ذكريات أطفالك في لوحات فنيّة
في جولة على موقع Instagram، استوقفنا حساب !Pokidots لمصمّمة الأزياء والفنانة اللبنانيّة لوما الخوري التي نجحت في تحويل قطع خاصة بالأطفال إلى لوحات تحاكي الأحاسيس وتأسر الأعين. لذلك، اخترنا أن نتعرّف إليها أكثر ونغوص في تفاصيل أعمالها الرائعة التي تبعد النسيان عن لحظات الطفولة ومحطّاتها.
مخاطر الحمية الغذائية القاسية على طفلك
من هي لوما الخوري؟
أنا فنّانة ومصمّمة أزياء وأمّ لطفلتين، لوري البالغة من العمر أربع سنوات ولينا البالغة عامين ونصف. غادرت لبنان بعد تخرّجي من المدرسة مباشرةً لأدرس تصميم الأزياء في مونتريال، كندا حيث أمضيت 11 شتاءً بارداً. ثمّ التقيت زوجي وانتقلت معه إلى سياتل في واشنطن ولا أزال في المدينة حتى الآن. ولا بدّ لي أن أقول إنّني أحبّ ثراء مجتمع سياتل والمناظر الجميلة لشمال غرب المحيط الهادئ.
أخبرينا أكثر عن مشروعك الخاص !Pokidots وعن الدافع وراءه.
!Pokidots هو عملي الخاص وشغف اكتشفته حديثاً. ومن خلاله، أبتكر أعمالاً فنيّة باستعمال ملابس الأطفال ليحتفظ بها الأهل كتذكارات تعود بهم إلى طفولة أولادهم. راودتني الفكرة، بكل بساطة، حين كنت أوضّب أغراض ابنتيّ إذ رغبت في الاحتفاظ ببعض ملابسهما التي تذكّرني بلحظات سعيدة معهما. وكوني مصمّمة أزياء، رسمت ابنتيّ كما أتخيّلهما حينما ستكبران وألبستهما الثياب التي أريد الاحتفظ بها. وكانت النتيجة رائعة، إذ حوّلت الملابس إلى شكل من أشكال الفن بدلاً من إبقائها في الخزانة لأعوام وأعوام. وهكذا، رويداً رويداً، طالب الأصدقاء وأفراد الأسرة بتذكاراتهم الخاصة، فتركت عملي كمديرة فنيّة في إحدى الشركات وأطلقت مشروعي الخاص !Pokidots.
كيف تتلقّين الطلبات؟
غالباً ما يتواصل معي الوالدان رغبةً في الاحتفاظ بقطعة ملابس لطفلهما ضمن عمل فني. أتلقّى الطلبات عبر البريد الإلكتروني [email protected] أو بطريقة أسهل عبر www.pokidots.com. ومن خلال الموقع، يمكن اختيار أسلوب التذكار من بين الخيارات المتوفّرة للون الإطار وإضافة الاسم وغيرهما... وأعمل على كل طلب بطريقة مختلفة وفريدة بالارتكاز على القطعة نفسها وأسلوب التذكار والقصّة الخاصة به. وتجدر الإشارة إلى أنّ الطلبات داخل الولايات المتّحدة الأميركيّة تحتاج إلى أسبوع لشحنها فيما تتطلّب الطلبات إلى الدول الأخرى من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
دليل عناية المرأة الحامل ببشرتها
لم تعتقدين أنّ تحويل اللحظات الهامّة في حياتنا إلى تذكارات أمر مميّز وجوهري؟
لم أعلم أنّ الأمر مهمّ بالنسبة إليّ قبل أن أبدأ مشروعي. فقد كنت أتخلّص من ملابس ابنتيّ جميعها حتى شعرت ذات يوم برغبتي الشديدة في الاحتفاظ بملابس النوم تلك، لا سيّما أنّها تذكّرني بأيّام طفولة ابنتي الجميلة حين كانت ترتدي وهي حديثة الولادة قطعة اخترتها لها وأنا حامل. عجزت ببساطة عن التخلّص منها، إذ كانت مميّزة بالنسبة إليّ وشعرت بأنّني سأنسى معها ذكريات رائعة. أمّا اليوم، فالقطعة هذه معروضة في غرفتها وتغمرني السعادة حين أراها إذ لا تزال تلك اللحظات الفرحة والجميلة معها مسجّلة. لذلك، أجد أنّ الاحتفاظ بالذكريات مهمّ. وقد تنجرّ الأمّ أحياناً بالحياة والإجهاد وصعوبة تربية الأطفال، فتنسى المشاعر الإيجابيّة وتحتاج إلى ما يذكّرها بسعادتها وبضرورة إبطاء الوقت للاستمتاع باللحظات الثمينة.
ما العمل الفني الذي تفضّلينه؟ ولماذا؟
لا شكّ أنّني أفضّل العملين الفنيّين الخاصين بابنتيّ، فهما أوّل تذكارين عملت عليهما بكل الحب الذي أكنّه لصغيرتيّ. فأنا أحبّ القطع التي تخبر قصصاً مميّزة، كتلك البطانيّة التي تلقّيتها في أحد الأيام بعد الاحتفاظ بها لـ24 عاماً. وكانت هديّة قدّمتها إحدى الوالدات لابنتها في يوم ميلادها الـ24، إذ كانت البطانيّة أكثر ما تفضّله الشابّة منذ صغرها، وها هي تحتفظ بها اليوم على شكل تذكار في غرفتها.
