بذلت النساء جهوداً كبيرة للحصول على حقوقهنّ في العمل واستطعن تحقيق إنجازات كثيرة في مختلف القطاعات، فنافسن الرجل ووصلن إلى أعلى المراتب وبتن صانعات للقرارات ومؤثّرات في المجتمع.
اقرئي: الثقة والقوّة والإرادة صفات أورثيها لابنتك
إلا أنّ تواجد المرأة في المعترك المهني لا يمكن أن يلغي دورها كأمّ وزوجة وربّة منزل لديها مسؤوليّات والتزامات تجاه أسرتها، من هنا تشعر النساء العاملات بالذنب والخوف من أن يتأثّر أطفالهنّ بغيابهنّ فيسعين بكل طاقاتهنّ إلى تعويض ذلك من خلال حسن التدبير وتقسيم الوقت واستغلاله إلى أبعد الحدود وتنظيم الأولويّات.
دور الأمّ مع أولادها
تغيب الأمّ العاملة لساعات عن المنزل خلال اليوم، كما وتضطرّ أحياناً إلى السفر فتترك وراءها أطفالاً يحتاجون إليها لتلبّي حاجاتهم المختلفة من طعام وشراب وتواسيهم في حال حزنوا وتشاركهم فرحتهم عند تحقيق أبسط الإنجازات وتساعدهم في تكوين شخصيّتهم وتغرس القيم الحسنة لديهم وتوجّههم إذا احتاجوا إلى الدعم وتنمّي ثقتهم بنفسهم كي يكوّنوا لاحقاً شخصيّة مستقلّة وتؤمّن لهم جوّاً عاطفيّاً ونفسيّاً يساعدهم على النموّ الجسدي والنفسي السليم. فهل تستطيع تعويض هذا الغياب؟ بالتأكيد، ويكون ذلك من خلال إيلاء الأطفال وقتاً نوعيّاً، فالأمّ قد تكون حاضرة مع أولادها بجسدها إنّما غائبة عنهم بتفكيرها وتركيزها، لذا من الضروري تخصيص ساعتين مع الصغير تكون فيها الوالدة مستعدّة ذهنيّاً للإجابة عن كل تساؤلاته وتعويضه عن الحب والحنان الذي افتقده.
اقرئي: مخاوف من ازدياد سمنة الأطفال في الإمارات
أمور بسيطة تصنع الفرق
على الأمّ أيضاً أن تمارس أمومتها بشكل كامل أي أن تحضّر طعام صغيرها بنفسها وتطعمه وتتحدّث معه عن أحوال يومه وتروي له قصّة قبل النوم وتتابع أمور مدرسته وعلاماته ومشاكله التعليميّة وتشاركه اللعب وتخصّص له وقتاً إضافيّاً في نهاية الأسبوع للخروج في نزهات عائليّة.
من جهة أخرى، على الأمّ العاملة نسيان كل ما له علاقة بوظيفتها عند العودة إلى المنزل، فزوجها وأولادها يحتاجون إلى كامل حيويّتها ونشاطها، صحيح أنّ الأمر صعب إلّا أنّه ممكن بقليل من التمارين كممارسة نصف ساعة من الرياضة أو التأمّل.
وفي ما يلي، نستعرض أمامك تجارب أمّهات عاملات في مجالات مختلفة تمكنّ من التوفيق بين أعمالهنّ وتربية أطفالهنّ وتطرّقن إلى الصعوبات التي واجهنها ولا زلن وإلى طرق التغلّب عليها.
اقرئي: تعزيز مهارات التواصل لدى طفلك
لمى يونس والعمل لوقت إضافي
تقول الدكتورة السعوديّة لمى عبدالرحمن يونس، أوّل خبيرة في علم الإجرام تعمل في الخليج العربي وتعيش حاليّاً في دبي: «أواجه أحياناً صعوبة كبيرة في التوفيق بين أسرتي ومهنتي، إلّا أنّني أحاول دائماً الالتزام بالمواعيد النهائيّة وبساعات العمل المحدّدة كي أترك ما يكفي من الطاقة لأسرتي ولأقوم ببعض المهام والتمارين الرياضيّة وأستمتع بهواياتي. ولكن، قد أضطرّ في بعض الأحيان إلى العمل لوقت إضافي».
تضيف الدكتورة الشابّة: «أصبحت أعرف اليوم كيف أحدّد أولويّاتي وأهدافي وكيف أتعامل مع المواعيد النهائيّة لا سيّما أنّني بتّ أنظّم وقتي أكثر من ذي قبل، فقد كنت أمضي حوالى الـ12 ساعة في العمل سابقاً. تعلّمت ودرّبت نفسي لأصل إلى ما أنا عليه اليوم ودائماً ما أذكّر نفسي بهدفي الأساسي وهو مساعدة الآخرين، إلّا أنّه لديّ أيضاً حياتي الخاصة وعائلتي التي تحتاج إليّ».
