الغيرة شعور طبيعي...هكذا تسيطرين عليه!

هل تشعرين بالانزعاج في حال أبدى زوجك اهتماماً بوالديه أو أصدقائه أو في حال بدت زميلتك لافتةً للأنظار؟ هل تفضلين أن تكوني موضع اهتمام صديقتك دون غيرك؟ هل يخيّل إليك دائماً أنّ والدتك تولي لشقيقتك الصغرى أو الكبرى عناية تفوق تلك التي تمنحك إيّاها؟ إنها الغيرة وهو حبّ التملّك، شعوران إنسانيّان طبيعيّان ينتابانك، كما الأخريات، في ظلّ علاقاتك الاجتماعيّة المختلفة. ولا شكّ في أنّك تتساءلين: كيف يمكنني التحكم بهما قبل أن يتخطّيا حدودهما؟

7 إشارات تكشف نجاح موعدك الأول معه

الغيرة... لماذا؟ 

بحسب خبراء علم النفس، يتطوّر الشعور بالغيرة عادة نتيجة اختبار تجربة انفصال أو حرمان عاطفي في زمن الطفولة. إذاً، إقرئي في صفحات ماضيك وابحثي عن آثار تعود إلى مثل هذه الحالة لأنّ التخلّص منها ينطلق من هذه الخطوة، وإلا فإنّها قد تؤول إلى التفاقم وإلى إحداث الخلل في العلاقات التي تجمعك والأشخاص المحيطين بك.

أعراض وحالات 

المشهد نفسه يتكرّر في يوميات النساء الغيورات جداً. فإذا كنت إحدى هؤلاء، ثمّة سلوكيات تقومين بها عادة:

التحقّق: مفكرة زوجك، جيوب سرواله أو سترته، هاتفه، رائحة ملابسه،… هي أدوات البحث الأكثر شيوعاً التي تعتمدها الكثير من النساء اللواتي يشعرن بالغيرة في محاولة منهنّ لاكتشاف دلائل على خيانة مفترضة يقوم بها الشريك.

المساءلة: أتشعرين بالغيرة؟ إذاً، لا شكّ في أنّك تطرحين الكثير من الأسئلة على زوجك عند عودته إلى المنزل، من قبيل «أين ذهبت؟» و«مع من؟»، بل إنّك تخضعينه لاختبارات لكي تستخرجي منها الحقيقة التي تبحثين عنها.

الجمود: نقصد بهذا أنّك تعجزين عن الاهتمام بأيّ شأن من شؤونك وشؤون منزلك أثناء غياب زوجك أو في حال لم تجب صديقتك المفضلة على اتصالك.

التخيّل: عادة ما تكون مخيّلة المرأة الغيورة ناشطة، إذ تبني على أساس كلّ تفصيل حكاية وتنطلق من أيّ إشارة لكي تفترض أحداثاً تصبّ في نطاق أفكارها السلبيّة. لذا، قد تظنّ مثلاً أنّ صديقتها الجالسة إلى جانبها تتحدّث بصوت خافت عبر هاتفها الجوال لأنّها لا تريد لها أن تكتشف ما تخطط للقيام به برفقة صديقة أخرى…

الغضب: قد تشعرين فعلاً بالاستياء ما أن تلتقي الشخص الذي يثير غيرتك.

إذاً، الغيورة هي تلك التي تسعى إلى تملّك الشخص الذي تحبّ والتي يشمل شعورها بالغيرة: أصدقاء هذا الشخص، محيطه المهني والاجتماعي…

هل يكون الحب أهم من لقب “أميرة”؟

ملك لك فقط

هي صديقتك المفضلة أو والدتك وهو زوجك، أيّ صديقتك ووالدتك وزوجك أنت فقط! وبالطبع لن تسمحي لأيّ شخص آخر بأن يشاركك العلاقة التي تجمعك وإيّاهم. تكادين تقولين: هم ملك لي لا لسواي. ولعلّ ما يعزّز سعيك إلى امتلاك الآخر هو الخوف من أن تفقدي تلك المكانة التي تحتلينها في حياته.

