هل تعانين من الصداع النصفي أو ألم الرأس المعروف باسم داء الشقيقة؟ أياً تكن إجابتك اعلمي أنه يفوق أوجاع الرأس العادية حدة. كما أنّه يصيب امرأة من كل 6 نساء على فترات منتظمة إلى حدّ ما. لكن ما الذي يحدث في فترة الحمل؟ هل تتفاقم المشكلة أم العكس؟
اقرئي: لهذه الأسباب يحبّ طفلك التنكر
الأسباب
لم تتضح حتى الآن الأسباب الدقيقة التي تسبب ألم الصداع النصفي أو الـMigraine. إلا أن الخبر السار الذي تنتظرينه هو أن هذا الألم يتراجع غالباً في فترة الحمل. هذا ما اشار إليه طبيب التوليد والجراحة النسائية والعقم الدكتور بول بركات.
وقال لـ”هيا”: “عادة يتراجع حدوث نوبات الصداع النصفي لدة النساء الحوامل ولا تعاني منه في هذه المرحلة سوى قلّة قليلة منهن. وفي هذه الحالة لا بدّ لنا من التمييز بين الصداع النصفي والصداع العادي. فمن الضروري الانتباه إلى مسببات الصداع النصفي والتي تختلف بين حالة وأخرى ومنها تنشق الروائح الكريهة أو التعرض المكثف لأشعة الشمس أو غير ذلك”.
اقرئي: الغثيان الصباحي خلال الحمل علامة جيدة… إليك السبب
العلاج
إذاً يتراجع احتمال إصابتك بألم الصداع النصفي في فترة الحمل. لكن كيف تتصرّفين في حال فاجأك هذا الألم؟ في هذه الحالة لا تقومي بأيّ خطوة قبل استشارة الطبيب. وعن العلاج الذي قد يقترحه عليك الأخير قال بركات: “يرتبط هذا بمرحلة الحمل. ونبدأ عادة بإعطاء الحامل أحد الأدوية الخفيفة المعروفة. وقد ننتقل بها إلى مرحلة علاج أقوى في حال لم يعط الدواء الأول أي نتيجة. وهكذا نطلب منها تناول أدوية التهابات محددة. أما إذا لم يؤد كل ذلك إلى شعورها بالارتياح، فعليها تناول دواء الصداع النصفي التقليدي”.
كذلك نصح المرأة الحامل بالخضوع لجلسات تدليك لرقبتها في حال بدأت تعاني من نوبات الصداع النصفي. كما أشار عليها باللجوء إلى تقنية التدليك Osteopathy التي تساعدها على التخلص من التشنجات وخصوصاً في رقبتها وكتفيها.
اقرئي: تعزيز مهارات التواصل لدى طفلك
تأثيرات جانبية
ربّما تطرحين السؤال عن تأثير علاج الصداع النصفي على حملك وصحة جنينك. وهذا أمر طبيعي. لكن الطبيب يطمئنك، لافتاً إلى أن هذه العلاجات لا تؤثر سلباً على حملك. وذكّر بأن دواء الـMigraine التقليدي هو الخطوة الأخيرة التي يمكن القيام بها. ونبّه إلى أنه من غير الصحي تناول كمية كبيرة من الأدوية المضادة للالتهابات أثناء الحمل، داعياً إلى استشارة الطبيب قبل القيام بأي خطوة لأن بعض الأدوية قد تحتوي على “الكوديين” الذي يُمنع تناوله بجرعات كثيرة في هذه المرحلة.
اعتقادات خاطئة
كما هي الحال بالنسبة إلى الكثير من الأمراض، ليس غريباً أن تتداول النساء اعتقادات خاطئة حول الصداع النصفي. وفي هذا الصدد أشار الدكتور بركات إلى أن أبرز أسئلتهن تتمحور حول إمكانية تراجع نوبات الألم وتأثير الأدوية على الحمل.
اقرئي:المشروبات المحلّاة تبعد عنك الأمومة
وأضاف: “كذلك لا تميّز الكثيرات بين الصداع النصفي وآلام الرأس العادية المزمنة. فهذه الآلام قد تحدث في بداية الحمل بسبب هبوط الضغط وعدم القدرة على تناول الطعام نتيجة الشعور بالغثيان. وفي حال استمرار هذه الأعراض مع مرور الوقت، فإن الحالة تحتاج إلى متابعة طبية منعاً لتفاقمها ولحدوث التسمم لدى المرأة الحامل”.
نصائح مهمة
لا شكّ في أنّك تريدين تجنب حدوث نوبات الصداع النصفي لديك خلال حملك. أما في حال كنت تعانين عادة من هذه المشكلة قبل الحمل، فينصحك الدكتور بركات بالحرص على اتباع نظام غذائي صحي وعدم التعرض بشكل مفرط لأشعة الشمس. كما يدعوك إلى استشارة الطبيب كلما شعرت بحدوث عارض جديد. فقد يستدعي هذا مراقبة ضغط دمك ونظرك وجيوبك الأنفية وخصوصاً في حال عانيت من ألم الصداع في نهاية الحمل. إلا أنه ذكّر أخيراً بأن هذه الحالة لا تؤثر على مسار الحمل ولا على صحتك وصحة جنينك.