مدن عربيّة ترتدي الأزرق، اجعليها وجهتك المقبلة

لا شكّ أنّك تختارين الأماكن التي ستزورينها بناءً على ما تقدّمه لك كل بقعة من مواقع جذب سياحي، فتنتقين مثلاً جزر بالي في إندونيسيا لأنّك من عاشقات الشمس والبحر، فيما يقع اختيارك على مصر لأنّ جلّ ما تريدينه هو تعزيز ثقافتك التاريخيّة والتعرّف على إحدى أقدم الحضارات في العالم، أو تنزانيا كونك تبحثين عن مغامرة من نوع آخر والقيام برحلة سفاري. إلا أنّه ثمّة عامل آخر يشكّل حافزاً لاختيارك وجهاتك المقبلة، ألا وهو عامل اللون. فالعديد من المدن تتميّز بألوان أبنيتها الموحّدة وهي تكثر في العالم العربي، لذا سنعرّفك على بعض هذه البقع التي تكتسي بالأزرق لعلّها تكون وجهتك المقبلة لرحلة مفعمة بالألوان!

اكتشفي المواقع الأثريّة الأقدم في عالمنا العربي

شفشاون... جوهرة المغرب الزرقاء

إذا كنت من هواة Instagram أو Pinterest، لا شكّ أنّك تعرّفت على مدينة شفشاون المغربيّة كونها أحد أشهر الأماكن في العالم التي يحرص روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على مشاركة صورها. لذا، إن كنت تخطّطين للذهاب إلى المغرب، احرصي على زيارة هذا الموقع الذي يشتهر بمبانيه وأزقّته الزرقاء.

ولكن، هل تساءلت يوماً عن السبب الذي يكمن وراء لون هذه المدينة؟ ثمّة تفسيرات مختلفة لذلك، فالبعض يقول إنّ عدداً من السكّان قاموا بدهن الأبنية والأزقّة باللون الأزرق بعد أن هربوا من ألمانيا واستقرّوا في المدينة المغربيّة، في حين أنّ البعض الآخر يستبعد هذه النظريّة ويشير إلى أنّ اللون الأزرق يبعد البعوض عن المدينة، بينما يعتبر عدد من السكّان المحليّين أنّ اللون الأزرق ليس سوى انعكاساً للون البحر. وفي الحالات جميعها، يرجع جمال هذه المدينة إلى هذا اللون المدهش الذي أضفى عليها رونقاً خاصاً، فضلاً عن طبيعتها الخلّابة التي لا مثيل لها.

وتضمّ هذه المدينة الزرقاء التي تُعدّ موقعاً مثاليّاً لالتقاط الصور ومشاركتها مع الصديقات معالم كثيرة عليك استكشافها، كما وتُعتبر مناسبة إن كنت تنشدين الراحة والاسترخاء والتنّعم بالمناظر الطبيعيّة المذهلة بعيداً عن ضجيج المدن.

في شفشاون أيضاً، لا بدّ أن تختبري تجربة التسوّق، لا سيّما أنّها تختلف كليّاً عن تلك التي تقدّمها مدن المغرب الكبرى مثل مراكش والدار البيضاء، فسوقها القديم يستحقّ منك بعض الوقت كونه يضع في متناولك مجموعة كبيرة من التذكارات التي تشكّل هدايا مثاليّة لأحبّائك في الوطن، بالإضافة إلى المنتجات الجلديّة التي تشتهر بها المدينة.

ولكن، قبل الانطلاق بتجربة التسوّق، ننصحك بأن تقومي بجولة داخل متحف «القصبة» الذي يقع في حدائق الأندلس، فهو يضع أمام ناظريك مجموعة من القطع الأثريّة التي تحاكي تاريخ المدينة، من الأدوات الفخّاريّة إلى الآلات الموسيقيّة. أمّا في حال كنت من عاشقات المغامرة، فتقدّم لك شفشاون فرصة القيام برحلة سيراً على الأقدام في جبال «ريف» التي تخوّلك التمتّع بمناظر بانوراميّة مذهلة للمدينة وللطبيعة التي تحيطها. وبعد هذه المغامرة، احرصي على التوجّه إلى منتجع Lina Ryad and Spa الصحّي إن كنت ترغبين في التعرّف على طرق العلاجات التقليديّة الصحيّة واختبارها للحصول على الراحة التي ترغبين فيها.

