المتزلجة السعودية شريفة السديري: اسعي دائماً كي تكوني أفضل نسخة من ذاتكِ

تخوض شريفة السديري مجالاً رياضياً جديداً على الشابات السعوديات وهو التزلج، وقد كان لها مشاركات عديدة في مسابقات دولية حققت فيها مراكز متقدمة. مستفيدة من أسرة تدعم طموحاتها وبلد يدفع بمواهب أبنائه نحو الأمام، تهدف شريفة إلى المشاركة في أولمبياد 2026 وتستعد بكل جهد وثبات وقوة للوصول إلى هذه الغاية، لتكون أول سعودية تخوض هذا المجال الجديد. التقينا شريفة لنكتشف المزيد عن شخصيتها وطموحاتها.

استوحيتِ عبر حسابكِ على إنستغرام وهو sharifa_ski@، من قول للبطل الشهير مايكل جوردن تحدّث فيه عن كثرة الإخفاقات الضرورية لتحقيق النجاح، لتوصلي رسالة أنّ النجاح ليس سهلاً كما يترائى للكثيرات، فما هي برأيكِ العناصر التي يتطلّبها تحقيق النجاح في أي مجال؟

يتطلب الوصول إلى النجاح المرور بمسار طويل والرغبة في التطور المستمر والإلتزام مهما كان حجم الصعوبات التي نواجهها. ومن هنا جاءت استعارتي لهذا القول المعبّر الذي يختصر للكثيرات معنى النجاح ويؤكد أنّه ليس سهلاً كما يمكن أن يرينه من خلال بعض التجارب الفردية.

كيف بدأ حبكِ للتزلج وأنتِ شابة ترعرعت في السعودية حيث لا ثلوج ولا مجال لممارسة هذه الهواية؟

يرجع الفضل لوالدي العزيز الذي شجعني على ممارسة هذه الرياضة في الخارج منذ الصغر حتى أصبحت هاوية، وزاد حبي لها مع التمرس أكثر بها والرغبة كما قلت سابقاً في تطوير ذاتي في مجال أحببته ورغبت بالبروز فيه.

كيف ساعدكِ السفر في تطوير شخصيتكِ وخوض مجال تراه الكثير من الشابات السعوديات بعيداً عن اهتماماتهنّ، أو حتى مخالفاً للعادات الاجتماعية التي نشأن عليها؟

من وجهة نظري، أرى أنّ خوض التجارب الجديدة في السفر هي فرصة للتعرف على الذات أكثر واكتشاف ما نستهويه ويحرّكنا نحو المزيد من العطاء والتقدّم. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب: «إذا هبّت ريحك فاغتنمها»، وبالتالي علينا أن ننتظر الفرص المناسبة وندركها ونتمسّك بها. طوال مسيرتي في هذه الرياضة لم يكن لديّ شك في أنني سأصل إلى غاياتي وأنني وغيري من الشابات سنصل بهذه الرياضات الجميلة والنافعة إلى مجتمعنا السعودي لنعرّف غيرنا عليها ونبيّن لهم كم أنّها جميلة ومفيدة ومؤثرة إيجاباً في النمو الفردي والمجتمعي، وبالتالي تصب في خدمة تقدّم بلدنا الحبيب.

هل تلقّيتِ الدعم من أهلكِ ومحيطكِ الاجتماعي، وكيف ينظر أطفالكِ لأمهم البطلة؟

أفراد أسرتي هم أول الداعمين لي في هذا المجال حيث تلقيت التشجيع الكافي منهم، وكنت أحظى بإعجاب المحيطين بي دوماً ما دفعني للاستمرار والالتزام وتحقيق النجاحات. وأضيف أنني أسعى دوماً لغرس فكرة السعي خلف الحلم إلى أن يتحقق- بإذن الله طبعاً. أنا أرغب بالدرجة الأولى أن أكون قدوة حسنة لأولادي وأم يفتخرون بها وبإنجازاتها، فأنا ترعرعت على قيم الإصرار والعمل الجاد للوصول إلى النجاح، وأرغب أن يسير أطفالي على نفس الطريق.

هل يتطلب التزلج صفات جسدية معينة على الشابة التقيد بها؟

من المؤكد تحتاج المتزلجة إلى التمتع باللياقة البدنية العالية، وعليها أيضاً الالتزام بالعادات الصحية السليمة، فهذا الموضوع يجب أن يكون جزء لا يتجزأ من أسلوب حياة أي إنسان رياضي، لأن قوة الجسد والفكر والنفس أساسية للمنافسة وتحقيق النجاحات.

