي ديما صافي لتسليم التاج للملكة الجديدة.
وفي تعليق لها، قالت السيّدة سريودا وانابينيوساك، نائب محافظ التسويق الدولي في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط والأميركيّتين لهيئة السياحة التايلانديّة: «نحن فخورون بالتعاون مع لجنة ملكة جمال لبنان والمؤسسة اللبنانيّة للإرسال لإقامة هذا الحدث للمرّة الأولى في تايلاند. حظيت هذه المسابقة باهتمام الجماهير العربيّة في الشرق الأوسط الذي نعتبره سوقاً هاماً بالنسبة إلينا، كما أنّنا نولي اهتماماً كبيراً بتجارب الضيوف من السائحات الإناث من المنطقة العربيّة، لذا فاستضافة هذا الحدث سمحت لنا بالتركيز على هذه الأسواق وتطويرها». بدوره، قال السيد أنطوان مقصود، رئيس لجنة ملكة جمال لبنان للمغتربين: «أمضينا وقتاً رائعاً في تايلاند، توفّر هذه البلاد الكثير من التجارب الغنيّة للسائحات وقد حظيت كل المتسابقات بفرصة فريدة لاختبار الثقافة التايلانديّة في أبهى صورها ونحن نتطلّع للمزيد من الشراكات لإقامة مناسبات كهذه مستقبلاً».
أطعمة صحية ضعيها في حقيبتك عند السفر
أزياء خاصة وماكياج بألوان الأرض
في حديث خاص مع مصمّم الأزياء التايلندي Tiwakorn Pairao الذي صمّم الفساتين التي تألّقت بها المتسابقات خلال الحفل، صرّح لنا أنّه تمّ استيحاء القطع من الثقافة التايلنديّة وقد صُنعت من الحرير، وبما أنّ شهر أغسطس كان شهر ميلاد ملكة تايلند، جاءت التصاميم كلها باللون الأزرق بمختلف تدرّجاته نظراً إلى أنّه اللون الأحبّ إلى قلب الملكة ويرمز إليها.
أمّا خبير الماكياج الخاص بهنّ Namtaow Darawong، فقال إنّه اعتمد ماكياجاً تايلنديّاً وركّز على الألوان الترابيّة بخاصة البنّي والذهبي حول العينين، أمّا الشفاه، فاكتست بألوان النيود المحايدة.