عمل المرأة تحت المجهر...مجهود مضاعف وحقوق مهدورة

دخلت المرأة مجالات العمل من بابها العريض وفرضت نفسها بجدارة، وعلى الرغم من أنّها تبذل مجهوداً كبيراً في ميدان عملها، لا تتلقّى المردود المادّي المناسب، بل يبقى جزء كبير من مسؤوليّاتها في الظلّ. لذا، تابعي معنا وبالأرقام هذا التحقيق الخاص الذي يغوص في أسرار عمل المرأة وجهودها.

يعمل الرجل 8 ساعات أو أكثر في اليوم، ليعود إلى المنزل مساءً فيجد أنّ كل ما يحيط به يشجّعه على الراحة والاسترخاء بعد عناء طويل في وظيفته.

بالصور: النساء في شوارع المملكة رسمياً

مسؤوليّات مضاعفة

تمضي المرأة 6 ساعات أو أكثر يوميّاً في الوظيفة، لتعود وتقصد بيت أهلها أو مدرسة أطفالها أو حضانتهم وتقلّهم معها إلى المنزل، ثمّ تشرف على دراستهم وتضع اللمسات الأخيرة على وجبة الطعام التي حضّرتها مساءً، كما وتحرص على أن يكون بيتها مرتّباً لاستقبال أيّ ضيوف غير متوقّعين وتستعدّ للترحيب بزوجها بعد عودته من العمل والبسمة على وجهها.

مردود لا يوازي الجهد

ممّا لا شكّ فيه أنّ المرأة تعمل أكثر من الرجل خارج المنزل وداخله، ولكن هل تتلقّى المردود المادّي الذي يوازي الجهد والتعب اللذين تشعر بهما؟

أكّدت الأرقام أنّه لا يتمّ إنصاف المرأة ماديّاً، فقد أظهر أحدث إحصاء لموقع Statista المتخصّص والذي أجري في 75 بلداً من أميركا اللاتينيّة وجنوب وشرق آسيا وأوروبا الشرقيّة والصحراء الأفريقيّة والدول الغربيّة المتطوّرة بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنّ المرأة تعمل أكثر من الرجل ولا تتقاضى المردود المادّي العادل، إذ يبقى راتبها أقلّ بكثير من ذلك الذي يتقاضاه الرجل حتى في أكثر الدول تقدّماً.

معتقدات راسخة

ثمّة اعتقاد خاطئ إذاً وهو أنّ الرجل يعمل أكثر من المرأة، إلّا أنّه ثمّة فرق بين التواجد في المكتب لساعات طويلة وبين القيام بمجهود فكري أو جسدي حقيقي، فعندما تبقى المرأة في المنزل، تقضي 6 أو 7 ساعات من العمل المتواصل، فيما يعطي الرجل المتواجد في وظيفته ساعتين أو أكثر قليلاً من العمل الفعلي.

اتبعي هذه الإرشادات الـ8 قبل القيادة

الفرق في الراتب

الفرق بين الحالتين هو أنّ الرجل يتلقّى راتبه كاملاً في نهاية الشهر، بينما تقوم المرأة ببعض المهام من دون أيّ عائد مادّي، لا سيّما في حال كانت ربّة منزل فقط لا تمارس وظيفة ثابتة خارج إطار بيتها. وبحسب التقاليد الاجتماعيّة والثقافيّة، من واجبات المرأة أن تهتمّ بكل ما يتعلّق بأسرتها، بينما يتولّى الرجل الاهتمام بالشقّ المادّي.

ساعات عمل غير مدفوعة

بالتالي، نستنتج أنّ النساء يقمن ببعض الأعمال التي لا تأتي عليهنّ بأيّ منفعة ماديّة، وتؤكّد الإحصاءات الواردة في الرسم البياني في الصفحة التالية هذه الحقيقة.

حقائق فعليّة في العالم

يبيّن الرسم البياني أنّ إجمالي الوقت الذي تقضيه المرأة في العمل، المدفوع وغير المدفوع، أعلى من إجمالي الرجل وأنّ القسم الأكبر من أعمالها مجّانيّة ما عدا في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، إذ إنّ المرأة في هذه البقعة تتلقّى راتباً عن حوالى نصف الأعمال التي تقوم بها.

سؤال للقارئات

وقد طرحنا سؤالاً على قارئات «هيا» من خلال صفحة المجلّة عبر فيسبوك، هو: هل تعملين أكثر من زوجك؟ فكان الردّ من مايا يونس «بالتأكيد أعمل أكثر من زوجي، فتربية الأولاد مثلاً تحتاج إلى انتباه على مدار 24 ساعة، كما أنّني أشغل وظيفة ثابتة وأعود لأمارس معظم أعمال المنزل ولا أشتكي، في حين أنّ الرجل يصبح كثير الشكوى ويزعج من حوله إذا واجه مشكلة صغيرة في العمل».

ملـك سبـاعي عوامله: يجب أن يحاكي ديكور المنزل شخصيّة العروسين

ما من كلمة شكر

من جهتها، تقول هند سعد: «المرأة في عالمنا بمئة رجل، فهي تتمكّن من تقسيم وقتها وطاقتها وتفكيرها ومجهودها على أكثر من قطاع، في حين أنّ الرجل قادر على إنجاز أمر واحد وحسب، المرأة تعمل أكثر بكثير ولا تتلقّى أحياناً كلمة تقدير أو شكر على عملها، كما أنّ راتبها في العديد من الوظائف أقلّ بكثير من راتب الرجل».

التوفيق بين العائلة والعمل

كذلك، أجرينا استطلاعاً للرأي عبر تطبيق إنستغرام، طرحنا خلاله سؤالين، الأوّل: برأيك، هل تعمل المرأة أكثر من الرجل؟ فجاء 80% من الإجابات «نعم» و20% «كلا»، والثاني: هل تستطيعين التوفيق بين عملك وأسرتك؟، وكانت النتائج 54% «نعم» و46% «كلا».

وقفة مهمّة

تعكس هذه النتائج الواقع الذي تظهره الدراسات ومنها الإحصاء الوارد إلى اليسار، ما يتطلّب وقفة من الجمعيّات والمؤسّسات الأهليّة والمدنيّة للمطالبة بتحصيل حقوق المرأة الماديّة عن مجمل الأعمال التي تقوم بها، كما ولا بدّ من إجراء تغييرات في السياسات التي تنتهجها الحكومات والشركات الخاصة التي لا يزال عدد كبير منها يخصّص رواتب أقلّ للنساء من الرجال.

 
شارك