هذا ولا تقف المعالم السياحيّة التي تتميّز بها شفشاون عند هذا الحدّ، فبعيداً عن وسط المدينة تقبع شلّالات «أقشور» التي تنفرد بمياهها الزرقاء الصافية التي تتماشى مع لون المدينة، فضلاً عن شلّالات «رأس الماء» التي عليك استكشافها، لا سيّما أنّها تشكّل ملاذاً أساسيّاً للسكّان المحليّين.

وفي شفشاون، يمكنك تناول الأطباق التقليديّة المغربيّة، إلى جانب الأطباق العالميّة، وذلك في مطعم «علاء الدين» الذي يستقطب السيّاح كونه يضع في متناولهم مجموعة كبيرة من الأطباق المغربيّة اللذيذة، بدءاً بالكفتة وكل أنواع الطاجن، وصولاً إلى طبق «الكسكس» الشهي، وكل ذلك بأسعار مقبولة!

منتجعات ذات طابع شرقي اختبري سحرها

سيدي بوسعيد... ساحرة البحر الأبيض المتوسّط الزرقاء

إن كنت من عاشقات اللون الأزرق، فمدينة سيدي بوسعيد في تونس هي الوجهة المثاليّة لاستكشاف هذا اللون من منظار آخر والتمتّع بسحره الأخّاذ.

من المستحيل ألّا تقعي في غرام هذه المدينة التي تستقبلك باللون الأزرق الذي يطغى على أبنيتها وأزقّتها، إلى جانب اللون الأبيض، لتكون النتيجة مزيجاً رائعاً يختصر جمال هذا المكان الذي يستقطب السيّاح من مختلف أنحاء العالم.

وخلال جولتك في سيدي بوسعيد، ستجدين نفسك بين الممرّات والأزقّة الضيّقة حيث ستستوقفك البيوت الجميلة التي تتزيّن بالنقوش والزخارف القديمة، بالتزامن مع الاستمتاع بالأجواء المميّزة التي توفّرها هذه المدينة المفعمة بالحياة والألوان للزوّار.

بالإضافة إلى ذلك، ثمّة الكثير من المعالم السياحيّة التي ننصحك باستكشافها أثناء زيارتك لسيدي بوسعيد، ومنها المعالم التاريخيّة والتراثيّة التي تعرّفك على تاريخ هذه المدينة العريق، والمعالم العصريّة والحديثة التي تمدّك بالمتعة التي تنشدينها.

ولا شكّ أنّ قصر «النجمة الزهراء» هو أوّل محطّة عليك زيارتها خلال جولتك السياحيّة في سيدي بوسعيد، وهو القصر الذي بناه وعاش فيه البارون الإنكليزي Rodolphe e’Erlanger والذي تحوّل إلى متحف يضع أمامك مجموعة كبيرة من القطع الأثريّة، وإلى معرض للآلات الموسيقيّة ومركز لإقامة حفلات الموسيقى الكلاسيكيّة والعربيّة، علماً أنّ قصر «النجمة الزهراء» اشتهر كونه موقعاً يستقطب شركات الإنتاج العالميّة كي يتمّ التصوير فيه.

أمّا إن كنت ترغبين في جرعة زائدة من الثقافة والمتعة، فمركز الموسيقى العربيّة والمتوسطيّة الموجود داخل القصر هو الملاذ المثالي لتحقيق ذلك، كما ويضمن لك أوقاتاً جميلة لن تنسيها بسهولة.

وللتسوّق في سيدي بوسعيد نكهة خاصة بفضل أسواقها العديدة والمتنوّعة التي تضع في متناول يديك عدداً كبيراً من المنتجات التقليديّة، مثل اللوحات الجداريّة والتحف التي تشكّل تذكارات مثاليّة تصطحبينها معك إلى وطنك الأمّ، وكل ذلك وسط أجواء ممتعة لم تلمسي مثيلاً لها من قبل!

وقبل مغادرة المدينة، احرصي على استكشاف محطّة Centro Storico التي تنقلك إلى أجواء إيطاليا الجميلة من خلال ما توفّره لك من مواقع جذب سياحي مدهشة، فضلاً عن هندسة أبنتيها الرائعة ومطاعمها المتنوّعة مثل Caffe Della Pace وPiazza Navona.