الآخر… المثالي 

هل ترين أنّ زوجك يتسم بشخصية مميزة تحلم بها كلّ النساء؟ أو أنّ صديقتك تتمتّع بجاذبيّة لا تقاوم على مستوى الطباع؟ أو أنّ نظرة والدتك إلى الأمور لا تخطئ؟ إذاً، أنت ترسمين لموضوع غيرتك إطاراً مثالياً خالياً من احتمالات ارتكاب الأخطاء لأنّ الصفات المميزة التي يتمتّع بها تجعله، برأيك، محط أنظار الكثيرين. وهكذا فإنّك تسعين إلى تحصينه من هجمات المعجبين. وحين ينحو شعورك بالغيرة نحو المبالغة، فإنّه يودي بك إلى أن تعيشي حالة من الصراع الفعلي مع الآخرين حول الشخص موضوع هذه الغيرة. وهكذا، تعملين على إبعاد صديقة ثانية عن دائرة لقاءاتك وصديقتك المفضلة، بل إنّك قد تحركين مخيلتك وترسمين سيناريوهات مختلفة تعزّز نظرية ضرورة ذلك الإبعاد. انتبهي قد تصبح غيرتك في هذه الحال مرضيّة.

كيف تتحكّمين بغيرتك؟ 

اعلمي أنّ السيطرة على الغيرة والإعراب عنها باحترام وهدوء يحوّلانها إلى طريقة للتعبير عن العاطفة والاهتمام بالمصلحة المشتركة. فكيف تفعلين ذلك؟

أولاً: عززي ثقتك بنفسك 

من الأفضل أن تعلمي أولاً أنّ الغيرة ليست بذاتها مؤشراً على حبّك للشخص الآخر وإعجابك به، سواء كان زوجاً أو أماً أو زميلة أو صديقة... بل هي تنطلق، في الواقع، من عدم تقديرك لذاتك ومن غياب الاستقرار العاطفي لديك. هذا ما أشارت إليه دراسة أجريت حديثاً حيث لفتت إلى أنّ الأشخاص الغيورين عادة ما يفتقرون إلى الثقة بالنفس ويشعرون بأنّهم لا يحظون بإعجاب الآخرين وبأنّهم سيتخلون عنهم عاجلاً أم آجلاً، ما يزيد الأمر سوءاً. فهل ينتابك بشكل دائم الخوف من أن تكفّ صديقتك عن الاهتمام بشؤونك؟ إذاً، قفي أمام مرآة ذاتك، انظري إلى ملامح شخصيّتك وواقعك بتمعنّ، جدي تلك الصفات الجيّدة التي تتميّزين بها ولا شكّ في أنّها كثيرة، فأنت مثلاً مخلصة وصادقة ومثقفة ومعطاءة،... ولا شكّ في أنّك ستخلصين إلى هذه النتيجة: أنت صديقة يعدّ التخلّي عنها خطأ كبيراً.

ثانياً: اكشفي غيرتك 

بالفعل، حين تكونين امرأة غيورة، فإنّك تعيشين في حلقة مفرغة. ففي حال قدّمت والدتك لشقيقتك، لمناسبة خطوبتها، هدية من نوع ما، تسارعين إلى تفقدها والتعرّف إلى تفاصيلها لكي تعرفي ما إذا كانت أغلى ثمناً أو أكثر أهمية من تلك التي قدمتها لك يوم زواجك. كذلك هي حالك مع زوجك. لقد أتى بالأمس حاملاً بيده باقة من الورد. لكنك تعتقدين أنّه يفعل ذلك من أجل إخفاء خطأ ما ارتكبه… في هذه الحالة، ليس عليك أن تلتزمي الصمت، بل من المهم أن تتحدّثي في الأمر إلى شخص تثقين بقدرته على تقديم يد العون إليك، على تحليل شعورك بالغيرة بهدوء وموضوعيّة وعلى مساعدتك على التخلّص منه وإن احتاج ذلك إلى بعض الوقت. كذلك لا ضير في أن تستعيني للغاية نفسها باختصاصيّة نفسيّة واجتماعيّة.

