عالم الكوتور بتفاصيله الدقيقة

قدّم أسبوع الأزياء الراقية أو الهوت كوتور في باريس مشهداً رائعاً من التصاميم متعدّدة الهويّات والثقافات ومصادر الإيحاء. فقد سارت العارضات على المنصات وأظهرن الإبداع الذي عكس رؤى ووجهات نظر مختلفة. الكثير من الأسرار والألوان والصيحات كشفت على مرأى ومسمع كل محبّي عالم الأزياء الراقية هناك، فإذا لم تتمكّني من حضور الحدث المميّز، نقدّم لك لمحة عن أهمّ أحداثه.

لإطلالة أنيقة في مدينتك المفضلة هذا الصيف… إفعلي/لا تفعلي

سحر مميّز مع Dior

الأنوثة الكاملة كانت عنوان مجموعة Dior للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2018 – 2019 وقد تمّ تقديمها في متحف Rodin. فـMaria Grazia Chiuri تركت بصمة مميّزة على الأزياء التي تطلّبت ساعات عمل طويلة. بعض الفساتين جاءت مفتوحة على الصدر وبعضها الآخر مع أكمام منسدلة على الأكتاف، إلّا أنّ القاسم المشترك بينها كان قصّة الخصر الضيّقة، إذ أبرزت غالبيّة الفساتين إن لم تكن كلّها جمال الخصر. كذلك، لفتتنا فساتين التول المطرّزة والمطبّعة.

تحيّة إلى روح Hubert de Givenchy

كرّست Clare Waight Keller، وهي المديرة الفنيّة لدار Givenchy، عرض أزياء مجموعة الهوت كوتور لموسم خريف وشتاء 2018 – 2019 للإشادة بالسيّد Hubert de Givenchy تكريماً لإبداعاته الخالدة وحسّه الفطري في ما يتعلّق بالأناقة والرقي.

أسلوب مترف مع Chanel

الحرفيّة العالية هي أكثر ما يميّز تصاميم Chanel للأزياء الراقية، وهذا ما ظهر جلياً في مجموعتها الأخيرة لموسم خريف وشتاء 2018 – 2019. فقد برزت التصاميم الكلاسيكيّة للعلامة والتي تعكس هويّتها الخاصّة، فرأينا السترات الرسميّة والتنانير والتايورات، إلّا أنّ ما لفتنا هو العودة القويّة للتنورة المثنيّة مع السترة الرسميّة، كما أنّ التنورة الضيّقة ذات القصّة المستقيمة أتت مع شقّ على الجانبين. كذلك، تميّزت سترات التويد أحياناً بقصّة أكمام المشلح أي مع شقّ على الجانبين.

أحدث صيحات العلامات الفاخرة: الموضة تحترم البيئة

‏Giambattista Valli تكرّم المرأة الشابة

لا تشكّل الموضة بالنسبة إلى هذا المصمّم حالة تقليديّة، بل هي خروج أنيق عن المألوف. وهي ليست الفساتين كبيرة الحجم ولا الكورسيه وحسب، بل أيضاً سراويل الصوف عالية الخصر. لذلك، أضاف إلى مجموعته هذه الكثير من التفاصيل المرتبطة بالجيل الشاب الذي يتطلّع المصمّم دائماً إلى إرضائه.

‏ Ralph & Russo وسحر التناقض

في مجموعتهما لخريف وشتاء 2018 – 2019، قرّر المصمّمان العودة إلى زمن الكونتيسا Jacqueline de Ribes واستعادا معها أنوثة الثمانينات والعصر الذهبي للأزياء الراقية. لذا، تحوّلت امرأة تشكيلتهما الجديدة إلى رمز للتألّق الدائم والفرادة التي لا تنتهي في أي عصر.

‏Schiaparelli وجاذبيّة غامضة

قبل بدء العرض، قال مصمّم الدار المبدع Bertrand Guyon إنّه استوحى مجموعته من حياة مؤسّسها. لذا، أراد لامرأته أن تحذو حذو الأخير، أي أن ترتدي في الصباح أزياء مختلفة عن تلك التي تختارها للمساء. وهكذا، سارت العارضات على منصّته بفساتين سوداء من الكريب أو بسترات ذات تصميم دقيق يناسب القوام تماماً خصوصاً عند الكتفين.

إذاً، توجّه المصمّم إلى المرأة العمليّة أحياناً والمحبّة للسهر أحياناً أخرى، وفي الحالتين أراد لها أن تتّسم بجاذبيّة غامضة لا تتشاركها مع أي امرأة أخرى.

تجنّبي هذه الأخطاء كي تحافظي على أناقتك

Sonia Rykiel وحبّ الحياة

منذ 50 عاماً، أطلقت Sonia Rykiel علامتها في باريس، وقد اعتادت أن تعود في كل عام لتعرض مجموعاتها الراقية في مدينة الموضة، وهذه المرّة قدّمت مصمّمتها الجديدة Julie de Libran مجموعة خريف وشتاء 2018 – 2019 فشدّدت على فكرة حب الحياة التي لطالما أرادت المؤسّسة التعبير عنها في إبداعاتها. ولم تنس أيضاً استقلاليّة المرأة بل ذكّرت بها من خلال ارتداء عارضاتها الكنزات مع سترات الصوف تحت سترات السموكينغ.

‏Fendi تعيد إحياء حقبة الستينات

خلال أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية، كان الطابع الستيني الحاضر الأبرز في تصاميم Fendi لموسم خريف وشتاء 2018 – 2019 المنكّه بالروح العصريّة. مجموعة حبست الأنفاس وخطفت أنظار الحاضرين، فقد كان الفرو العامل الأساسي في كلّ التصاميم، وهو لطالما كان ركيزة أساسيّة ينطلق منها المصمّم Karl Lagerfeld.

‏Valentino يحاكي المرأة الجريئة

سحرت دار Valentino الجميع بمجموعة الملابس التي قدّمتها والتي جاءت من نسج الخيال. تميزّت التصاميم بقصات ملكيّة واسعة وطويلة مستوحاة من الأساطير الإغريقيّة وبرسوم من القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد حمل بعضها مجموعة من الزخرفات، وكان للحذاء الذي يصل إلى حدود الكاحل حصّة، إذ تمّ تنسيقه مع الأزياء جميعها.

إبداع لبناني ضخم

مع أنّ الخريف والشتاء يرتبطان بتحوّل الطبيعة إلى الشحوب وتلبّد الغيوم، جاءت التصاميم الموقّعة بأسماء لبنانيّة لتناقض هذا المشهد ولتضيف عليه بألوانها شمساً أو صيفاً أو بحراً أو أزهاراً. تعرّفي معنا في ما يلي على ما صنعته أيادي المصمّمين لتحصلي على أجمل الإطلالات في موسم خريف وشتاء 2018 – 2019.

الأوبال الأسود أغلى الأحجار… إليك ما لا تعرفين عنه

سحر برشلونة مع إيلي صعب كوتور

أبحر إيلي صعب خلال أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2018 – 2019 بعرض ساحر ومميّز جرى في Musée des Arts Décoratifs، حيث أخذنا المصمّم المبدع برحلة خاصة إلى مدينة برشلونة الساحرة ومعالمها الأثريّة ووجهها الهندسي المعماري، فاستوحى من فنّ المهندس الإسباني Antoni Gaudí، وهو أشهر مهندسي إسبانيا وباني معلم Sagrada Família، تصاميم تشكيلته الجديدة التي جمعت بين روعة الأشكال الهندسيّة والفنّ المعماري التقليدي من جهة، وبين حداثة التصاميم والابتكار في خلق تصاميم أنثويّة تبرز قوام المرأة من جهة أخرى.

جورج حبيقة وإبداع العمارة وسحر الطبيعة

ذكّرتنا مجموعة جورج حبيقة للخياطة الراقية بإبداعات فنّ العمارة وبالفرح في الوقت نفسه. فقد أطلق المصمّم العنان لخياله في رسم لوحات من الأقمشة الخفيفة الطائرة. فعند رؤيتها، تشعرين بأنّك تقفين أمام بحيرة البجع في قلب الطبيعة الأخاذة. هذا ولن تتمكّني من مقاومة الانتقال من عالم الواقع إلى عالم آخر شاعري مع غيوم الدانتيل الشفاف وموجات الموسلين المتدفّق وكوريغرافيا الأورغندي الحريري.

فخامة الصيحات مع ربيع كيروز

لم يتردّد هذا المصمّم اللبناني في الاعتناء بتفاصيل تصاميمه حتى النهاية، ولم ينسَ أبداً إلباسها حلّة الفرح والحيويّة. ككل عام، زار كيروز عاصمة إبداعه ليقدّم مجموعته لخريف شتاء 2018 – 2019 ضمن المشهد الفاخر نفسه، وأيقظ من خلال الأقمشة التي استخدمها الكثير من الصيحات والألوان، إذ تجرّأ على استحضار الأصفر والأخضر والأزرق والأحمر مع الأبيض والأسود. وعلى أنغام الموسيقى العربيّة واللبنانيّة تحديداً، سارت عارضاته على المنصّة وقدّمن لوحة من التصاميم التي استرجعت صيحات عديدة من الماضي.

ألـ Pas d’Elephant يعود من جديد

طوني ورد قدّم أزياء بألوان الزجاج

لم يرد المصمّم طوني ورد لتصاميمه أن تشبه غيرها، لذا لجأ إلى الزجاج المعشّق ليجعل منه مصدر وحي لمجموعته الخاصة بخريف وشتاء 2018 – 2019. وهكذا، أغنى أزياءه بالتطريزات الأخّاذة التي تذكّر بزجاج النوافذ الملوّن بطريقة فنيّة. ولأنّه أراد لامرأته أن تكون الأكثر تميّزاً وفرادة، اكتشف طرقاً جديدة وغير مألوفة لطيّ الأقمشة وحياكتها، ولم يترددّ في تأليف قصصه الإبداعيّة من خلال الدانتيل والكريب والتول المطرّز.

 

 
شارك