الاختلاف سبيل لإنجاح العلاقة

وجود اختلافات نفسيّة وجسديّة بين الرجال والنساء أمر طبيعي وهو ما يجعل طريقة تصرّفهم وتفاعلهم مع المواقف الحياتيّة مختلفة. في ما يلي، نستعرض عليك بعض هذه الاختلافات وسبل استفادتك منها كي توطّدي علاقتك بالشريك.

يميل الرجال أكثر من النساء إلى التعبير عن انفعالاتهم بشكل حسّي أي أنّ الخلافات التي تحصل بينهم قد تتطوّر لتصل إلى درجة التضارب الجسدي، في حين أنّ النساء يملكن القدرة على التحكّم بمشاعرهنّ والردّ على الإهانة أو التطاول عليهنّ بأساليب أكثر هدوءاً.

اقرئي: 5 قواعد عليك الالتزام بها عند متابعة زملائك على تويتر

التعبير عن الانفعال

حول هذا الأمر، تقول رهف (27 عاماً): «كنت مخطوبة لشاب كثير الاندفاع والحماس، وقد أعجبتني هذه الميزة فيه لأنّها تدلّ على أنّه قادر على تخطّي أيّ معوقات تقف في وجه طموحاته وأحلامه. إلّا أنّني اكتشفت الوجه الآخر لهذا الطبع، ما جعلني أعيد التفكير في علاقتنا وأنهيها».

الاستفزاز السريع

تكمل الشابّة: «في أكثر من موقف لاحظت أنّه سريع الغضب إذ يمكن لكلمة صغيرة أو لخلاف بسيط في الرأي أن يستفزّه فيخرج عن طوره ويتحوّل إلى إنسان عنيف. فقد دخل في عراك بالأيدي أكثر من مرّة مع أشخاص عدّة بسبب مسائل لا تتطلّب هذا القدر من الانفعال».

خلال المواجهات

تستطرد الشابّة: «أعرف جيّداً أنّ طريقة تصرّف الشبّان أثناء المواجهات أو عند التعرّض للإهانة تختلف عنّا نحن النساء، إلّا أنّه لا يجوز بأيّ حال من الأحوال فقدان السيطرة الكليّة على الأعصاب واللجوء إلى التشابك المباشر مع الغريم».

معرفة كيفيّة الردّ

في حالات كهذه، نتفوّق نحن السيّدات على الرجال،  إذ نستخدم ذكاءنا وحنكتنا وهدوءنا كي نهزم العدوّ بعد فترة من دون التعرّض له أو لها مباشرة.

اقرئي: ضعي الزوج الفضولي عند حدّه

موقف النساء

من المعروف أنّ المرأة، عندما تواجه حدثاً مهمّاً في حياتها كسفر شقيقتها أو صديقتها المقرّبة أو مرض والدتها، تتصرّف بعاطفة شديدة تتجلّى من خلال حزنها وميلها السريع إلى البكاء ودخولها في فترات من الكآبة وغيرها.

عقلانيّة بعيداً عن العاطفة

من جهة أخرى، في حال صادف الرجل الموقف نفسه، يكون أكثر تماسكاً وقدرة على التحمّل واتّخاذ قرارات سريعة وصائبة وعقلانيّة، فهو قادر على كبح مشاعره والتحكّم بها بفضل تكوينه الجسماني والنفسي.

برود في المشاعر

قد يدفع هذا الاختلاف بعض النساء لاعتبار الرجال باردي المشاعر. في هذا السياق، تقول السيّدة غنى (34 عاماً): «أذهلتني قدرة زوجي على التحمّل وإخفاء مشاعره بعد وفاة والدته، فهو لم يسمح لنفسه بالانهيار وكان متماسكاً حتى أنهى كل الإجراءات، بينما كنت في حالة يرثى لها، صحيح أنّه كان شديد الحزن، إلّا أنّه أخفى مشاعره وظلّ قويّاً كي لا يؤثّر سلباً على نفسيّة شقيقاته».

