داليدا خليل: هناك جمهور يشاهد وآخر يمثّل
قد يكون النجاح حليفنا، إلا أنّ العطاء المستمرّ هو ما يحدّد بقاءنا في المنافسة... فالنجوميّة لا تقاس بنجاح عمل واحد وحسب، بل بسلسلة نجاحات تثبت أنّك رقم صعب في مجالك. هي نجمة يعشقها الجمهور اللبناني والعربي، تميّزت بصوتها الجميل وأكبر دليل على ذلك فوزها بالمرتبة الأولى في برنامج «ديو المشاهير». هي الممثّلة اللبنانيّة داليدا خليل التي تحتفل اليوم بإنجاز جديد تضمّه إلى مشوارها الحافل بالأعمال المتميّزة. ماذا تقول داليدا عن فوزها باللقب؟ ماذا عن مشاركتها في مسلسل «50 ألف»؟ وكيف ترى مهنة التمثيل في أيّامنا هذه؟ تابعي هذا اللقاء لتتعرّفي أكثر على جديدها.
هي تجربة جميلة تركت بصمتها في حياتي وقد جمعت فيها بين الرقص والتمثيل والغناء واستطعت من خلالها أن أحجز لنفسي مكانة بين نجمات الفنّ الاستعراضي، علماً أنّ عددهنّ قليل نسبيّاً. كما أنّ الهدف الأساسي وراء هذه المشاركة إنساني،
إذ تمكنّا من جمع مبالغ كبيرة من أجل دعم الجمعيّات التي تبنّينا قضيّتها في البرنامج، وقد مثّلت جمعيّةNorth Autism Center لدعم الأطفال الذين يعانون من مرض التوحّد.
ولماذا ألقيت الضوء على هذا المرض من دون غيره؟
لأنّني كنت أجهل أسبابه وأعراضه ومدى تأثيره على السلوك وعلى التفاعل الاجتماعي بشكل خاص. وحين قرّرت المشاركة في هذا البرنامج، تمنّيت أن أدعم الأطفال، فكان مرض التوحّد خياري، علماً أنّه يمكن رصد هذا الداء في سنّ مبكرة، وهو يؤثّر على نموّ الطفل، لذا كان من الضروري أن أساهم مع الجمعيّة في التوعية حوله بين المجتمعات والأهل بهدف تأهيل المصاب والوالدين والبيئة المحيطة للتأقلم مع الحالة.
لم قرّرت مساعدة الطفل وليس المرأة، مع أنّ المجتمعات الأجنبيّة تدافع في الفترة الأخيرة عن المرأة وتدين الظالم، على غرار حركة Me Too الداعمة للنساء والفتيات اللواتي وقعن ضحيّة المضايقات؟
الأطفال هم نقطة ضعفي، كما أنّني أردت تسليط الضوء على مسألة لم يدعمها المشتركون سابقاً في البرنامج، خصوصاً أنّ الدراسات لم تستطع تحديد الأسباب الرئيسة الكامنة وراء إصابة الطفل بالتوحّد.
اقرئي: هكذا غرقت النجمة البوليوودية في حمام غرفتها
بين «ديو المشاهير» وDancing with the Stars، أيّ تجربة كانت الأصعب بنظرك؟
«ديو المشاهير»، فهو يطال فئة أكبر من المشاهدين. قد يستقطب «رقص النجوم» نسبة مشاهدة عالية، إلّا أنّ البعض لا يهوى اللوحات الراقصة. أمّا «ديو المشاهير»، فيجمع بين الغناء والمنافسة الشريفة التي تحمل في طيّاتها رسالة إنسانيّة سامية.
إلى أيّ مدى ساهمت شخصيّتك في إيصالك إلى المرحلة النهائيّة والفوز بالمرتبة الأولى؟
على الرغم من أنّ الظهور على المسرح وفي برنامج مباشر له رهبته الخاصة، تملّكني إحساس جميل في كل مرّة غنّيت فيها، إذ كنت أشعر بسعادة عارمة وحاولت قدر المستطاع أن أتشارك مع الآخرين هذه السعادة والإيجابيّة اللتين أحسست بهما.
أنت دائماً سعيدة وإيجابيّة...
هذا ما أنا عليه... قد أتلوّن بشخصيّات مختلفة، إلّا أنّ ذلك يكون لخدمة الدور الذي أؤدّيه وحسب.
ماذا تنتظرين اليوم بعد مشاركتك في «ديو المشاهير»؟
لا شكّ في أنّني أتمنّى تقديم عمل استعراضي، ربّما على مسرح «كازينو لبنان»، كما سبق وقال المنتج سيمون أسمر في بداية البرنامج أو أن أشارك في فيلم سينمائي غنائي. دخلت مجال التمثيل في سنّ السابعة عشرة، إلّا أنّ الظروف شاءت أن أظهر مواهبي الفنيّة الأخرى في «ديو المشاهير».
شاهدي: الصورة الأولى لابنة كيم كارداشيان الجديدة
الأفلام الموسيقيّة الغنائيّة قليلة، كما أنّ إنتاجها يتطلّب مجهوداً مضاعفاً حتى تخرج بصورة جميلة. ما هي السياسة التي ستعتمدينها في الفترة المقبلة؟
أتمنّى أن أتعاون مع شركة تؤمن برؤيتي الفنيّة بهدف تقديم عمل راقٍ من النواحي جميعها.