اقرئي: لهذه الأسباب يحبّ طفلك التنكر
Alexandra Fructuoso مع التخطيط المسبق للمشاريع
أمّا Alexandra Fructuoso، صاحبة دار Maison Alexandrine المعروفة للأزياء، فتقول :«أنا امرأة إيجابيّة جدّاً وأنظر دائماً إلى النصف الملآن من الكوب، كما أنّني أجيد تنظيم أعمالي وأقوم بالتخطيط المسبق ولا أترك أيّ عمل حتى آخر لحظة. فحتى عندما ننوي السفر مثلاً، أحزم أمتعة الأولاد قبل شهر من تاريخ الرحلة، وإن كنّا نسافر لمدّة سبعة أيّام أحضّر لكل منهم سبع إطلالات مختلفة وأضع الملابس في سبعة أكياس وأكتب عليها ما بداخلها.قد يظنّ أصدقائي أنّني أفقد عقلي بعض الشيء إنّما اعتدت التخطيط مسبقاً للأمور».
مي يعقوبي مع إشراك ابنتها في النشاطات
من جهتها، تقول الشيف مي يعقوبي التي اشتهرت مؤخّراً بفضل برنامجها المخصّص للطهو May’s Kitchen : «من الصعب جدّاً أن أبتعد عن ولديّ لوقت طويل إذ أشعر عندها بأنّني بعيدة عن جزء منّي، إلّا أنّ ما يساعدني هو أنّ برنامجي يصوّر خلال شهر واحد أو شهرين فأتفرّغ بعدها لولديّ، مع العلم أنّ ابنتي شاركت معي في حلقة من البرنامج وأنا أسعى إلى إشراكها في حياتي ونشاطاتي قدر الإمكان كي تصير صديقتي وتشعر بأنّها قريبة منّي. من جهة أخرى، يساعدني زوجي على الاهتمام بصغيريّ حين أكون منشغلة في العمل».
اقرئي: 7 أمور يتعلمها الجنين في رحم أمّه…فيديو
Tammin Sursok والابتعاد عن المثاليّة
من ناحيتها، تحدّثت النجمة الأستراليّة الأفريقيّةTammin Sursok، سفيرة علامة ZERO Brand، عن التحدّيات التي تواجهها المرأة التي تعمل وتدير أسرة في آن، فقالت: «تتولّى هذه المرأة مسؤوليّات كثيرة ولا شكّ أنّها قادرة على تحمّلها ولكن ليس في حال جاءت كلّها في الوقت نفسه. لذلك، لا بدّ لنا أن نتجنّب ضغوط تحقيق المثاليّة وأن نستريح قليلاً ونطلب المساعدة». وعن الحيل التي يمكن للأمّ العاملة أن تقوم بها كي تحسن إدارة وقتها تقول: «على المرأة وضع مخطّط ليوميّاتها وطلب المساعدة من الآخرين لإنجاز الأمور الصغيرة، على أن تكون حاضرة دائماً حين يحتاج أولادها إلى شيء ضروري».
نور التميمي: إدارة الوقت هي الأساس
أمّا نور التميمي التي لديها مشروعها الخاص Lounge Beauty Bedashing في أبوظبي ودبي، فتقول: «إدارة الوقت هي أساس النجاح والتوفيق بين الحياة الشخصيّة والعمل. من جهتي، أستيقظ باكراً كل يوم وأجهّز بناتي للذهاب إلى المدرسة، ثمّ أمارس التمارين الرياضيّة قبل أن أباشر بالعمل على مشروعي. وبعد الانتهاء، أرافق بناتي إلى نشاطاتهنّ المختلفة ثم نعود إلى المنزل لقضاء مزيد من الوقت مع العائلة. أمّا في الإجازات المدرسيّة، فأقلّل من ساعات عملي لأقضي وقتاً أكبر معهنّ. ولاهتماماتي الشخصيّة، أخصّص يوم الثلاثاء فأقوم بما أريده كالتسوّق والذهاب إلى الصالون».
اقرئي: نصائح للأمهات الجدد للعناية بالأطفال حديثي الولادة
وحول الصعوبات التي تواجهها، قالت: «أحياناً، أواجه صعوبة في تلبية احتياجات الجميع في آن. غير أنّني أقسّم وقتي بين العمل وبناتي واهتماماتي الشخصيّة وأحاول قدر الإمكان تلبية الاحتياجات كلّها. إلّا أنّ شعور الذنب يتملّكني كثيراً بخاصّة حين أعجز عن الاستجابة لبناتي. ولا بدّ من القول إنّهنّ يعتمدن كثيراً على أنفسهنّ، لا سيّما حين أعمل، فينجزن أعمالهنّ بمفردهنّ ويطلبن المساعدة عند الحاجة وحسب»، مشدّدة على أهميّة تقسيم الوقت وإدارته بشكل متوازن والتحلّي بالثقة دائماً للنجاح في العمل والبيت.