فـي متحف اللوفر في باريس

أتنشّق هواء باريس. المدينة تلبس ثوب الصباح. خيوط الشمس تمرّ من الغيوم. أريد أتأمّل المشهد، بسّ عيوني ما تقدر تواجه النور. على الرصيف بقع ميّة. بقايا مطر. خيوط الشمس تذوب فيها وتنتشر. تصير البقع كأنّها قشرة ذهب. وحين السيارات تمرّ القشرة تتبعثر. أمشي في منطقة متحف اللوفر. زحمة في الشارع، بسّ زحمة أنيقة. ما أدري المدينة ديّة إيش سرّها! أزورها كثير. وفي كلّ مرة أشوف فيها حاجة جديدة. ما أدري إيش هيّ بالتحديد بسّ حاجة غير، مختلفة. نسمة باردة تلامس وجهي وتمرّ، تروّح لوجوه الناس. يجتمعون عند بوّابة الهرم الزجاجي. يحبّون يدخلون للمتحف من هناك. أقترب. أريد أشوف انعكاس الضوء على قطع الزجاج مثلهم. كثير زحمة بسّ أنتظر. أراقب المشهد في محيط المكان. مثل نظرة أخيرة قبل

اقرئي: فـي سبا GUERLAIN في نيويورك

ما أسافر. هيّ فعلاً رحلة لعالم ثاني. المساحة مرّة كبيرة والقاعات كثيرة وتحتاجين لخريطة عشان تعرفين من فين تدخلين ومن فين تروّحين. أنتظر... أدري إنّي أحتاج لساعات طويلة عشان أزور المتحف. ملايين القطع الفنيّة في مكان واحد. تتصوّرين؟ منحوتات وتماثيل ولوحات. أنتظر. النسمة الباردة تمرّ على وجهي من جديد. أقترب من المدخل. أنتظر كمان. كثير ناس ينتظرون. أدخل. أدري إنّه مو لازم أتأمّل كلّ تحفة لوقت طويل. كده رايحة أحتاج لساعات. صديقتي اللبنانيّة قالت كده. قالت لي أزور أماكن محدّدة. نصحتني أشوف تمثال Winged Victory. وعندها حقّ. دحين أقف قدّامه. هوّ تمثال امرأة عندها جناحين ومن غير رأس. بيه جاذبيّة غريبة. تدرين؟ المتحف كلّه تحفة. أقصد لو تشوفين السقف والجدران. كلّها لوحات وزخارف. ساعات؟! الزيارة تحتاج لسنوات. في كلّ مكان تحسّين إنّك تريدين تبقين ساعة وأكثر. تضيعين في التفاصيل. أحسّ إنّي أمشي في كتاب تاريخ، في ملحمة أسطوريّة. أمشي وأصل لقاعة Apollo. صديقتي قالت: «ضروري تزوريها». تحفة... القاعة تحفة. ما أدري من فين أبتدي. القطع الأثريّة واللوحات الزيتيّة. كلّ واحدة كأنّها تقول لي: «تعالي هنا». وأنا أتنقّل بينها. عيوني تتذوّقها، قطعة قطعة، قصّة قصّة. أحسّ بالمتعة، بالحماس...

اقرئي: دبي…زيارة ممتعة برفقة أطفالك

لا، بشعور يجمع كلّ المشاعر ديّة. عيوني مثل الفراشة من تفصيل لتفصيل. مو معقول! حتى الوقت هنا

مو عادي. يمرّ مثل القطار السريع. عشان كده أسأل عن مكان الموناليزا. مو معقول وصلت اللوفر وما أشوفها. أمشي وأمشي وأسأل... الناس في المتحف يساعدوني. أقول في نفسي. أشوفها وبعدين أروّح. المتحف يحتاج لزيارات مو لزيارة واحدة. أمشي... أسأل... أدخل. الموناليزا! أقف، أفتّح عيوني وما أقدر أقوم بأيّ خطوة جديدة. اللوحة عجيبة، كبيرة... أحسّ بالارتباك. أقترب بسّ مو كثير. كنت أتصوّر إنّها مو كبيرة للدرجة ديّة. عليها طبقة زجاج سميك عشان تحميها. أحاول ألتقط صور. بسّ... مو واضحة. الضوء ينعكس على الزجاج. أتذكّر ضوء الشمس على بقع الميّة.

اقرئي: اشتري أكسسواراتك من هذه البلدان

 
شارك