الغذاء النباتي إيجابي أم سلبي؟

تسمعين كثيراً عن النظام الغذائي النباتي، وبالنسبة إليك لا يعني سوى الاستغناء عن اللحوم. ولكن ما هو هذا النظام فعلاً؟ ما هي الأنواع التي تندرج ضمنه؟ وكيف يتأرجح بين السلبيّات من جهة والإيجابيّات من جهة ثانية؟

أخبرتك إحدى صديقاتك أنّ النظام الغذائي الذي تتّبعه نباتي، ودائماً ما تتساءلين عن الأسباب التي تدفعها إلى ذلك وتطرحين على نفسك تساؤلات كثيرة: ما هو النظام الغذائي النباتي تحديداً؟ هل يعني عدم تناول اللحوم وحسب أم ثمّة أنواع متعدّدة منه؟ وهل يميل أكثر إلى السلبيّة أم الإيجابيّة؟ في ما يلي، ستجدين الإجابات على تساؤلاتك هذه وستدخلين أكثر عالم النظام الغذائي النباتي.

ما هو النظام الغذائي النباتي؟

النظام الغذائي النباتي هو ذلك المجرّد من أيّ مأكولات وأطعمة مصدرها الحيوانات، ونذكر منها اللحوم والبيض والأجبان والألبان.

اقرئي: لا الجراحة ولا التمارين ولا الحمية تحارب البدانة

لماذا يختار البعض هذا النظام؟

يميل كثيرون إلى اتّباع النظام الغذائي النباتي لدوافع عدّة كالأغراض البيئيّة مثلاً أو رغبة في تحسين صحّتهم وتعزيزها.

هل يتفرّع إلى أنواع مختلفة؟

لا يشمل النظام الغذائي النباتي نوعاً واحداً من الأنظمة، بل أنواعاً متعدّدة، وفي ما يأتي نذكر الأكثر شيوعاً منها:

- النظام الغذائي النباتي المرتكز على الأطعمة الكاملة: وتتناولين فيه مجموعة كبيرة من الأطعمة النباتيّة الكاملة، كالفاكهة والخضار والبقوليّات، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبذور والمكسّرات.

- النظام الغذائي النباتي الخام: ويعتمد على الخضار والفاكهة والمكسّرات والبذور والأطعمة النباتيّة المطبوخة على درجة حرارة لا تتعدّى الـ48 درجة مئويّة.

- النظام الغذائي النباتي قليل الدسم أو المرتكز على الثمار: ويعرف أيضاً بنظام 80/10/10، ويحدّ من تناول الأطعمة النباتيّة الغنيّة بالدهون كالأفوكادو والمكسّرات ليركّز بدلاً منها على الخضار الخفيفة والفاكهة النيئة.

- النظام الغذائي النباتي المرتكز على النشويّات: ويعرف باللغة الإنكليزيّة بـStarch Solution وهو قليل الدسم ومنخفض الكربوهيدرات ويقوم على تناول النشويّات المطبوخة كالبطاطا والأرزّ والذرة بدلاً من الفاكهة.

- النظام الغذائي النباتي الخام حتى الرابعة: وهو مستوحى من نظام النشويّات والنظام قليل الدسم. وعند اتّباعه، يتوقّف الفرد عن استهلاك الأطعمة الخام بعد الساعة الرابعة، ليتناول وجبة نباتيّة مطبوخة عند العشاء.

- النظام الغذائي النباتي المرتكز على الوجبات السريعة: وهو نظام يفتقر إلى الأطعمة الكاملة ويركّز بشكل أساسي على الأجبان والبطاطا المقليّة والحلويات النباتيّة.

المزيد: هذه هي أسرار رشاقة خطيبة الأمير هاري

تجنّب أمراض القلب

إذا قالت لك إحداهنّ إنّ النظام الغذائي النباتي يقي الإنسان من الإصابة بأمراض القلب، لا تتفاجئي فالأمر صحيح. فقد أجرت الجمعيّة الأميركيّة للتغذية ASN دراسة أكّدت فيها أنّ نسبة أمراض القلب أقلّ لدى النباتيّين مقارنة بغير النباتيّين.

