الأدب العربي يخسر أبرز وجوهه النسائية

«هناك أبداً نافذة، كوة صغيرة يطل منها النور... مهما ادلهمت الظلمة يظل الإنسان يصارع باحثًا عن الكوة». قول جميل ضمّنته الأديبة الراحلة إميلي نصرالله كتابها «شجرة الدفلى» لتحثنا على التمسك دائماً بالأمل مهما قست الظروف من حولنا.

اليوم نستمر نحن بالعطاء عملاً بنصيحتها بينما نودّعها بعدما فارقت الحياة أول أمس الثلاثاء عن عمر ناهز الـ87 عاماً على أن تدفن اليوم في بيروت.

فتعرفي إلى هذه الأديبة التي أثرت الحياة الفكرية العربية من خلال تقديمها عشرات الكتب المهمة ومنها طيور أيلول، شجرة الدفلى، الرهينة، تلك الذكريات، الجمر الغافي، روت لي الأيام، الينبوع.

اقرئي: احجزي عطلتك المميزة في منتجعات دانات العين

إميلي نصرالله في سطور

ولدت الأديبة الراحلة في 6 يوليو 1931 في قرية الكفير جنوب لبنان وبدأت حياتها بنشر عدد من الروايات والمجموعات القصصية المخصصة للأطفال. كما عملت كروائية وصحافية وكاتبة ومعلمة ومحاضرة إلى جانب كونها ناشطة في مجال حقوق المرأة.

حصلت إميلي على جوائز كثيرة منها: جائزة الشاعر سعيد عقل في لبنان وجائزة مجلة فيروز وجائزة جبران خليل جبران من رابطة التراث العربي في أستراليا وجائزة مؤسسة IBBY العالمية لكتب الأولاد عن روايتها «يوميات هر».

تطرقت إميلي في كتاباتها إلى إصرار المرأة وإرادتها القوية، إلى الهجرة وآثارها وغير ذلك من المواضيع الاجتماعية والحياتية المهمة.

وقد نعاها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر» إذ كتب: «بغياب الأديبة إميلي نصرالله يخسر لبنان والعرب اليوم شعلة من رموز الأدب والإبداع اللبناني ومناضلة فحقوق المرأة شكلت قيمة فكرية مضافة لوطننا وعالمنا العربي».

اقرئي: أميرة الزرعوني وإنجاز نسائي جديد في الإمارات

فلاحة تكتب

اعتادت الكاتبة على القول: «أنا فلاحة تكتب، أتيت من أرض الفلاحين من الكفير من جنوب لبنان. أكتب لأنني أحب الكتابة ولأنني أريد أن أقول ما أعرفه».

لا يمكن نسيان أصداء روايتها الأولى «طيور أيلول» التي تعتبر من الروايات الأيقونية. وقد كتب عنها المستشرق الهولندي يان بروخمن: «إنها إحدى أفضل الروايات التي كتبت بالعربية وتجمع المؤلفة فيها بين المقدرة الفنية الغنائية في التعبي وبين الوعي الاجتماعي». كما مدحها الكاتب الراحل ميخائيل نعيمة بالقول إنها «معرض فنّي للقرية اللبنانيّة في شتّى مظاهره وإنها كسب للقصة في لبنان».

أما مؤلفتها، فقالت عنها في حديث سابق مع موقع قناة الميادين الإخبارية: «كتبت عن الطيور حالما تجنح للهجرة. أكثر ما تأثرت به هو هجرة إخوتي الأصغر مني من قريتنا. يومها كتبت «طيور أيلول» بدموع عيني».

غادرتنا الكاتبة كما تغادر الطيور في أيلول، ولكن تبقى كتبها شاهداً على حضور امرأة قوية وجميلة شاركتنا ببراعة تفاصيل تجربتها الإنسانية الرائعة.

اقرئي: السعوديات يبدأن القيام بمهام «كاتب العدل»

 
شارك