دليلك لتطلقي علامة خاصة بك
ما الذي يمنعك من إطلاق علامة تجاريّة خاصة بك؟ لا شيء. فمع موجة المؤثّرين والمؤثّرات على مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، بات الانتشار أمراً سهل المنال. فما هي إذاً الأسس التي لا بدّ من الارتكاز عليها لإطلاق علامتك الخاصة؟
قد تستهويك فكرة إطلاق علامة تجاريّة خاصة بك لتعبّري من خلالها عن مهاراتك وقيمك وشخصيّتك وتنقليها إلى العالم. غير أنّك تخشين أيضاً هذه الفكرة، خوفاً من الوقوع في فخّ الفشل ونظراً للعقبات التي قد تواجهينها، لا سيّما في الفترة الأولى.
ولكن، لتتحوّلي عن هذا الخوف، يكفي أن تجولي مواقع التواصل الاجتماعي وأن تستذكري السنوات الأخيرة الماضية لتدركي مدى الانتشار الذي يلقاه المؤثّرون سواء في العالم العربي أو العالم.
انطلاقاً من ذلك، تعلمين أنّ لا شيء مستحيل وأنّه يمكن تحقيق الشهرة بخطوات مدروسة. لذا، نقدّم لك في ما يأتي دليلاً لإطلاق علامة تجاريّة خاصة بك.
اختيار الاسم
لا يكون اختيار الاسم الخاص بعلامتك التجاريّة عشوائيّاً، إذ لا بدّ أوّلاً أن يعكس شخصك. وسواء اخترت اسمك اسماً لعلامتك أو استوحيت اسمها من عنصر ما له أهميّة خاصة بالنسبة إليك، تذكّري أنّ علامتك هي المرآة التي ستعكس قدراتك والرابط بينك وبين العالم من حولك.
اقرئي: المساواة بين الجنسين تعود إلى الواجهة
تحديد المجال
لا شكّ في أنّك ستطلقين علامتك في مجال معيّن يستهويك أو مجال تمعّنت فيه من خلال الدراسة أو العمل. ولتحديد المجال المناسب، لا بدّ لك من التفكير في نقاط القوّة والقدرات التي تتمتّعين بها. بالتالي، لن يكون الفشل حليفك إذ تكونين على دراية تامّة بكل ما يتعلّق بهذا الحقل أو ذاك.
تعريف مصغّر
لا بدّ لك من وضع تعريف مصغّر لعلامتك، على أن ترتكزي في ذلك إلى عنصرين أساسيّين هما:
- اختيار وصف يتناسب مع هويّة العلامة الخاصة والفريدة ومع أهدافها.
- اختيار وصف يجذب العملاء إلى علامتك وخدماتها و/أو منتجاتها.
ويمكن أن يقتصر هذا التعريف على شعار بسيط تستخدمينه أيضاً على حسابات العلامة جميعها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى البطاقات الخاصة بك. وننصحك أيضاً في هذا الصدد أن تختاري الكلمات والعبارات السهلة والبسيطة، من دون تكلّف أو تعقيد. فالهدف يبقى التواصل مع العملاء بطريقة سهلة وقريبة إلى قلبهم.
تصميم الشعار
بعد اختيار الاسم والعمل على التعريف المصغّر لعلامتك، لا بدّ من التفكير في تصميم الشعار أو الـLogo. ولهذه الغاية، استعيني باختصاصي يساعدك في تحديد الألوان المناسبة والخطّ الأفضل، وذلك وفقاً لهويّة علامتك. وتأكّدي أنّك في الحالات جميعها تعبّرين عن الأسلوب الفريد الذي ستنطلقين به إلى السوق من دون التشبّه بالآخرين.
المزيد: ثقة العملاء ورضاهم أساس النجاح المهني
تعزيز القدرات الذاتيّة
بعد التفكير في نقاط القوّة والقدرات التي تميّزك، لا بدّ لك أن تعملي باجتهاد لتعزيزها وتقويتها. اطّلعي على أجدد المعلومات في مجالك وثابري على حضور مؤتمرات وصفوف تفيدك. ولا تكتفي من التعلّم، إنّما احرصي دائماً على التقدّم والتطوّر على الصعيد الذاتي لتتمكّن علامتك من التأقلم مع احتياجات العصر. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ لنا أن نشير إلى أهميّة تعزيز القدرات لتكوني بدورك مثالاً تحتذي به الأخريات اللواتي يرغبن أيضاً في إطلاق مشاريع خاصة بهنّ.