ثالثاً: تحدّثي إلى الشخص موضوع غيرتك

نعم، افعلي ذلك وإن كان الأمر يدفعك إلى الشعور بالخجل، ففي حال لم يدرك شريك حياتك أنّك تعانين من الغيرة، فإنّه قد يقوم ببعض السلوكيات التي تؤججها وإن لم يقصد إلى ذلك. أمّا في حال تحدّثت إليه في هذا الشأن، بهدوء تام، فإنّه قد يتفهّم الأمر ويتجنب القيام بالتصرفات «المشبوهة» ويساعدك على تحليل أسباب هذا الشعور المزعج، كما أنّه قد يرسل إليك إشارات تجعلك تشعرين بالاطمئنان، فيقول لك مثلاً: «أنت امرأة حياتي ولا يسعني التخلّي عنك» أو قد يأتيك بهدية ما.

رابعاً: تذكّري الزمن الجميل 

إفتحي كتاب ذكرياتك واقرئي تلك الصفحات التي تحتوي على أوقات مميزة أمضيتها وصديقتك المفضلة أو زوجك أو زميلاتك... وتذكري أيضاً بعض كلمات الثناء التي وجهها الشخص موضوع غيرتك إليك. هدّئي هذا الشعور المزعج من خلال استعادتك بعض التصرفات التي قام بها زوجك والتي تدلّ على أنّه يحمل في قلبه الكثير من العاطفة تجاهك. ولا تنسي مثلاً أنّ والدتك اطمأنت لحالك مراراً حين كنت تعانين من المرض وأنّها تُعنى دائماً بأحوالك كما تفعل بالنسبة إلى شقيقتك.

شكل يديك يكشف بعض أسرار حياتك وشخصيتك… وهذه أسباب نجاحك

خطوات مفيدة 

لكي تتمكّني من السيطرة على شعورك بالغيرة وحبّك للتملك، نقدّم لك مجموعة من المواقف وعدداً من الحلول اللازمة لها.

الموقف: يذهب زوجك إلى الشرفة ليردّ على اتصال ما.

الحلّ: قبل أن تسارعي إلى الامتثال لمتطلبات شعورك بالغيرة، تذكري أنّ لكل منكما حديقته السريّة وزاويته الخاصة وأنّه ليس عليك أن تُخضعيه، بعد انتهاء المحادثة، للمساءلة أو أن تتجسسي عليه. احترمي خصوصياته لكي يقوم بالمثل.

الموقف: تتحدث صديقتك إلى أخريات ولا تعيرك الاهتمام المعتاد خلال حضوركما حفلاً ما.

الحل: ربّما أنت مَن لا تعيرها الاهتمام الكافي وتدفعها إلى التحدث مع أخريات. فبدلاً من أن تراقبيها على امتداد الحفل ومن أن تتوجهي إليها باللوم، حاولي أن تكوني أكثر حضوراً بالنسبة إليها.

الموقف: اشترت زميلتك فستاناً جديداَ لطالما حلمت بارتدائه.

الحل: لا، لا تظني أنها تسعى إلى إثارة غيرتك كلما تنقلت من مكان إلى آخر. إذاً، كفي عن رصد تحركاتها واعلمي أنّه من الطبيعي أن تشعر بالإطراء كلما أثنت إحداهنّ على جمال إطلالتها. ألن تقومي بالمثل في حال اعتمدت لوك مميزاً؟ إذاً، استثمري غيرتك لتحصلي على الأفضل، فمارسي الرياضة مثلاً لكي تصبحي رشيقة مثل هذه أو تلك...

الموقف: تتمّ ترقية إحدى زميلاتك.

الحلّ: تحدثي إلى ذاتك وأيقني أنّك ستبلغين الترقية الوظيفية يوماً ما. فلكلّ في هذه الحياة دورها ومهمّاتها. إذاً، جدي في مشهدها انعكاساً لمشهد مقبل قد تعيشينه أنت أيضاً.

 
شارك