المساعدة في خسارة الوزن

غالباً ما يتمتّع النباتيّون بأوزان أقلّ من غير النباتيّين، ويرتبط ذلك بعاملين: الأوّل هو أنّهم يتّبعون حياة صحيّة بشكل عام أي يمارسون مثلاً الرياضة يوميّاً وينتبهون إلى نوعيّة طعامهم وإلى الخطوات التي يقومون بها فلا تضرّ بصحّتهم العقليّة أو الجسديّة. أمّا العامل الثاني، فهو ابتعادهم عن اللحوم وأيّ أطعمة ذات مصدر حيواني، ما يعني دهوناً مشبّعة أقلّ (إذ تتواجد عادة في اللحوم والبروتينات) وسعرات حراريّة أقلّ وأليافاً أكثر تضمن الشعور بالشبع والامتلاء. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من القول إنّ النباتيّين يحافظون على مؤشّر منخفض لدليل كتلة الجسم أو BMI مقارنة بغير النباتيّين.

الحفاظ على نسبة سكّر معتدلة

يساعد النظام الغذائي النباتي في الحفاظ على معدّل صحّي لنسبة السكّر في الدمّ، كما ويقي الإنسان من الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني، وذلك بحسب دراسات متعدّدة أجريت في هذا المجال، مع الإشارة إلى أنّ السبب يكمن في النسبة العالية من الألياف التي تدخل الجسم.

اقرئي أيضاً: فوائد الميّة… كثيرة كثيرة

منافع متعدّدة على الصحّة

بالإضافة إلى ما سبق وذكرناه، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأبحاث أكّدت أنّ للغذاء النباتي فوائد أخرى كثيرة على صحّة الجسم، أبرزها:

- التخفيف من خطر الإصابة بالسرطان، وذلك بنسبة 15% تقريباً.

- الحدّ من أعراض التهاب المفاصل كالآلام والورم وغيرهما.

- الحفاظ على وظائف الكلى.

- إبعاد خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

ولكن، تجدر الإشارة إلى أنّ نتائج الدراسات والأبحاث ترتكز على تقييمات واختبارات تجريبيّة، غير أنّها لا تؤكّد تماماً أنّ كل من يتّبع نظاماً غذائيّاً نباتيّاً لا يصاب قطّ بالسرطان أو الزهايمر أو غيرهما.

من المنظار السلبي
نقص العناصر الغذائيّة

يعاني النباتيّون عادة من نقص في بعض العناصر الغذائيّة الضروريّة للجسم منها:

- الفيتامين B12 المهمّ لوظائف خلايا الجسم والدماغ الضروريّة للحفاظ على صحّة جيّدة.

- الأحماض الأمينيّة، وهي أساسيّة لصحّة العظام.

- الحديد والكالسيوم الضروريّان أيضاً للحفاظ على صحّة الجسم.

الحدّ من الآثار السلبيّة

إن اخترت اتّباع نظام غذائي نباتي، لا بدّ من تخفيف الآثار السلبيّة والمخاطر التي تنعكس على صحّتك، وذلك من خلال الخطوات الآتية:

- التركيز على المأكولات الغنيّة بالعناصر الغذائيّة بدلاً من الأغذية المصنّعة والوجبات السريعة.

- التركيز على المأكولات المطبوخة للمساعدة على امتصاص الحديد والزنك.

- إضافة الأعشاب البحريّة أو الملح المعالج باليود إلى الأغذية لضمان الحصول على الكميّة الضروريّة من اليود.

- تعزيز صحّة الجسم من خلال الحبوب الغنيّة بالمغذّيات والمكمّلات، لا سيّما العناصر التي يفتقد إليها الجسم حين لا تدخل إليه سوى الأطعمة النباتيّة. ولا بدّ من الإشارة إلى ضرورة استشارة اختصاصيّة أو طبيبة لتحديد الكميّة اللازمة من هذه الحبوب.

- استشارة اختصاصيّة تغذية لوضع برنامج طعام نباتي يناسب عمرك وأسلوب حياتك وصحّة جسمك بشكل عام.

ماذا عن المرأة الحامل؟

يفضّل ألّا تتّبع المرأة الحامل نظاماً غذائيّاً نباتيّاً لأنّها تحتاج إلى العناصر الغذائيّة جميعها لتحافظ على صحّتها وصحّة جنينها. ولكن، في حال كانت المرأة نباتيّة في الأصل، ننصحها باستشارة اختصاصيّة تغذية تساعدها في تحديد الأطعمة والمأكولات الواجب تناولها لضمان تزويد الجسم بكلّ ما يلزمه من مغذّيات وفيتامينات.

 
شارك