الغذاء الصحّي بين الحقائق والأكاذيب
تكثر الأقاويل التي نسمعها عن الغذاء الصحّي، ودائماً ما نعجز عن تحديد الصائب منها والخاطئ. فلو سألنا من حلونا، تأتي الإجابات مختلفة ولو بحثنا في المواقع الإلكترونيّة، تجيء المعلومات متضاربة. لذلك، إليك أبرز الاعتقادات الشائعة في هذا الخصوص وإليك حقائقها.
اقرئي: حمية فرط ضغط الدم… هل سمعت بها يوماً؟ إكتشفي أسرارها
لتعزيز إشراقة البشرة، اشربي ليتراً ونصفاً من المياه يوميّاً على الأقلّ دائماً ما تسمعين أنّ شرب ليتر ونصف من المياه على الأقلّ يوميّاً أمر مهمّ، وهذا ضروري فعلاً! فمن خلال هذه الخطوة، تعوّضين كميّة المياه التي يخسرها الجسم. وعلى الرغم من أنّك تحصلين على جزء من هذه الكميّة عبر الخضار والفاكهة والعصائر التي تحصلين عليها، ينصح الخبراء بالتركيز على شرب المياه بحدّ ذاتها، مع الإشارة إلى ضرورة تغيير النوع الذي تختارينه منها من وقت إلى آخر لتنويع نسب المكوّنات التي تدخل جسمك.
أمّا بالنسبة إلى البشرة، فأشارت إحدى الدراسات العالميّة إلى أنّ المياه المعدنيّة تفيد الأدمة أي باطن الجلد، إذ تعزّز الدورة الدمويّة. واستناداً إلى ذلك، تظهر النتائج أنّ شرب الكميّة الكافية يصبّ في مصلحة البشرة، فيزيد إشراقتها ويخفّف ظهور البثور والعيوب.
اقرئي: هل تعانين من الوحدة؟ لن تصدّقي نتائجها الخطرة على صحتك
يسبّب تناول مشتقّات الحليب وظهور البثور
إن سمعت يوماً أنّ مشتقّات الحليب تتسبّب بظهور البثور، فاعلمي أنّ هذه المعلومة صحيحة، إذ قد يؤدّي تناولها إلى نوع من الالتهابات في الجسم. ولا ينطبق ذلك على الذين يعانون من صعوبة في هضم الحليب وحسب، إنّما تنفرض الاحتماليّة على الجميع. وإن تساءلت عن السبب، فاعلمي أنّ الحليب يحتوي في تركيبته على بقايا هرمونيّة ومضادّات حيويّة تتسبّب بهذه الالتهابات. انطلاقاً من ذلك، يتبيّن أنّ هذه المقولة صحيحة. لذا، لو كنت من اللواتي يعانين من البثور، حاولي تقليص استهلاكك لهذه المنتجات لعلّك تتخلّصين تماماً من هذه المشكلة.
يؤدّي الغلوتين إلى انتفاخ الوجه
ليست هذه المعلومة صحيحة بالنسبة إلى الجميع، إذ لا بدّ في هذه الحالة من التفرقة بين نوعين مختلفين من الأشخاص، علماً أنّ أحدهما يمثّل المجموعة غير القادرة على تحمّل الغلوتين، ما يتسبّب بنوع من الالتهاب في الجسم. وفي حالة هؤلاء الأشخاص، أي حين يواجهون ردّ فعل نتيجة تناول هذه المادّة، يتعرّضون لعدد من الأعراض من بينها آلام الرأس وآلام المفاصل، بالإضافة طبعاً إلى ردّ فعل البشرة. في المقابل، يتحمّل كثيرون الغلوتين ولا يعانون قطّ من أيّ أعراض. ولكن انتبهي! إنّ تناول هذه المادّة بشكل مفرط يعزّز احتباس المياه، فتبرز مشكلة السيلوليت ويزداد حجم الرجلين، ما قد ينعكس بدوره على حجم الوجه. لذلك، لا تنسي قطّ الانتباه إلى الكميّة!
اقرئي: أكل الخبز لا يسبب زيادة الوزن… إليك التفاصيل المدهشة
يعزّز السكّر الشيخوخة المبكرة
صحيح أنّ السكّر من الأسباب الكامنة وراء شيخوخة البشرة. كيف؟ داخل البشرة، ثمّة نوعان رئيسان من البروتينات وهما الإيلاستين والكولاجين المسؤولان عن الكثافة والمرونة. وتحت تأثير السكّر، يتجمّد هذان البروتينان ما يعني آثاراً سلبيّة على البشرة.
