اقرئي: في «بيير شيك» في دبي
أفكّر وأنا أمشي في شوارع ميلانو في إيطاليا. الرحلة هديّة لأمّي في «يوم الأمّ» وهي تمشي جنبي بس كل واحدة تشوف في المشاهد حكاياتها وتقرأ شريط أحلامها وأمنياتها. أمشي في شارع Monte Napoleone. يسمّونه هنا Via Monte Napoleone وهو شارع التسوّق الرئيس. أمشي وخيالي يلاحقني في واجهات المحلّات، يتنقّل بين الملابس والأقمشة ويقرأ أفكار المصمّمين. أمشي مع والدتي وما نحسّ بالوقت.
اقرئي:رحلة في جبال الألب
أقدامنا مثل الفراشات تتنقّل بين مشاهد المدينة. ودحين أقرأ لافتة عليها Corso Venezia يعني طريق Venezia. حين تمشين هنا تقولين إنّك في كتاب أحلام. أفتح عيوني والكلمات تتوقّف في حنجرتي وما تقدر تصير أصوات. فعلاً ما أقدر أوصف إيش أشوف. بس رايحة أحاول. القصور هنا عروس من التاريخ. عمارتها تهبل. ما أدري كيف كانوا يسوّون النقوش ديه! والمتاجر كأنّهم حرّاس يلبسون أزياء مرّة حلوة وفخمة. هناك منتزه وهنا حديقة، كأنّهم طرحة العروس المرصّعة بالأحجار الكريمة. أمّي تريد تجلس في ظلّ الشجر. طبعاً ما أرفض. ونجلس بس ما نتكلّم. تحسّين إنّه الكلام هنا يخدش سحر الطبيعة. بخطوتين تخرجين من زحمة المدينة للفضاء، تصيرين مثل جوانح الطيور ما يحدّك أيّ حدود. في الصباح روّحنا لشارع Corso di Porta Ticinese… في جدّ يشبه شارع Portobello في لندن.
اقرئي:آكل أغلى آيس كريم في العالم
كل حاجة مو عاديّة. حتى المحلّات غريبة. أسطوانات وتسجيلات موسيقيّة. حتى ماركات الأزياء هناك مو مثل غيرها. دحين لازم نمشي من جديد. أسأل والدتي إذا كانت تحسّ بالتعب وهي تقول: «لا، خلاص مو تعبانة، بس فين نروّح؟» وأنا أقول:«Piazza del Duomo». الكلام ما يعجبها وتقول: «بالعربي، إيش يعني؟». وأنا أضحك: «ساحة إسمها Duomo يمّه». ونمشي… الساحة هي قلب ميلانو. مو معقول! أمشي ونظري ما يفارق الأبنية.
اقرئي: فـي متحف اللوفر في باريس
التاريخ هنا هو كل حاجة. كل نقشة حكاية مختلفة. وحتى المقاهي والمطاعم غير. في الاحتفالات كل الحدود تختفي والأمكنة تصير مكان واحد. أنا والوالدة نمشي من غير ما نقول أيّ حاجة. عيونا هيّ اللي تتكلّم وتبتسم وتتعجّب… في يدي لائحة بالأماكن اللي ضروري نزورها. أقرأ: Corso Buenos Aires، أطول شارع تسوّق في أوروبا، مسرح La Scala، قوس السلام، Acquario Civico di Milano، قلعة Sforzesco… ودحين نروّح لمتحف Leonardo da Vinci. إيه رأيك يمّه؟
DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI