منى أبو حمزة برنامجي خارج المنافسات

إعلاميّة لبنانيّة متميّزة، أم جبّارة وزوجة مناضلة. استطاعت أن تحافظ على برنامجها في الصدارة، كما حضنت عائلتها بكل ما أوتي لها من قوة، فصمدت في وجه العاصفة متمسّكة بإيمانها وبالحق وبالوفاء الذي تكنّه لزوجها. هي سيّدة الكلمة الراقية، منى أبو حمزة، التي نتشارك معها تجربتها كامرأة شجاعة ومحاربة. ماذا تقول منى عن هذا النضال؟ كيف حصّنت أولادها ولماذا بكت؟ من استنسخ برنامجها وما رأيها بموضوع رفع التكلفة بين المقدّم والضيف؟ كل هذه الأسئلة وغيرها، تجيب عنها نجمة " حديث البلد" .

كيف تقيّمين الموسم الجديد من «حديث البلد» الذي يعرض على شاشة MTV اللبنانيّة؟

أعادني بالذاكرة إلى الموسم الأول والنجاح الكبير الذي حقّقه، إنما لا شك أنّ الموسم الحالي مكتمل العناصر، فبعد مرور سنوات على تقديمه، أصبح أكثر نضجاً كما أنّ المشاهدين ينتظرونه بفارغ الصبر، فهو جزء لا يتجزأ من يومياتهم.

أثنى الجمهور على عودة البرنامج إلى الديكور القديم الذي عُرف به في المواسم الأولى، وأيضاً على عودة الممثل اللبناني ميشال سليمان إلى «حديث البلد». فهل توافقينه الرأي؟

صحيح، فالبرنامج عُرف ونجح بديكوره الأساسي، ورغم أنّ الديكور الآخر كان مكلفاً، إلا أنّ المشاهدين فضّلوا الحالي. أما في ما يتعلق بميشال، ورغم أنّ نعيم حلاوي، الذي كان يشاركني في التقديم في الموسم السابق، هو فنان ذكي ومجتهد في مجاله، إلا أنّ ثمة كاريزما خاصة تربطني بميشال، وهذا ما لمسه المشاهد وأهل الصحافة على السواء، فالحوار بيننا غالباً ما يكون سلساً وعفوياً، ربما لأنّنا نفهم بعضنا بعضاً من النظرة الأولى... وهذا نابع من ثقة واحترافيّة.

غالباً ما يصف المشاهدون والصحافيون هذا البرنامج بالراقي، علماً أنّ البعض قد يفضّل المزيد من الجرأة في الأسئلة المطروحة مع ضيوفك وبخاصة أنّه الأسلوب الرائج في عصرنا الحالي وفي إعلامنا العربي، ما رأيك؟

أحترم وجهة نظرة هؤلاء وأتقبّل كل نقد بناء، إنما الأمر مرتبط بالضيف وبالموضوع الذي نطرحه على الهواء، فلست هنا لأطرح جدليّة فرضيّة، أو لكي أضع ضيفي تحت المجهر، فهذا ليس أسلوبي. نستقبل أسبوعياً ضيوفاً ناجحين من كل المجالات، نحتفل معاً بإنجازاتهم وبخاصة أنّ كل واحد منهم يساهم على طريقته الخاصة في خدمة مجتمعه من خلال جهوده.

ماذا تفعلين في حال استفزّك الضيف؟

لن أسكت عن حقي حينها، وقد التمس الناس هذا الوجه الآخر منّي من خلال مواقفي الأخيرة وتحديداً في ما يتعلق بعائلتي وبقراراتي الخاصة.

برنامجك يغرّد خارج السرب، لا سيما أنّه لا يخدش الحياء بالمواضيع التي يتطرّق إليها، بل يساهم في تكريم ضيوفه وتثقيف المشاهد. فهل هذا يجعل مهنتك سهلة أم صعبة؟

قد يطل الضيف في برنامجي وفي خمسة برامج أخرى، إنما أسلوب الإعلامي وشخصيّته يحددان المنحى الذي يدور الحوار حوله... نعمل جاهدين في هذا البرنامج على أن يكون الحوار مقتضباً، قادراً على إيصال المعلومة الصحيحة، وهذا ما يميّز برنامجي ولا أخشى عليه من أي منافسة أخرى. حضرت أخيراً الحفل الخاص الذي أحياه Michel Drucker في بيروت، وهو الإعلامي الفرنسي الأشهر الذي ساهم في تقديم برامج منوّعات لا تزال راسخة في عقولنا، واللافت أنّني كنت الإعلاميّة اللبنانيّة الوحيدة المتواجدة فيه إلى جانب زميلتي مي شدياق وهي إعلاميّة سياسيّة.

اللافت أيضاً أنّ برنامجك استنسخ وأصبح جزءاً لا يتجزأ من برامج أخرى؟!

صحيح هذا الأمر... برامج عديدة استنسخت أجزاء من «حديث البلد»، إنما كانت بعيدة عن أساس البرنامج وروحه.

وهذا ينطبق أيضاً على البرامج الأخرى التي تعرض على الشاشة نفسها التي تطلين من خلالها!

أين ما كان، ومن دون أي استثناءات! حتى إنّ بعض المحطات استنسخت البرنامج كما هو.

غالباً ما يتّهم البعض محطة MTV بالنخبويّة، إنما قد يكون برنامجك الأكثر تفاعلاً مع كل الفئات العمريّة. ما رأيك؟

هذا الاتهام ما هو إلا دليل واضح على أنّ الـMTV لا تزال تحافظ على معايير وسقف معيّن. مما لا شك فيه أنّ المحطة لها طابع فرنكفوني، يعود إلى خلفيّة أصحاب المحطة الثقافيّة، وهذه نقطة إيجابيّة تصب في مصلحة المحطة. كما أنّ القيمين عليها يساهمون في نشر هذه الثقافة من خلال الشبان والشابات العاملين فيها، الذين هم صورة مصغّرة عن طلابنا في الجامعات. وإن نجحت في جذب هؤلاء، فهي ضمنت استمراريّتها، خصوصاً أنّ طلابنا هم مستقبل البلاد.