فما الحلّ إذاً؟ نحبّ جميعنا المذاق الحلو ونشعر بنوع من الطاقة حين نتناول السكّريّات. لذلك، وإن رغبت في ضبط الكميّة التي تتناولينها من دون تجنّب السكّر تماماً، احرصي على اختيار الأطعمة الحلوة طبيعيّاً أي الفاكهة والعسل والدبس وغيرها، بعيداً عن أنواع السكّر الصناعي. والمرأة التي تبدأ بهذه الخطوة مباشرةً تلحظ تغيّراً في بشرتها بعد أسبوعين أو ثلاثة تقريباً.
تساهم بعض أنواع الطعام المعروفة بـ«الأطعمة الخارقة» في تعزيز إشراقة البشرة
تُعرف بعض المأكولات بـ«الأطعمة الخارقة»، ومنها الفاكهة الحمراء والرمّان والكرنب الأجعد والآساي، وقد أكّدت بعض الدراسات فوائدها الصحيّة ووظيفتها في تبطيء شيخوخة الخلايا، إذ تحتوي على مضادّات للأكسدة كالفيتامينات وتساعد البشرة على حماية نفسها من التغيّرات السلبيّة. ولكنّ الوصول إلى هذه الأطعمة الخارقة يكون صعباً في بعض الأحيان، فهي لا تتوفّر أينما كان، كما أنّ سعرها يكون باهظاً للغاية أحياناً. والحلّ؟ لا شكّ أنّك تستطيعين إغناء غذائك بهذه الأطعمة، ولكن في حال لم تتوفّر، ركّزي على وجباتك الحاليّة وعزّزي فيها كميّة الخضار والفاكهة، على أن تختاريها موسميّة وطبيعيّة تماماً أي من دون أيّ مواد كيميائيّة.
اقرئي: ما العلاقة بين شعور المرأة بالقلق ومقاس خصرها؟ الإجابة مفاجئة
لا يمكن الاستغناء عن الأفوكادو للحفاظ على صحّة البشرة
«لا يجب الاستغناء عن الأفوكادو إن كنت ترغبين في الحفاظ على صحّة بشرتك»، مقولة صحيحة وخاطئة في آن. فمن جهة أولى، يمثّل الأفوكادو طعاماً جماليّاً بامتياز، إذ يغتني بالفيتامينين C وE ويحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنيّة، ما يضمن للبشرة مرونتها. ولكن، من جهة ثانية، قد تكون الفاكهة الغنيّة بالزيوت ثقيلة على المعدة، فيصعب هضمها. لذلك، احرصي على تناولها من دون تردّد إنّما ليس بشكل يومي أي انتبهي إلى الكميّة التي تدخلينها إلى جسمك.
يضع الشاي الأخضر حدّاً لعلامات التقدّم في السنّ
إنّ قدرة الشاي الأخضر على حماية البشرة من علامات الشيخوخة والتقدّم في السنّ مؤكّدة، نظراً لغناه بمادّة البوليفينول المضادّة للأكسدة ولفعاليّته في الترطيب، ما يشكّل حصناً مانعاً للبشرة في مواجهة أيّ آثار سلبيّة قد تتعرّض لها. وللاستفادة من فعاليّة الشاي الأخضر تماماً، اسعي إلى الحصول على أوراقه واشربيه من دون مزجه مع أعشاب أخرى. ولو عمدت إلى شرائه على شكل أكياس، الجئي إلى النوعيّة الجيّدة.
اقرئي: اكتئاب ما بعد الولادة: نصائح لكل أم جديدة
حين يصبح النظام الغذائي الصحّي هوساً
بات النظام الغذائي الصحّي، في السنوات الأخيرة، من التوجّهات الضروريّة في الحياة العصريّة. وتماماً كاتّباع أحدث الصيحات في الموضة والجمال، أصبح الاطّلاع على آخر الدراسات والأبحاث في عالم الطعام والمأكولات من الخطوات الأساسيّة التي نقوم بها. إلّا أنّ كثيرات يقعن في فخّ الهوس فتزداد بالنسبة إليهنّ قائمة الأطعمة الممنوعة وتتقلّص لائحة المأكولات المسموحة، وهذا ما ينعكس سلباً على وظائف الجسم . لذلك، لا بدّ دائماً من البحث عن التوازن الغذائي والانتباه إلى التنويع بين مختلف الأصناف المتوفّرة للحصول على كل المغذّيات والفوائد التي يحتاج إليها الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ ألّا نصدّق كل ما نسمعه من مقولات تربط الطعام بالبشرة، فمنها الصائبة ومنها الخاطئة. وتبقى الأهمّ استشارة اختصاصيّة تغذية تحدّد لك الأنسب والأفضل.