إخفاء الألم

تضيف السيّدة الشابّة: «مرّ وقت طويل قبل أن فهمت حقيقته، فهو يخفي آلامه ومشاعره كي يرفع معنويّات من حوله ويحميهم من الانهيار، صرت أقدّره وأحبّه وأحترمه أكثر».

تقدير الاختلاف

تستطرد السيّدة الثلاثينيّة: «بتّ أجد الاختلاف بيننا مفيداً، فقد انعكس على طريقة تربيتنا لأولادنا، أنا أقدّم لهم العاطفة بينما يؤدّي والدهم دور السلطة التي تفرض القواعد الصارمة وتطلب منهم الالتزام بها، وبرأيي هما الدوران الطبيعيّان اللذان يجب أن يؤدّيهما الشريكان كي يكبر الأولاد في جوّ أسري ناجح ويكونوا أصحاب شخصيّات سويّة».

فهم ما هو بديهي

في بعض الأحيان، تتذمّر المرأة لأنّ شريكها  لا يفهم ما يبدو بديهيّاً بالنسبة إليها. السبب بسيط، فالرجل يحتاج إلى أن تخبريه بكل ما تفكّرين فيه لأنّه لا ينجح في قراءة أفكارك ولا يفهم تعليقاتك. بالتالي، يفضّل الطريق المباشر في حين أنّ المرأة تفهم من الإشارة.

سبب للإحباط

إنّها حقيقة اكتشفتها السيّدة هند (32 عاماً) بعد مرور أكثر من 3 سنوات على زواجها. تقول: «أصبت بالإحباط الشديد في بداية زواجي لأنّ زوجي لم يكن يفهمني أو يشعر بي، كان يراني أحياناً في غاية التعب والإرهاق ومع ذلك يطلب منّي الخروج أو استقبال زوّار. بالإضافة إلى ذلك، حاولت التواصل معه بالإشارة لإفهامه بعض الأمور حين نكون في مكان عام أو في حفل  أو مناسبة اجتماعيّة، ولكنّه لم يكن يفهمني  أو يشعر بأنّني أحاول إيصال فكرة ما له».

اقرئي: 5 معلومات عن سماعات آبل اللاسلكية

قراءة الأفكار

تضيف السيّدة الثلاثينيّة: «بعد فترة أدركت حقيقة الأمر، وقد ساعدتني صديقاتي على التأكّد من الموضوع لأنّهنّ واجهن المشكلة نفسها مع أزواجهنّ، فالرجال  لا يتمكّنون من قراءة أفكارنا، يريدون معلومة واضحة وسهلة، لا يحبّون الألغاز ولا يتمكّنون من حلّها حتى ولو كانت في غاية البساطة. ومنذ ذلك الحين غيّرت أسلوبي مع زوجي وصرت أعتمد الوضوح في كل شيء».

إليك أهمّ الاختلافات

في ما يلي بعض الأمور التي تميّز الرجال عن النساء بسبب التفاوت في تكوينهم النفسي والفيزيولوجي:

1 - الرجل أكثر قدرة على العمل تحت الضغط، فهو يتحمّل التوتّر بشكل أفضل ولا يسمح له بالسيطرة عليه بل يتكيّف مع التغييرات بشكل أسرع.

2 - المرأة قادرة على قراءة الوجوه أكثر من الرجل وفهم أبعاد الحركات التي يقوم بها الشخص الذي تتعامل معه، كما أنّها أمهر في قراءة لغة الجسد وفهم الآخر لأنّ مركز التواصل في دماغها أوسع منه في دماغ الرجل.

3 - الرجل قادر على حلّ مشاكله بنفسه، أمّا المرأة فتفضّل استشارة من حولها قبل اتّخاذ القرار النهائي.

4 - المرأة أكثر ميلاً للحلول الدبلوماسيّة من الرجل الذي ينفعل بسرعة ويميل أكثر للتطرّف في التصرّفات وردود الأفعال.

 

 
شارك