وللتعرّف على الضيافة التونسيّة الحقيقيّة، توجّهي إلى مقهى ومطعم Café Des Délices حيث يمكنك الاستمتاع بقائمة طعام متنوّعة وسط أجواء استثنائيّة، وكل ذلك بالتزامن مع التمتّع بمنظر بانورامي رائع لمرفأ المدينة.

باختصار، تُعتبر سيدي بوسعيد ملجأ هادئاً لكل من يبحث عن السكينة والممتعة في الوقت نفسه، إذ تتميّز بأجوائها الحميمة وبرائحة الياسمين وأشجار البرتقال التي تعبق فيها، وممّا لا شكّ فيه أنّها تستحقّ لقب «ساحرة البحر الأبيض المتوسّط» كما أسماها كثيرون.

3 مدن عربية من أكثر وجهات شهر العسل جاذبية… أيها ستختارين؟

جنّة اللون الأزرق... أنفة اللبنانيّة

يزخر لبنان بالكثير من المدن والمواقع التي تشكّل محطّ جذب للسيّاح واللبنانيّين على حدّ سواء، ولكن تبقى منطقة «أنفة» الشماليّة موقعاً استثنائيّاً يقصده محبّو الأزرق كونه اللون الذي يطغى على هذه البلدة الساحليّة الواقعة قبالة البحر الأبيض المتوسّط.

فصل الصيف هو الفترة المثاليّة لزيارة بلدة أنفة الجميلة التي تتميّز ببيوتها الزرقاء وبدواليب الهواء الزرقاء التي تتوزّع في أرجائها، علماً أنّه ثمّة ثلاثة منها عند مدخلها، وهي دواليب حظيت في الماضي بشهرة كبيرة كونها كانت تُستخدم لسحب المياه إلى الملاحات، وبالتالي باتت تشكّل أحد معالم هذه البقعة التي تسعى إلى إحيائها من جديد كونها تشتهر بإنتاج الملح.

وللتعرّف أكثر على تاريخ هذه البلدة اللبنانيّة التي تُعتبر وجهة سياحيّة مميّزة في بلد الأرز، يمكنك بكل بساطة زيارة قلعة أنفة التاريخيّة التي تقف شامخة على إحدى الصخور الضخمة وتُعدّ من القلاع الأكثر صموداً في الشرق والتي كانت في ما مضى عبارة عن 12 برجاً وخندقين يفصلان القلعة عن اليابسة.

أمّا مرفأ أنفة، فهو المكان المثالي للتمتّع بمنظر البحر ومشاهدة القوارب الصغيرة التي تُستخدم للصيد، وهو القطاع الذي تعتمد عليه المدينة. كما وستستوقفك الأكواخ الصخريّة التي تصطفّ على طول الشاطىء مستحضرة إلى ذهنك طبيعة اليونان الجميلة، علماً أنّ كثيرين قاموا بتسمية البلدة «اليونان الصغيرة». هذا وستتفاجئين حين تعلمين أنّ كل عائلة تمتلك كوخاً خاصّاً بها يُستخدم كموقع مخصّص لصيد الأسماك.

من الطبيعي أن تعشقي هذه البلدة اللبنانيّة التي تتميّز بحفاوة أهلها وحسن ضيافتهم أسوة بكل اللبنانيّين، فالعبارة التي ستتردّد على مسامعك أينما ذهبت هي «أهلاً وسهلاً». وبالطبع، ستشعرين بالفضول لاستكشاف أكثر معالم أنفة جمالاً، ومنها طبعاً الكهوف التي تعود إلى مئات آلاف السنين!

عديدة هي المطاعم التي تقدّمها لك بلدة أنفة، وما يجمعها هو ذلك اللون الأزرق الذي يضفي على البلدة سحراً خاصاً فيجعلها مكاناً رائعاً يقصده الزوّار من مختلف المناطق للتلذّذ بالأطباق الشهيّة والاستمتاع بمنظر البحر الرائع، ونذكر منها مطعم «البيدر» الذي يقدّم لك ما لذّ وطاب من الأطباق المتوسطيّة وأطباق ثمار البحر. أمّا مطعم Salim Sur Mer، فهو مثالي إن كنت ترغبين في تذوّق أشهى المأكولات اللبنانيّة والبحريّة.

 
شارك