يعرض لك على شاشة الـMTV اللبنانيّة مسلسل لبناني من بطولتك. هل أثّر نجاح «ديو المشاهير» سلباً على مشاركتك في مسلسل «50 ألف»؟
بتاتاً، فكل عمل أخذ حقّه. لا يزال مسلسل «50 ألف» يعرض على الشاشة وهو يحقّق نسبة مشاهدة عالية، خصوصاً أنّ المعجبين يتفاعلون كثيراً مع الدور الذي أؤدّيه أي «ميا» ولا يتوانون عن التعبير عن إعجابهم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي.
العمل مأخود عن مسلسل تركي بعنوان «حبّ للإيجار»...
أيّ عمل ليس مقتبساً من أعمال أجنبيّة؟ كثيراً ما نشاهد مسلسلات لبنانيّة مستوحاة من أعمال أجنبيّة.
هل من الصعب المشاركة في عمل مقتبس من عمل أجنبي؟
بتاتاً، فالدور هو ترجمة لرؤية الكاتب والممثّل معاً، كما أنّ كل ممثّل يرسم الدور بحسب نظرته وتطلّعاته وخبرته في هذا المجال... قد يكون مسلسل «50 ألف» مأخوذاً من عمل تركي، إلّا أنّنا استطعنا أن نمنحه طابعاً خاصاً به.
كيف تتجنّبين الوقوع في فخّ التقليد أو التكرار حين تؤدّين دوراً مقتبساً من عمل آخر؟
ببساطة، لا أشاهد حلقات المسلسل الأصلي، علماً أنّ الأصداء إيجابيّة جدّاً والحمد لله.
بالفيديو: من وراء نجومية اليسا؟
أنت نجمة الكوميديا، فالجميع يعشق أدوارك في هذا المجال.
أميل إلى الكوميديا فهي تجري في عروقي، علماً أنّني أدّيت دوراً مختلفاً تماماً في «أمير الليل» إلى جانب الفنان اللبناني رامي عياش.
قد تكونين أنت والممثّلة اللبنانيّة ماغي بو غصن من أكثر الوجوه النسائيّة اللبنانيّة التي تبرع في تقديم الكوميديا!؟
محبّتي لماغي لا توصف وقد سبق وتعاونّا في أكثر من عمل وهي تستحقّ كل خير، كما أنّها نجمة كوميديّة بامتياز ولها مكانتها الخاصة في قلوب المشاهدين.
إلى أيّ مدى أنت راضية عن هذه المهنة؟
طبعاً لست راضية. لا شكّ في أنّ الإنتاج اللبناني ضئيل على عكس الإنتاجات العربيّة أخرى، إلّا أنّني أتمنّى أن نخرق السوق العربي بأعمالنا اللبنانيّة ونبقى في المنافسة، فالدراما اللبنانيّة لها نكهتها ولهجتها وهي كانت ولا تزال ضيفة قريبة إلى قلب الجمهور العربي. «50 ألف» ليس أفضل مسلسل صوّرته في حياتي... ولكن ما يحدث في الآونة الأخيرة يضعك أمام خيارين، إمّا أن تجلس في منزلك من دون القيام بشيء أو أن تحاول قدر المستطاع أن تخوض تجارب مختلفة لعلّها تكون خطوة مكمّلة لما بنيته.
ما هو عتبك على مسلسل «50 ألف»؟
ما حدث هو أنّنا صوّرنا المسلسل على مدى 3 أشهر ثم توقّف التصوير لنعود ونستكمله بعد 4 أشهر. التصوير المتقطّع للحلقات أحدث ما يسمّى بالـFaux Raccord أي الانتقال من مشهد إلى آخر من دون الاهتمام بالرابط، كما دفعنا إلى الخروج من عباءة الشخصيّة عن غير قصد. فلو استثمرنا هذه الأشهر العشرة بطريقة صحيحة، لكان العمل قد ظهر بصورة مختلفة تماماً. جميعنا كممثّلين نخشى على مهنتنا وصورتنا، ولا تعتقد بأنّنا راضون عمّا يُعرض أحياناً على الشاشة.
اقرئي: أنابيلا هلال كما لم تعرفيها من قبل
هل أصبحت هذه المهنة أصعب من ذي قبل؟
صعبة! للأسف الجميع يريد التمثيل... حتى من لم يدرس هذا الاختصاص! لا أدري كيف ينظرون إلى هذه المهنة... ربّما يبحثون عن الشهرة والنجوميّة وحسب، ولكنّهم يجهلون أنّ الممثّل الحقيقي يسعى جاهداً للحفاظ على مكانته التي وصل إليها ولتطوير أدواته رغبة منه في إعطاء هذه المهنة ما تستحقّه.... أصبح هناك جمهور يشاهد وآخر يمثّل! ولكنّ الاستمراريّة هي من تصنع النجم وتؤكّد نجاحه.
ما جديدك في رمضان؟
عرض عليّ عملان عربيّان، إلّا أنّني اعتذرت لأنّني أريد أن أستريح لبعض الوقت وأتنفّس الصعداء، خصوصاً أنّ تجربة «ديو المشاهير» تطلّبت التزاماً تامّاً. أحتاج إلى شحن نفسي بالطاقة من جديد (ضاحكة).