هل تواجهين أحياناً بعض الصعوبات؟ وكيف تنجحين دائماً في ابتكار عمل فريد ومختلف عمّا سبقه؟
لا بدّ لي أن أقول إنّ بعض التذكارات تشكّل تحدّياً أكثر من غيرها، كحين تلقّيت مثلاً فستاناً لطفلة تبلغ من العمر 10 أعوام وكان لا بدّ من العمل على قطعة ثياب كبيرة الحجم مقارنةً بملابس الأطفال، أو حين تلقّيت قطعة حسّاسة للغاية تعود إلى الأربعينات. ولأنّ قصّ الملابس لا يتمّ سوى مرّة واحدة، حين أواجه أيّ صعوبة أمهل نفسي بضعة أيّام أضع في خلالها القطعة أمام ناظريّ طوال الوقت. ثمّ أثق بموهبتي وأشرع في القصّ. وغالباً ما تأتيني فكرة الأسلوب أثناء عملي على القماش وكأنّها تحرّك يديّ. وأعتقد أنّ خلفيّتي في تصميم الأزياء والسنوات الطويلة التي أمضيتها أعمل على مشاريع بيديّ أمران يساعدانني كثيراً!
رحلة آمنة في السيّارة برفقة أطفالك
ما المرحلة الأجمل في كل هذا العمل؟
المرحلة التي أفضّلها هي تلقّي ثياب الأطفال عبر البريد، فأنا أسارع إلى فتح الظرف لأكتشف القطعة التي سأحوّلها إلى تذكار. كما وأحبّ الفرصة التي تتاح لي لرؤية ردود أفعال الزبائن وبريق عيونهم وعواطفهم حين يطّلعون على التذكار النهائي المخصّص لهم وحسب من ثياب أطفالهم.
[embed]
ما أجمل التعليقات التي تلقّيتها يوماً من الزبائن؟
كما سبق وذكرت، التعليقات الصامتة هي الأجمل، بريق العينين والابتسامة العاطفيّة والدموع هي ردود الأفعال الأحلى. بالإضافة إلى ذلك، قال لي أحدهم في أحد الأيام أنّ التذكارات هذه هي أكثر من أعمال فنيّة، هي قيم سترثها الأجيال في كل عائلة. كما وأخبرني البعض أنّ التذكارات تجعل الناس سعداء حين يرونها فيحدّقون بها ويتذكّرون أياماً جميلة. لا شكّ أنّني أحرص على إدراك جمال أعمالي وجودتها العالية، غير أنّني أهتمّ أكثر بالسعادة والإيجابيّة اللتين يشعر بهما الزبائن.
هل تستوحين أعمالك من عائلتك، بخاصة طفلتيك؟
استوحيت مشروعي كاملاً من طفلتيّ. فمن دونهما، لما مررت بهذه التجربة! وهما تفهمان ما أقوم به وتحبّان مراقبتي وأنا أعمل. تحبّان رؤية الثياب التي أتلقّاها وتعلّقان على القطعة النهائيّة. كما وأحبّ إخبارهما قصص الملابس، من أين جاءت ولم اختيرت لتحويلها إلى تذكار.
كيف تحمين طفلك من مخاطر الحرارة العالية صيفاً؟
ما المشاريع المستقبليّة التي ترغبين في إنجازها؟
أنا محظوظة لأنّني وجدت عملاً أشعر بالشغف تجاهه. أخطّط لتوسيع مشروعي !Pokidots للاحتفاظ بذكريات أكثر ونشر السعادة بين الآباء والأمّهات. وتشمل الخطوات المستقبليّة العمل على أساليب جديدة وتقديم الموقع الخاص بي بلغات مختلفة. كما وأريد أن أكون قدوة لابنتيّ وأثبت لهما أنّهما تستطيعان القيام بما تشعران بالشغف تجاهه، فالأمر لا يتطلّب سوى العمل الجادّ والنزاهة.
ولنغوص أكثر في عالم الطفولة الخاص بقارئاتنا، تواصلنا معكنّ على صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام وطرحنا عليكنّ أسئلة ترتبط بالفترة الماضية من حياتكنّ وبالذكريات التي لا تزال تطبع بصمتها على حياتنا الحالية.
وحين سألنا عن الرغبة في تحويل قطع ملابس من الطفولة إلى تذكارات، أكّدت القارئات حبّهنّ وإيجابيتهنّ تجاه ذلك لا سيّما أنّهن يعتبرن هذه القطع ذكريات ثمينة بحدّ ذاتها. ولا بدّ من الإشارة في هذا الصدد إلى أنّ 75% من قارئاتنا أكّدن أنّ الاحتفاظ بتذكار من الطفولة أمر أساسي بالنسبة إليهنّ. أمّا نسبة اللواتي لا يزلن يحتفظن بلباس اعتدن ارتداءه وهنّ صغيرات، فبلغت 48%.