خطّ مميّز وفريد
تعلمين طبعاً أنّ المنافسة في السوق تزداد يوماً بعد يوم، ما يعني أنّه على العلامة الجديدة التي تمّ إطلاقها حديثاً تزويد العملاء بما لا يملكونه. لذلك، ضعي لعلامتك خطّاً فريداً ومميّزاً لا يشبه سواه ولا تنجرّي في التيار من حولك، بل افعلي ما ترغبين فيه فعلاً، فالأسلوب المميّز وحده يجذب العملاء إليك ويدفعهم إلى شراء ما تقدّمه علامتك.
منصّة إلكترونيّة
بات العالم الإلكتروني جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا. لذلك، وبالتزامن مع إطلاق علامتك التجاريّة، لا بدّ لك أن تخصّصي لها منصّة إلكترونيّة، أي موقعاً إلكترونيّاً يحمل اسم علامتك. ومن خلاله، تعرّفين العملاء على العلامة وتطلعينهم على المنتجات والخدمات التي توفّرها. وننصحك باختيار مقاربة بسيطة تسهّل دخولهم إلى الموقع وتصفّحه. بالإضافة إلى ذلك، أنشئي حسابات للعلامة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مع ضرورة تحديث المواد التي تتشاركينها مع الآخرين باستمرار.
المشاركة الفعّالة
لا يكفي أن تفتحي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرضي صوراً لمنتجاتك وحسب، بل لا بدّ لك من التواصل مع عملائك. كيف؟ لنعتبر أنّك تطلقين علامة تجاريّة لمستحضرات الماكياج ومنتجات العناية بالبشرة. لا تكتفي بتنزيل صور لمجموعاتك وحسب، إنّما اعملي أيضاً على مقاطع فيديو تتكلّمين فيها عن كيفيّة تطبيق هذا المنتج أو ذاك وتقدّمين نصائح مفيدة لتحقيق أقصى استفادة من مستحضراتك. كما يمكنك تحقيق التواصل الفعّال مع العميلات من خلال إتاحة الفرص لهنّ لطرح أسئلة تراودهنّ لتجيبي عليها في ما بعد عن طريق الفيديو. بالإضافة إلى ذلك، خصّصي قسماً من الموقع الإلكتروني تقدّمين فيه دليلاً لاستخدام كل منتج، مع تخصيص جزء آخر تعبّر فيه العميلات عن رأيهنّ بما جرّبنه.
القيم والأولويّات
عند إطلاق علامتك التجاريّة، كوّني صورة واضحة عن أهدافك الشخصيّة والمهنيّة، سواء على المدى القصير أو الطويل. فهذا يساعدك في تحديد أولويّاتك والالتزام بها في الخطوات القادمة. علاوة على ذلك، تمسّكي بقيمك واجعليها ركيزة كل قرار تتّخذينه وكل خطوة تقومين بها.
اقرئي أيضاً: كيف تصيرين مدوّنة ناجحة في «السوشيال ميديا»؟
متّسع من الوقت
لا يتحقّق الانتشار بين ليلة وضحاها، فإطلاق علامة تجاريّة يصطدم بعدّة عقبات وصعوبات، لا سيّما أنّك تحتاجين إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وإلى إقناعهم بضرورة اختيار ما تقدّمينه من منتجات. لذلك، لا تيأسي وثابري على التقدّم مهما عاكستك الظروف وفكّري في غد أفضل دائماً. بهذه الطريقة، ستدفعين نفسك إلى التقدّم والتحسّن من دون توقّف.
رأس المال
قد تكون الأحلام والطموحات كثيرة، غير أنّه لا بدّ لنا من صعود سلّم النجاح درجة درجة. لذلك، عليك أن تفكّري في رأس المال الذي تمتلكينه لإطلاق علامة تجاريّة خاصة بك. فخطوة كهذه ضروريّة لتعلمي حدودك في تنويع المنتجات وإنتاج الكميّات وإطلاق الحملات الإعلانيّة. وإن تروّيت، إن أمكننا القول، تأكّدي من أنّك ستحصدين ثمرة أتعابك من دون التعثّر بأيّ عقبة ماليّة.