ما هي الأسس الصحيحة لمخاطبة المشاهد؟

أولا على مقدّم البرامج أن يعي أهميّة ضيفه ويحاوره بما يليق بمكانته، وهذا ما يدفع بالمشاهد إلى متابعة الحوار، إذ يشعر بأنّه جزء من هذه المحادثة. للأسف قد يظن البعض أنّ رفع التكلفة بين الضيف والمحاور أمر يحبّذه المشاهد، لكن على العكس تماماً، إذ يشعر المشاهد حينها بأنّه غير معني بهذا الحوار... الإعلامي هو صلة الوصل بين المشاهد وضيفه، وما يطرحه المقدّم من أسئلة على ضيفه، ما هو إلا عيّنة صغيرة مما يريد المشاهد معرفته.

لا ترفعين الكلفة بتاتاً حين تحاورين ضيوفك...

يتباهى بعض المقدّمين برفع الكلفة بينهم وبين ضيوفهم، وكأنّهم يحقّقون إنجازاً ما! علماً أنّني لا أعتبر هذا الأمر فخراً! قد أدعو أحدهم باسمه الأول إن كان زميلي، إنما لا أستطيع أن أفعل ذلك مع سياسي أو فنان ما، وأجرّده من كل المجهود الذي بذله من أجل ترسيخ اسمه... لا أستطيع أن أدعو ضيفي الأكبر سناً مني باسمه الأول، احتراماً لمكانته أولاً ولقناعاتي ثانياً.

الحمد لله على سلامة زوجك. كيف استطعت إدارة منزلك، عائلتك ومهنتك بنفسك خلال السنوات الثلاث الأخيرة؟

النظرة إلى الحياة والمواقف التي نتّخذها، هي التي تحدّد كيفيّة التحكم بالمصاعب التي تواجهنا، أي بمعنى آخر، لو كنت أعتبر نفسي امرأة مدلّلة وغير قادرة على التحكّم بقراراتي، لما استطعت الصمود. أنظر إلى الصعاب وكأنّها اختبار، وأعي أنّ المثابرة هي مفتاح النجاح... لا يتخطّى الإنسان الصعاب إن لم يتخطّ ذاته، علماً أنّه يجد نفسه في تحدّ دائم منذ أن يبصر النور.

هل إيمانك اليوم أكبر مما كان عليه سابقاً؟

أؤمن بكيان الإنسان مهما كانت ظروفه أو أحواله الماديّة... أؤمن بالإنسان وبالعائلة، وهذا ما جعلني أصمد وأقف على رجليّ، فزوجي وعائلتي وكياني هم أهم وأقوى من أي عاصفة قد تعترض طريقنا. يقول ونستون تشرشل: «حتى لو كنت تسير في جحيم... استمر ولا تتوقّف».

قهرت العاصفة واللافت أنّك كنت صامدة طوال هذه السنوات، علماً أنّ من تابعك شعر أيضاً بسلام داخلي يحيط بك على الدوام. كيف ذلك؟

لا شيء يخيف المرء حين يؤمن بقيمته الإنسانيّة!

كيف حصّنت أولادك الثلاثة تجاه ما كان يحدث ويقال؟

لا شك أنّني كنت أوجّههم وأتكلم معهم على الدوام، كما كنت أظهر لهم مدى صمودي وقوّتي تجاه ما كان يحدث، فإن أشعرتهم بقلقي، لكان هذا الأمر انعكس سلباً عليهم... قوّتي مدّتهم بالقوّة والعزيمة، وبخاصة أنّني كنت مؤمنة بالحق. يقول المثل: «إذا ابتليتم بالمعاصي... فاستتروا»، إنما لم يكن هناك شيء لنخفيه أو يجعلنا نشعر بالذل، لأنّ الحق كان معنا، وهذا الأمر مدّنا بالحريّة وبالقوّة.

هل تضايقت من كلام الناس؟

كان تعاطف الناس أكبر بكثير من هؤلاء الذين استبقوا الأمور وأطلقوا أحكامهم!

هل أصبت بالكآبة خلال هذه المرحلة؟

كنت أدخل غرفة نومي وأغلق الباب خلفي وأبكي مطولاً، لأنّني لم أتمكّن أحياناً من استيعاب الظلم والأذيّة.

كيف كانت عودة زوجك إلى المنزل؟

لا شك أنّه كان مرهقاً خلال الأسبوعين الأولين، إنما حين أنظر في عينيه أشعر بأنّه يحمد ربه على كل شيء، فهو بين أحضان عائلته من جديد.

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق:مصباح بعلبكي، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: نجاة لدى صالون بسام فتوح، تصفيف الشعر: وائل حلاوي، تلوين الشعر: فاديا المندلق، موقع التصوير: فندق Kempinski Summerland - بيروت

بالفيديو تابعي: كواليس جلسة تصوير منى أبو حمزة ، مجلة هيا “حديث البلد” مع منى أبو حمزة

المزيد من المشاهير: نورغول يشلشاي نجاح أعمالي مصدر قوّتي ، بلقيس بفستان وتسريحة طفولية ، هيفا وهبي… أجمل نساء العالم ، مريم أوزرلي خبيرة مكياج

أقراط من طباع

فستان من Victoria Beckham لدى Boutique1

أقراط وخاتم من طباع

فستان من Victoria Beckham لدى Boutique1

 
شارك