ما هو الإحساس الذي يعتريكِ على حلبة التزلج؟ وكيف تستعدين لكل مسابقة جديدة تشاركين فيها؟

لا أخفي أبداً أنني أشعر بالخوف والرهبة، ولكن الاستعانة بالله وقراءة المعوذات والحديث الإيجابي مع النفس وممارسة القليل من جلسات التأمل تجعلني أشعر بالارتياح والتقدّم. أعيش اللحظة التي لطالما استعددت لها بجدية وأستذكر كل التمارين التي قمت بها وأبدأ بالتسابق وكلي ثقة بذاتي وبقدراتي.

هل يهمّكِ تحقيق الفوز أم تسعين أكثر نحو تطوير مهاراتكِ والظهور بشكل أكبر على الساحة الدولية؟

كل إنسان طموح لديه هدف ورسالة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما، فأنا أطمح للمزيد من الفوز والنجاح وأريد أن أكون قدوة لكل الشابات السعوديات من خلال ما أقدمّه من إنجازات رياضية.

ما هو الإنجاز الأكبر لكِ من العام الفائت، وما هي طموحاتكِ للعام الحالي؟

أستطيع القول إنّ اختيار هذا المجال كان بحد ذاته أكبر إنجاز وتحدي بالنسبة لي، فأنا داومت عليه طوال السنوات الماضية وعملت بانضباط وجدية والتزام لكي أطوّر مهاراتي ومعارفي فيه، وأنا أعمل حالياً على تهيئة نفسي للوصول لأولمبياد 2026 وذلك عن طريق خوض السباقات العالمية لتحقيق النقاط المطلوبة للمشاركة.

أن تكوني من أوائل السعوديات المتزلجات لجبال الألب يحمّلكِ مسؤولية كبيرة. كيف تتعاملين مع هذا الواقع وما هي رسالتكِ للرياضيات السعوديات الشابات؟

بالطبع هي مسؤولية كبيرة جداً، لذلك أنا أطمح أن أترك بصمة جميلة لوطني ولجميع الشابات السعوديات وهذا ما يدفعني دوماً على المواظبة والالتزام، وبالتالي فإنّ رسالتي لهنّ تكمن في أن يعرفن غايتهنّ وشغفهنّ الحقيقي ويعملن بكل جد للوصول إليه، بغض النظر عن التحديات والصعوبات التي من الممكن مواجهتها خلال القيام بذلك.

كيف ترين دعم المملكة للمجالات الرياضية؟ هل استفدتِ من هذا الدعم في مسيرتك؟

في المملكة، تحقيق الأحلام أصبح واقعاً ولم يعد شيئاً مستحيلاً أو صعباً... أنا فخورة بتلقّي الدعم الكامل من بلدي الحبيب إذ كان له الفضل في تحقيقي للنجاح، فهو لطالما مدّني بالثقة التي أحتاجها للاستمرار.

تُعتبرين مثالاً للالتزام والإصرار للكثير من الشابات. من أين تجدين القوة والإرادة للاستمرار في العطاء والتطور؟

حبي وشغفي لهذه الرياضة يزيد من طاقتي واستمراريتي... فالشخص الطموح هو من يستمد قوته من نقطة ضعفه فيندفع بشكل أكبر نحو التقدّم والإصرار، وهذا برأيي ما يميز الأشخاص العاديين من الناجحين، فالناجح قادر على تحويل الضعف إلى قوة.

ماذا تقولين لكل شابة لا تجد حلمها أو غايتها في الحياة؟

أقول لكلّ الشابات: لا بد من وجود غاية لحياتكِ... ابحثي عنها إلى أن تجديها، ولربما تمثلت في أبسط الأمور، كأن تكوني أفضل نسخة من نفسكِ أو أن تكوني أماً جيّدة لأطفالك. يكفي أن تكوني أنتِ ولا تقارني نفسكِ بأي شخص آخر، فاختاري أن تعرفي حقيقتكِ وابحثي عما يسعدكِ ويرضيكِ وسترين كيف ستتغير حياتكِ نحو الأفضل. 

اقرئي المزيد: إيلاف صبّاغ: يمثّل البقاء على حقيقتي طريقتي للتعبير في مجال الطهي

 
شارك