كيف تحمين أولادك من خطر «الحوت الأزرق»؟

تنتشر مؤخراً لعبة «الحوت الأزرق» التي تثير الهلع في أوساط الأهل. والسبب أنها شكلت خطراً على حياة عدد من الأطفال حول العالم.

اقرئي: لينا أيوب: لهذه الأسباب طفلك يريد الربح دائماً

إحاطة الأطفال والمراهقين بالدعم النفسي لا يقتصر على سن معينة، فمسؤولية الأهل عن أولادهم لا تنتهي بمجرد بلوغهم سن معينة، بل يجب أن تستمر حتى يتمتعوا بالاستقرار النفسي الكافي لمواجهة أي تحديات تعيق طريقهم.

منذ فترة نسمع عن لعبة «الحوت الأزرق»، هذا الحيوان الذي من المفترض أن يكون حيواناً لطيفاً تحول بفضل هذه اللعبة المحرّضة إلى وحش يودي بحياة العديد من المراهقين حول العالم.

«الحوت الأزرق»... عندنا      

 وصلت هذه اللعبة إلى الدول العربية، فرأيناها تقضي على حياة أطفال في الجزائر ومؤخراً في مصر إذ تعرضت قبل أيام عائلة مصرية في محافظة السويس شرق العاصمة القاهرة، لمأساة حقيقية كادت أن تودي بحياتها، وذلك بعد أن حاول شاب يبلغ من العمر 21 عاماً إيذاء شقيقاته خلال نومهن، وكذلك والده.

اقرئي: علامات لا تعرفينها تكشف مشاكل النظر لدى طفلك… تعرّفي عليها

وفوجئ والد الشاب ويدعى محمد، ويعمل في إحدى شركات البتروكيماويات في منطقة العين السخنة بمحاولة ابنه حرق شقيقاته خلال نومهن، وعندما تمكن الوالد من الإمساك به وتقييد حركته، صدمه بقوله إنه سيحرقه هو الآخر، وإنه يقوم بذلك تنفيذاً للمطلب رقم 36 للعبة «الحوت الأزرق».

هذه اللعبة هي لعبة إلكترونية تتألف من 50 مهمة وتستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً. إلا أنه يمكن للأكبر سناً ممارستها، فبعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي F57 أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

بعد ذلك، يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة.

اقرئي: إشارات تكشف أن طفلك يعاني من الحركة المفرطة

وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.

وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى «حوت أزرق». وعقب كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون الذي يطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة. وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .

اقرئي: انتبهي! مشاهدة البرامج الرياضية قد تصيب أولادك بالسمنة… إليك السبب

كيف نحمي أطفالنا من خطر هذه اللعبة؟

تقول الاختصاصية الاجتماعية خلود شعبان: «يجب على الأهل مراقبة التطبيقات التي يحمّلها أبناؤهم وتحذيرهم من مغبة الوقوع فريسة هذه الألعاب التي لا تعود عليهم بأية فائدة بل على العكس تؤذيهم وتؤثر سلباً على استقرارهم النفسي».

كما طالبت المدارس والأساتذة بضرورة الانتباه ومراقبة التلاميذ عند ملاحظة أي تغيير في سلوكياتهم اليومية كالميل نحو الوحدة والعنف ومحاولة دمجهم من جديد مع رفاقهم.

من جهة ثانية، يجب أن تقوم الوزارات المختصة بملاحقة القيمين على اللعبة ومنع تحميلها ومعاقبة من يقوم بذلك.

 
شارك