العملاء الهدف
اختاري لعلامتك شريحة العملاء التي ترغبين في التوجّه إليها، فهذا يساعدك على تركيز وجهة منتجاتك ورغباتك التي ستلبّي من دون شكّ احتياجات السوق كما وستعزّز فعاليّة علامتك.
علاقات طويلة الأمد
بعد تحديد شريحة العملاء التي ترغبين في التوجّه إليها، لا بدّ لك في التفكير في بناء علاقات طويلة الأمد معهم. لذلك، لا تعدي بما قد تعجزين عن تحقيقه، إنّما تسلّقي السلم درجة درجة. بهذه الطريقة، لن يشعر العملاء بالخيبة يوماً، لا بل سيتفاجؤون في كل مرّة تكشفين لهم عن جديدك. ولا تنسي أن تلتزمي دائماً بالهويّة والقيم التي وضعتها لعلامتك، وذلك لتضمني الحفاظ على العملاء واستقطاب آخرين جدد في كل مرّة.
بعيداً عن التكرار
على الرغم من ضرورة الالتزام بهويّة علامتك وقيمها، لا بدّ لك من تجنّب التكرار والابتعاد عنه تماماً. فمن منّا لا تبحث عن الجديد المميّز باستمرار؟! لذلك، اسعي دائماً إلى الابتكار والإبداع ليزداد تميّزك في كل مرّة. ومع كل خدمة تطلقينها أو منتج تكشفين عنه، وجّهي رسالة جديدة عن موضوع هامّ بالنسبة إليك.
المطالعة
لا ضير من مطالعة الكتب والمقالات التي تساعدك وتقدّم لك النصائح في ما يتعلّق بدراسات السوق واحتياجاته وكيفيّة تحديد هويّة خاصة لعلامتك وكل ما تتساءلين عنه لإنجاز هذه الخطوة. كما واطّلعي على ما كتبه أو قاله آخرون مرّوا بالتجربة ذاتها وخذي نصائحهم في الاعتبار.
أخذ القضايا الاجتماعيّة في الاعتبار
لا يكفي أن تكون لعلامتك هويّة وقيم، بل لا بدّ أيضاً أن تشاركي من خلالها في دعم عدد من القضايا الاجتماعيّة. لنأخذ شهر أكتوبر، شهر التوعية من سرطان الثدي، على سبيل المثال. فخلال هذه الفترة من العام، لا تتردّدي في إظهار دعمك لهذه القضيّة على حسابات علامتك وفي تشجيع العملاء على التعبير عن دعمهم أيضاً.
الانتشار الإعلامي
من الأمور الأساسيّة التي لا بدّ لك أن تفكّري فيها عند إطلاق العلامة التجاريّة الخاصة بك في أيّ مجال كان السعي إلى الانتشار الإعلامي، لا سيّما أنّ الوسائل الإعلاميّة هي صلة الوصل بينك من جهة وبين العملاء الهدف من جهة ثانية. لذلك، لا ضير من تخصيص فعاليّة للجهات الإعلاميّة ودعوتها للتعرّف على علامتك ومنتجاتها و/أو خدماتها. بذلك، يتاح للإعلام التكلّم عن مشروعك الجديد، ما يحفّز الجمهور على تجربة ما تقدّمه العلامة.
التفكير في التطوّر
فيما تطلقين علامتك الخاصّة، لا تفكّري في ما تبنينه اليوم أي في اللحظة ذاتها، بل فكّري أيضاً في الغدّ وفي المستقبل. فالتطوّر والتقدّم هما جزء لا يتجزأ من العلامة التجاريّة التي تنشئينها. لا يكفي مثلاً أن تختاري موقعاً إلكترونيّاً يعرّف عن خدماتك ويعرض منتجاتك، بل اعمدي أيضاً إلى التفكير في الطريقة التي ستجذبين فيها العملاء في ما بعد، أي طريقة التعبئة مثلاً وإيصال المنتجات إلى الزبائن مباشرة. والحال نفسه بالنسبة إلى التفاصيل الأخرى، مع ضرورة أخذ احتياجات السوق في الاعتبار على الدوام وإمكانيّة تبدّلها.