أمهات وأطفال

لينا أيوب: لهذه الأسباب طفلك يريد الربح دائماً

هل يرفض طفلك الخسارة ويريد أن يربح دائماً؟ هل تلاحظين أنه يبكي إذا تغلب عليه أحد أصدقائه أثناء اللعب؟ لنساعدك على اكتشاف سبب ذلك التقينا الاختصاصية النفسية والاجتماعية لينا أيوب.

اقرئي: علامات لا تعرفينها تكشف مشاكل النظر لدى طفلك… تعرّفي عليها

ما الدوافع النفسية التي تجعل الطفل يرفض الخسارة ويرغب دائماً في الربح؟

يعتبرتشجيع الطفلعلى بذل الجهود من أجل بلوغ الأهداف من الأمور المهمة بل الضرورية التي عليك القيام بها. ومن المهم أيضاً أن تعبري عن فخرك بما حققه. ولكن انتبهي، قد يكون هذا سببًا لجعل طفلك لا يتقبل الخسارة أبداً.

أما أبرز الأسباب التي تجعله يريد أن يكون الرابح دائماً، فمنها ما يسمى «تربية طفل البطولات». ويعني هذا وعده بأفضل المكافآت ومطالبته بالحصول على أعلى النتائج. وهذا يحمّله في المرحلة العمرية المبكرة عبئآ نفسيً وينمي لديه الشعور بحتمية الفوز وعدم الرضى بالهزيمة.

لهذا السبب أحذر الأهل من النتائج النفسية السلبية لرغبتهم المستمرة بفوز طفلهم وحصوله على المراكز الأولى. فمن الضروري مراقبة سلوكه في إطار المنافسة ومساعدته على فهم أسباب الخسارة بدلاً من توبيخه وإلقاء اللوم عليه.فالتوبيخ يدفعه إلى التنصل من الخسارة باختلاق الأعذار والجدل أو إلقاء اللوم على زملائه أو انتقاده الدائم لقدراتالمدربوالمعلم…

اقرئي: الأوساخ تحمي طفلك من الأمراض… اكتشفي كيف

كيف يؤثر هذا على شخصيته في المستقبل ؟

الفوزوسيلة للتحكّم بكل شيء

في مرحلة معيّنة، تدفع  الخسارة الطفل إلى الشعور بالخوف. وقد يقوم بردّ فعل عنيف. لذا يُفضّل أن يذهب الوالدان إلى أبعدمن مجرّد محاولة تهدئة غضبه.عليهما أن يحاولا العثور على مصدر الخوف الداخلي الذي يدفعه إلى رفض الخسارة ومساعدته على تجاوزه.وهكذايعود بسرعة إلى حياته المعتادةليتحكم بكل شيء، فيلعب دور القائد من اختيار لائحة الطعام إلى اللعبة التي سيشارك فيها مع أفراد العائلة أو الأصدقاء. فهذا يجعله يشعر بأمان أكبر في عالمه ويسيطر علىمخاوفه.

الخسارة من أمور الحياة الأساسية

في عامه الرابع أو الخامس يبقى الطفل عالقاً في عالمه السحري، أي أنه يريد أن يحصل على كلّ ما يفكّر به أو يريده… وهكذا تكون الرغبة في الفوز وسيلة ليعبّر من خلالها عن عنف «إيجابي». وهذا يدفعه إلى الركض السريع لتجاوز الجميع مثلاً. ولكنه مع مرور الوقت، سيتعلّم أنه لن يكون الأول دائماً.

اقرئي: إشارات تكشف أن طفلك يعاني من الحركة المفرطة

اللعب يهدف إلى التسلية أولاً

ليبقى اللعب وسيلة للتسلية بالنسبة إلى طفلك، عليك أن تذكّريه دائماً بأن الفوز هو هدف الجميع أيضاً. قولي له مثلاً: « تذكّر أن إخوتك وأخواتك لن يسمحوا لك بالفوز. فهم أيضاً لا يريدون الخسارة. فإذا كنت تريد أن تربح، عليك أن تلعب جيداً». وبهذه الطريقة، سيعرف أن عليه الحفاظ على رباطة جأشه وإن خسر.

ولكن، كيف يمكنك أن تطمئنيه؟ ذكريه دائماً بأن هذه مجرد لعبةوأنه إذا خسر لن يخسر أي شيء فعلياًوأنك ستحبينه دائماًوأن شيئاً من حوله لن يتغير. كما يجب أن تصرّي دائماً على أن اللعب يهدف إلى التسليةوأن الجميع يمكن أن يكون رابحاً أو خاسراً.

 

ما الخطوات التي يجب أن يقوم بها الأهل في هذا السياق؟

1- تدريب الطفل على تحمل الضغوط

ينبغي تعويد الطفل على تحمل الضغوط البسيطة التي تتناسب مع عمره، مثل تأجيل الاستجابة لمطلب يلح عليه لتعليمه الصبر وتحمل الانتظارأو إخباره بأن عليه إنجاز عمل معين لتحقيق هذا المطلب، فهذا التدريب يغرس فيه القدرة على التحمل والصبر عموماً. وبالتالي سينمي لديه القدرة على تحمل الخسارة وتقبل نتائجها.

اقرئي: انتبهي! مشاهدة البرامج الرياضية قد تصيب أولادك بالسمنة… إليك السبب

2- المشاركة في الألعاب الجماعية 

من خلال الألعاب الجماعية يستطيع الوالدان أن يعلما الطفل الكثير من المفاهيم الاجتماعية ومنها قبول الهزيمة بروح رياضيةوذلك من خلال الثناء على أداء زملائه بخاصة إذا كانوا خاسرينثم الثناء عليه هو أيضاً. ومن المفيد جداً أن يتحاورا معه في حال خسارته وجعله يتذكر أن إجادته للعب ومشاركته زملاءه أمر مهم بذاته.

3- مشاركته اللعب

من المهم أن يشاركه أحد والديه الألعاب التي يحبها مثل ألعاب الكمبيوتر أو غيرها،علىأن يسمح له بأن يهزمه بفارق بسيط. والأفضل أن يظهر جديته في اللعب وحرصه على الفوز. وهكذا سيفهم الطفل أن الحياة تحتمل الربح والخسارة.

4- استثمار مواقف الحياة

لتأكيد معنى المكسب والخسارة، على الوالدين استثمار بعض المواقف التي تحدث في الحياةوالتي يبدي الطفل تجاهها اهتماماً واضحاً كأن تهزم إحدى الفرق أثناء متابعته لمباراة رياضية. وفي هذه الحال عليهما لفت انتباه الصغير إلى الروح الرياضية التي تحلى بها لاعبو الفريق المهزوم.وهذا سينعكس على حكمه على مواقف الحياة المختلفة.

اقرئي: 4 تمارين سهلة يمكنك ممارستها وأنت تحملين طفلك

5- رواية بعض القصص

ما يساعد الطفل على قبول الهزيمة بروح رياضية أن يحكي له الوالدان بعض القصص التي يفوز بطلها في بعض المواقف ويخسر في مواقف أخرى. ومن الضروري التشديد على قدرة الأخير على التعامل مع الهزيمة من دون غضب أو انفعال.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية