الدكتور نبيل عطاالله: هذا هو العمر المناسب ليحمل طفلك الهاتف الجوال

في عصر التواصل الاجتماعي أصبح الهاتف الجوال جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. حتى الأطفال باتوا يطالبون بالحصول على أجهزتهم الخاصة. ولكن هل من الصائب الاستجابة لطلبهم؟ وفي أي مرحلة عمرية؟

اقرئي: الثقة والقوّة والإرادة صفات أورثيها لابنتك

لم يعد بإمكانك التخلي عن الهاتف الجوال في أي وقت. ومن البديهي أن يرغب طفلك في استخدام هذا الجهاز المتوفر في كل مكان. ولكن متى تسمحين له بذلك من دون أن تعرضي قدراته الذهنية والنفسية للخطر؟ وكيف تحصنينه من ارتداد خدمات هذا الهاتف مثل الألعاب والفيديوهات ووسائل التواصل سلباً عليه؟ إذا أردت أن تعرفي الإجابة على هذه التساؤلات المهمة، ليس عليك سوى الاطلاع على آراء الاختصاصيين.

طفلك في عالم الشاشات

موقع «هيا» طرح السؤال على المعالج النفسي حسب مدرسة الغيشتالت Gestalt الدكتور نبيل عطالله، الأستاذ المحاضر ورئيس قسم المعلوماتية الطبية في جامعة USJ في بيروت والأستاذ المحاضر في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية. فقال: «لا يمكننا الحديث عن الهواتف الجوالة من دون التطرق إلى موضوع الشاشات عموماً، من التلفزيون إلى الألواح الذكية وصولاً إلى الكومبيوتر».

اقرئي: 7 تطبيقات لياقة للأهل العاملين…فيديو

وتابع: «التلفزيون يجعل الطفل يعيش في ما يشبه حالة التنويم المغناطيسي خصوصاً إذا لم يتجاوز بعد عامه الثاني. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أنه يركز في هذه الحالة على استخدام الجزء الأيمن المسؤول عن العاطفة من دماغه فيما يبقى الجزء المسؤول عن المنطق والتحليل غير ناشط. إذاً، فالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة الصغيرة يجعله مع مرور الوقت يفتقد القدرة على التحليل والتفكير المنطقي والانتقاد والتقييم. وهذا يعني أنه يصبح تبعياً».

ونقل ما توصلت إليه بعض الدراسات التي أجريت في القرن الـ20 إذوجد الباحثون أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر من ساعتين يومياً يواجهون صعوبات في الكلام والنطق والتركيز كما يعانون من زيادة الوزن وضعف القدرات الاجتماعية.

ألعاب الفيديو

رأى عطالله أن ألعاب الفيديو التي يمكن للطفل الوصول إليها من خلال الهاتف الجوال والألواح الذكية تشكل خطراً عليه لأنها قد تتحول إلى إدمان. والسبب برأيه هو أنها تشكل ملجأ يفر إليه من الحياة الواقعية وتمنحه الشعور بفرح الانتصار والفخر.

اقرئي: تعزيز مهارات التواصل لدى طفلك

أما الخطورة الأكبر التي تنطوي عليها فوصفها الاختصاصي بقوله: «تتضمن الكثير من هذه الألعاب مشاهد وأحداثاً عنيفة. وهي تغذي لديه الشعور بعدم الشفقة. وهكذا يصبح غير قادر على التعاطف مع الآخرين على أرض الواقع ويعاني من خلل في العلاقات اليومية والعاطفية. وقد أكدت بعض الدراسات أنه يصبح في هذه الحالة عدوانياً».

الألواح الذكية

نبه الدكتور عطالله الأهل إلى عدم إتاحة استخدام هذه الألواح لأطفالهم في حال لم يتجاوزوا عامهم الثالث وإن كانت تنطوي على ناحية تربوية وتعليمية. فهذه الوسائل قد تسبب معاناتهم من صعوبة في النطق.

وماذا لو أصر الطفل على ذلك؟ «10 دقائق في الأسبوع فقط تعتبر كافية» يقول مضيفاً: «أما بعد تجاوزه هذه السنّ (بين 3 و6 سنوات) فيمكنه استخدام الألواح الذكية أو «التابليت» ولكن لمدة لا تزيد على ساعة يومياً وبمصاحبة شخص راشد. والأفضل ألا يشاهد مقاطع الفيديو باستثناء تلك التي تعلمه ممارسة الرياضة مثلاً. وكل ما هو عنيف ممنوع. وهذا ينطبق أيضاً على الألعاب مثل سباقات السيارات السريعة».

اقرئي: مخاوف من ازدياد سمنة الأطفال في الإمارات

بين 6 و13 عاماً

في هذه المرحلة العمرية يمكن السماح للطفل باستخدام مختلف أنواع الأجهزة مثل التلفزيون والألواح الذكية وألعاب الفيديو لمدة ساعة و30 دقيقة يومياً. لكن من غير الصائب دعوته للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهي ، برأي الدكتور عطالله، عالم مفتوح لا يمكن إخضاعه لأي نوع من الرقابة.

كذلك، حذر الأهل من ارتكاب خطأ شراء هاتف ذكي لأطفالهم الذين لم يتجاوزوا سنّ الـ9 سنوات. لكنّه ذكّر بأنه يمكن الاكتفاء بتقديم هاتف قديم الطراز لهم. أما إذا اجتاز الطفل عتبة الـ9 سنوات من دون أن يزيد عمره عن 13 عاماً، فيمكنه استخدام الشاشات ومنها الهاتف الجوال، لمدة ساعتين يومياً كحد أقصى.

اقرئي: لهذه الأسباب يحبّ طفلك التنكر

كذلك يمكن السماح له، بحسب الاختصاصي، بالمشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد لا يحتاج إلى المراقبة في حال كان يعيش في بيئة أسرية واجتماعية سليمة توفر له الحصانة وتحميه من الوقوع في الأفخاخ والتعرض لخطر المؤثرات المختلفة. وأخيراً، نصح الأهل بضرورة استشارة الاختصاصي النفسي بين الحين والآخر.

 
شارك