Azzi & Osta : إلهامنا يرتبط بحبّنا للفنّ والتاريخ

عالم الخياطة والتصميم كبر معهما شيئاً فشيئاً، لا سيّما أنّهما عملا على صقل شغفهما بخبرة كبيرة، الأمر الذي أوصلهما اليوم إلى المكانة العالميّة التي يشغلانها. إنّهما المصمّمان اللبنانيّان الشابان جورج قزي وأسعد أسطا اللذان يتميّزان بأسلوب فاخر وبلمسات من الترف. تابعي معنا هذا الحوار الشيّق معهما وتعرّفي على أزياء الكوتور التي يبتكرانها.

موقع فاخر يسلّط الضوء على مواهب من منطقتنا

تصوير: لارا زنكول

ظهر شغفكما بالموضة في سنّ مبكرة. ما الذي شجّعكما على دخول عالم تصميم الأزياء الراقية؟

نشأ كلانا في أجواء التصميم والخياطة. كانت جدّتي خيّاطة وأمضيت طفولتي في جمع بقايا قطع القماش بطريقة مبتكرة، أمّا أسعد، فكانت والدته امرأة تحبّ الكمال واعتاد أن يراقبها وهي تخيط فساتينها الخاصّة بنفسها. وقد شكّلتا بالتالي مصدر إلهام لنا فأحببنا التصميم بالفطرة واستمتعنا لدى خوضنا هذا المجال.

كيف تطوّر أسلوبكما منذ أن أسّستما علامتكما التجاريّة الخاصّة Azzi & Osta؟

نعمل باستمرار على تجديد أسلوبنا الخاص الذي يتجسّد بالأحجام التجريديّة التي تحمل في طيّاتها أسلوب الـVintage. وهذا ما جعلنا نشتهر بأسلوبنا الجريء سواء في التصاميم الناعمة والشفّافة أو في تلك الأيقونيّة والبارزة. نبدأ العمل على كل مجموعة جديدة انطلاقاً من مصدر إلهام محدّد يرتبط عادةً بحبّنا للفنّ والتاريخ فنستوحي من أسلوب الحقبات الماضية لنترجمه في تصاميمنا التي نمنحها طابعاً أكثر شباباً وجرأة الموسم تلو الآخر.

أخبرانا عن مجموعتكما لموسم خريف وشتاء 2018 - 2019.

مجموعتنا لموسم خريف وشتاء 2018 - 2019 مستوحاة من افتتاننا بالإمبراطوريّة الروسيّة لا سيّما عهد القيصر Nicholas الثاني، فهذه السنة تصادف ذكرى مرور 100 عام على انتهاء عهد القياصرة. وقد رأينا أنّ هذه المجموعة ستشكّل تحيّة للحظة تاريخيّة من خلال تصاميم تعكس رومانسيّة تلك الحقبة وعظمتها. لا تجسّد المجموعة قصّة واحدة أو شخصاً واحداً، بل مجموعة من القصص والوجوه والأماكن من الحقبة الروسيّة الرومانسيّة القديمة. وتشكّل كل قطعة تحفة فنيّة بحدّ ذاتها وتجسيداً للشخصيّات والمعالم الأيقونيّة في روسيا مثل الميدان الأحمر في موسكو ومتحف Hermitage في Saint Petersburg بالإضافة إلى Tolstoy وFabergé وTchaikovsky والقيصر Nicholas بنفسه.

أين تبحثان عن الوحي لابتكار تصاميمكما؟

نبحث عن الوحي في كل مكان وفي أيّ شيء، ولكن عادةً ما تشكّل تصاميمنا ثمرة حبّنا للموضة والتاريخ والنحت والسفر والطبيعة. ففي الواقع، ليست نظرتنا إلى الأمور اعتياديّة إذ أنّنا نبحث دائماً عن قصص في مراحل تاريخيّة مختلفة.

في نيويورك ستعرض Louis Vuitton مجموعة كروز 2020

يتوقّع العالم من المصمّمين أكثر من مجرّد التصميم. فالمصمّم يصبح المخرج والمنتج والبطل والمسؤول عن تجارب الأداء ومصمّم الأزياء. كيف تنسّقان بين العمل والإبداع؟

هذا صحيح، إلّا أنّنا ننسّق بين كل تلك المهام عبر الامتناع عن تأديتها كلّها في الوقت نفسه. قد نشعر في أحد الأيّام بالوحي والإلهام ونطلق العنان لأفكارنا ومخيّلتنا، ثمّ نراجع الرسوم مثلاً ونعدّل بعض الأفكار في يوم آخر. ونحرص دائماً على التركيز على ما تفضّله زبوناتنا سواء من حيث الألوان أو الأشكال أو التصاميم.

برأيكما، كيف سيكون مستقبل مجال الموضة في الشرق الأوسط؟

نرى أنّ الموضة تتداخل وتتعدّى الحدود الجغرافيّة. والمرأة العربيّة هي امرأة عصريّة وتدرك تماماً ما تريده، كما وتعبّر عن ذوقها وأسلوبها بشكل بارز وتقدّر التصاميم الفاخرة والفريدة.

من هي ملهمتكما؟

ملهمتنا هي امرأة Azzi & Osta الأيقونيّة والناجحة التي تشكّل قدوة لغيرها. إنّها امرأة تفتخر بها البشريّة، سواء في حياتها اليوميّة أو المهنيّة. تحبّ الأسلوب الفخم والراقي والفريد والاستثنائي وتحترم تراثها وتتطلّع إلى المستقبل. إنّها صاحبة صوت قوي فتضيء المكان الذي تتواجد فيه بكلامها وبإطلالتها. تجسّد سموّ الأميرة رانيا مثلاً هذه الصفات بالإضافة إلى نادين لبكي وأمل كلوني.

برأيكما، ما التصميم الذي يجب أن تتجنّب المرأة ارتداءه؟

يجب أن تتجنّب المرأة كل تصميم لا يجسّد شخصيّتها وأسلوبها، وإلّا ستبدو وكأنّها ترتدي زيّاً عاديّاً حتى ولو كانت تتألّق بفستان رائع.

هل تظنّان أنّ أسلوب المرأة العربيّة تطوّر على مرّ السنين؟ وكيف؟

يتغيّر أسلوب المرأة العربيّة باستمرار فهي تحبّ الموضة والرقيّ والفرادة. هي تعتزّ بجمالها وإطلالتها وتحاول أن تكون دائماً سبّاقة في اعتماد الصيحات ومزجها.

من هم مصمّمو الأزياء الراقية الذين تحبّانهم؟

تعجبنا جدّاً تصاميم المبدع العالمي إيلي صعب. وقد ازداد احترامنا له بعد عملنا في داره. إنّه فعلاً رائد في هذا المجال وهو أيقونة لبنانيّة يشتهر بإنجازاته الهائلة. ونحبّ أيضاً دور Dior وSchiaparelli وDelpozo.

أطلّي بأزياء منقّشة بطبعات حيوانيّة

ما أوّل عمل مارستماه بعد تخرّجكما من الجامعة وكيف حصلتما على الوظيفة؟

قضينا فترة تدريب لمدّة شهر في دار إيلي صعب وذلك نتيجة فوزنا بجائزة لجنة التحكيم في نهاية عامنا الجامعي الأخير في ESMOD، وتمّ توظيفنا لاحقاً فعملنا في الدار طوال عام ونصف.

ما هو الخطأ الأكبر الذي اقترفتماه في بدايتكما؟

أرسلنا فساتين لمنسّق موضة مزيّف للمشاهير، فسرقها طبعاً!

ما هي مشاريعكما المستقبليّة؟

لقد أطلقنا مجموعة الملابس الجاهزة الأولى لنا لموسم ربيع وصيف 2019 في باريس ولاقت ترحيباً كبيراً لدى تجار التجزئة المهمّين. وستتوافر المجموعة على الصعيد العالمي في لندن وسنغافورة ودبي والكويت والدوحة والمنامة ابتداءً من فبراير 2019. أمّا بالنسبة إلى الأزياء الراقية، فنحن نخطّط لمتابعة عرض تصاميمنا على الصعيد العالمي، في روسيا وآسيا مثلاً.

 

 
شارك