متحف اللوفر في أبوظبي يفتح أبوابه مبشراً بحقبة ثقافية جديدة

10 سنوات استغرقها بناء متحف "اللوفر" في أبوظبي فالحكومة الإماراتية لا ترضى إلا بنتيجة تليق باسمها وقد كان الافتتاح أمس على قدر أهمية الحدث، فشاركت فيه مجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية من مختلف دول العالم، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

اقرئي: أتكلّم عن العولمة

وبهذه المناسبة، اعتبر الشيخ محمد أنّ متحف اللوفر أبوظبي علامة بارزة في مسار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، بخاصة على المستوى الثقافي، مشيراً إلى تقدير البلدين للتراث الثقافي الإنساني المشترك وعملهما معاً على الاهتمام به وتعزيز دوره في تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب.

وأكد ولي عهد أبوظبي أن الإمارات، بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تعطي أهمية خاصة للثقافة في رؤيتها التنموية وعلاقاتها الخارجية، ما جعل منها مركزاً ثقافياً متميزاً في محيطها الإقليمي ونموذجاً لتشجيع الحوار بين الحضارات والانفتاح على الثقافات ومقراً للكثير من المعالم العلمية والثقافية العالمية.

وأضاف: "نريد مجتمعات محبة للسلام... نريد أجيالاً متسامحة تتعايش بانسجام... نريد قيم الألفة والمحبة والوئام... نتطلع لحياة أفضل للبشر كافة أساسها المودة والاحترام".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إن المتحف "يعني الكثير بالنسبة إلى فرنسا، ويمثل ملتقى العالمين الغربي والشرقي"، معتبراً أن الإمارات التي تستضيف متحف اللوفر أبوظبي "متحف الصحراء والضوء" تشكل "نقطة التوازن بين القارات الأوروبية والأفريقية والآسيوية".

ويقع المتحف على جزيرة السعديات وستفتح أبوابه أمام الجمهور السبت المقبل، وقد جال الشيخ محمد برفقة الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت في أروقة المتحف مع الشيخ محمد بن راشد وملك المغرب محمد السادس ومسؤولين من دول أخرى.

والمتحف هو أحد المتاحف الثلاثة المقرر إقامتها في أبوظبي، إلى جانب غوغنهايم والشيخ زايد، في إشارة إلى الأهمية التي توليها السلطات لتطوير السياحة الثقافية في الإمارات.

[video width="400" height="224" mp4="http://haya-online.com/wp-content/uploads/2017/11/Medi1TV-الملك-محمد-السادس-يشارك-في-حفل-افتتاح-متحف..._-fbdown.net_.mp4"][/video]

ويضم المتحف مجموعة مقتنيات خاصة به وأعمالاً معارة من أعرق المتاحف في فرنسا، تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، تم توزيعها على الصالات لتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت على البشر، وقد تمت إعارة اسم اللوفر للمتحف لمدة 30 عاماً، مع العلم أن كلفته بلغت أكثر من 650 مليون دولار.

اقرئي: شروط نجاح العمل من المنزل

وسترين بين أرجاء صالاته الـ12 أكثر من 620 عملاً فنياً بين اكتشافات أثرية وفنون زخرفية ومنحوتات من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مخطوطات قديمة تعود لمختلف الديانات، أما أكثر ما يميزه فهي لوحة "الحدّادة الجميلة"  لليوناردو دا فينشي، والمُعارة من متحف اللوفر في باريس، كما ستتوقفين مذهولة فيه أمام "بونابرت عابراً الألب" لجان لوي دافيد من فرساي، و"رسم ذاتي" لفنسنت فان غوخ من من متحف أورسيه.

ولا يقل المبنى الذي يحتضن هذه الأعمال تميزاً وأهمية، إذ يعتبر معلماً معمارياً عصرياً تحيط به المياه من كل الجهات، وهو من تصميم المصمم العالمي جان نوفيل، تغطيه قبة ضخمة وغير اعتيادية مؤلفة من قطع معدنية تسمح بتسلل الإنارة النهارية إلى داخلها عبر فراغات مدروسة، فيذكرنا المنظر من تحتها بظلال سعف النخيل.

وفي المتحف أيضاً صالة خاصة بالأطفال ذات طراز راقٍ بالإضافة إلى مساحات للنقاش كالمسرح وأماكن لراحة الزوار كالمطعم والمقهى وغيرهما.

 

 
شارك