داليا طبري: الشغف أساسي لتحقيق النجاح المهني

طريق طويل قطعته داليا طبري قبل أن تصل إلى النجاح وتحقّق جزءاً من طموحاتها، فهي عملت جاهدة في المناصب التي تبوّأتها كي تترك  بصمة أينما حلّت. نلقي الضوء في هذا اللقاء على مشوارها المهني وعلى أهمّ إنجازاتها.

ماغي بو غصـن: اخترت الصمت…فلا شيء يستفزّني

حدّثينا عن خبرتك في مجال التسويق.

كان مشواري المهني معقّداً بعض الشيء إذ تنقّلت كثيراً بين البلدان والقارّات. عشت في دبي حتى عمر الـ10 سنوات ثمّ انتقلت إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في العام 1983. تخرّجت في سنّ الـ21 من Imperial College حائزة على شهادة ماجستير وشهادة في الإعلام والاتّصال مع مرتبة شرف من كليّة Goldsmiths College في جامعة لندن، ثمّ عدت إلى دبي في العام 1994 وبدأت مسيرتي المهنيّة كمسؤولة تنفيذيّة عن حسابات الإعلان لدى Saatchi & Saatchi بعد أن تمّ تعييني من قبل مكتب الشركة في لندن كوني تمتّعت بإمكانيّات هائلة. وبعد مرور خمس سنوات، حصلت على ترقية وانتقلت إلى نيويورك لأصبح نائبة الرئيس ومديرة التسويق الدولي لحساب Lucky Strike BAT. وفي العام 2003، عدت إلى لندن لأساهم في تطوير مستودع الاتّحاد للأدوية IDS وكنت متحمّسة جدّاً لخوض هذا التحدّي واستغنام الفرصة التي أتيحت لي للانتقال إلى مجال مختلف عن مجال اختصاصي أطبّق فيه مهاراتي في التسويق.

بدأت أوّلاً بتوسيع مجموعة منتجات الشركة وأطلقت قسم العناية الصحيّة للمستهلك بينما اهتممت بتطوير هيكل الإدارة المؤسسيّة وإدارته. واليوم، باتت شركة IDS إحدى الشركات الصيدلانيّة الرائدة في المنطقة بحيث تُقدّر قيمة مبيعاتها السنويّة بمئة مليون دولار تقريباً. وفي العام 2013، ألهمني أولادي فشاركت في تأسيس مركز The Developing Child Center الاجتماعي أو TDCC الذي يقدّم صافي أرباحه كمنح ماليّة. ويوظّف TDCC اليوم أكثر من 60 خبيراً من بينهم 55 امرأة لخدمة أكثر من 800 طفل.

هل واجهت عقبات خلال مسيرتك؟

أظنّ أنّ التحدي الأبرز كان مواجهة الأفكار النمطيّة والتوقّعات النموذجيّة. فلطالما رفضت أن تحدّدني هويّتي أو جنسي أو مستوى علمي أو طبقتي الاجتماعيّة فتملي عليّ ما يمكنني فعله. وهذا يتطلّب بعض الوقت والجهد، وقد أمضيت وقتاً طويلاً وأنا أحاول التخلّص من تلك القيود التي تترافق مع الأفكار النمطيّة.

ملـك سبـاعي عوامله: يجب أن يحاكي ديكور المنزل شخصيّة العروسين

ما هي نصيحتك للمرأة الراغبة في النجاح؟

أقول للمرأة إنّ كل شيء ممكن فلا تستسلمي لا سيّما حين تواجهين موقفاً قد تشعرين أنّ التغلّب عليه مستحيل. ثمّة دائماً حلّ وطريق لتحقيق مبتغاك، فليست فكرة العمل هي الأهمّ بل الشغف لأنّه أساسي لمسيرة مهنيّة ناجحة. فالعمل الذي ينبع من شخص شغوف بالخدمة أو بالمنتج الذي يقدّمه سينجح من دون شكّ. والالتزام الذي يترافق مع الشغف هو ما يساعد امرأة الأعمال على تقديم العمل من كل قلبها. لذا، يكمن سرّ نجاح الأعمال في الالتزام الكلّي والمثابرة والقدرة على مواجهة كل ما قد يعترض طريقنا والمضيّ قدماً مهما كلّف الأمر من أجل الوصول إلى هدفنا.

لمَ فكّرت في إطلاق The Developing Child Centre؟ وما هي أهداف المركز التي تسعون إلى تنفيذها؟

يهدف مركز The Developing Child Center إلى تغيير الفلسفة والنظرة والمقاربة التي يعتمدها المجتمع لتقييم نموّ الأطفال كما ويؤمّن خدمات واسعة النطاق لبناء مهارات الأطفال مهما كان عمرهم أو مرحلة نموّهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ 95% من الأطفال يحتاجون في مرحلة من المراحل إلى نوع من الدعم التعليمي أو الأكاديمي أو السلوكي أو التنموي يضمن لهم المهارات والإمكانيّات التي تتناسب مع متطلّبات مراحلهم العمريّة. ونحن في مركز The Developing Child Center ملتزمون بتغيير النظرة ومنح منظور جديد ودعم التفرّد متسلّحين باقتناعنا الأساسي وإيماننا بأنّ البراعة بحاجة إلى الاختلاف. فنظرتنا مغايرة، إذ نرى أن كل طفل بارع ولديه إمكانيّات هائلة للتعلّم شرط ألّا يعاني من عجز معرفي طبعاً. ونهدف في The Developing Child Center ضمن نطاق عملنا وخدماتنا إلى بناء إمكانيّات الأطفال من أجل تمكينهم على كل الأصعدة، وبفضل خدمات المركز يكتشف الأطفال أنّهم فعلاً قادرون، إذ إنّنا نعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم كي يتمكّنوا من إطلاق العنان لطاقاتهم وإمكانيّاتهم.

طريقة تعليمنا مختلفة أيضاً، فنحن نشجّع الأطفال ونمكّنهم ولا نضع لهم حدوداً. كما ولا نعتبر الأوصاف مثل التوحّد أو صعوبة القراءة أو فرط الحركة وتشتّت الانتباه بمثابة عجز أو اضطراب يحدّ من قدرات الطفل أو إمكانيّته. فلطالما أظهر التاريخ أنّ الأطفال غير الاعتياديّين يتمتّعون بإمكانيّات كبيرة وقد يصبحون في المستقبل مبدعين ويحدثون ثورة في العالم على الرغم من معاناتهم على غرار Einstein وMozart وSteve Jobs وRichard Branson.

سلمى بنعمر تتوّج الحبّ بأسلوب خاص

حدّثينا عن مشاركتك الأخيرة في مؤتمر «رفاه الآباء والأمّهات والأطفال».

تعرّفت على موقع Baby Arabia منذ سنوات عديدة وقد نال تشجيعي ودعمي على الفور. تساهم هذه المبادرات في نشر التوعية حتماً كما وتنشر أيضاً المعرفة ووجهات النظر المختلفة والحلول المحتملة التي يمكن أن تساعد على تمكين الأهل أو الطفل، فالمعرفة قوّة وأمل بمستقبل أفضل.

كيف توفّقين بين حياتك المهنيّة والعائليّة؟

لا أظنّ أنّنا نستطيع التوفيق بين العمل والعائلة بشكل كامل، ولكن في نهاية المطاف يبقى تركيزي الأوّل والأخير على عائلتي وأولادي وعلى عيش حياة مليئة بالسلام والرضا.

 
شارك