جلسة تصوير في عيد «هيا» العاشر
عندي بنت خالة ما كلّمتك عنها للحين. اسمها غلاء... غلاء تعيش في ألمانيا مع زوجها وأولادها. ولد وبنت... أتذكّر يوم تزوّجت... أتعجّب. أمس كنّا نسوّي التحضيرات عشان حفل زفافها. وأمس روّحنا لبيتها عشان نودّعها قبل السفر. وأمس كمان اتّصلت بيها وقلت لها: «مبروك البيبي». العمر مجرّد سحابة. حلم جميل ما يكتمل. دحين مثلاً أجلس في الاستديو. أسوّي جلسة تصوير.
اقرئي: أفضل 7 تطبيقات لإدارة أموالك..حمليها اليوم
أمس ولدت «هيا» مجلّتي اللي أحبّها موت. أيوه، أمس كنت أقلّب صفحات العدد الأوّل وقلبي يضحك. أغمّض عيوني. أفتح ملفّات ذاكرتي. المصوّرة في غرفة ثانية تحضّر الكاميرات وأنا في ذاكرتي. المجلّة ولدت وأنا أشوفها من الغلاف للغلاف. أقرأ الصفحات وأبتسم. قصص المشاهير وألوان الموضة والجمال. وموضوع الغلاف وحكايات الناس... كل حاجة... أبتسم، أفتح عيوني. المصوّرة هنا.
الأضواء تبهرني. «أريد صور تهبل» أقول لها. وهي تسألني: «عندك شكّ؟» وأقول: «طبعاً لا، بس تدرين «هيا» في عيدها العاشر...». وكأنّي قلت كلمة السرّ عشان المصوّرة تبتسم كمان. أقف. أشوف نفسي في مرآة كبيرة. أريد إطلالتي تكون مرّة حلوة... «عل بِكلة» مثل ما تقول صديقتي اللبنانيّة، يعني ما بيها أيّ خطأ. أشوف ماكياجي وتسريحتي. صور السنة العاشرة لازم تكون حاجة مختلفة. أقترب من المرآة.
اقرئي: لا تنسون الكتاب!
«كريم الأساس يحتاج لإضافة»، أقول للمصوّرة وهي تنتظر. نقطة، لمسة، أمسح... ماكياجي تمام. أرجع. أسأل المصوّرة: «أجلس؟» وتقول لي: «بس قبل لازم نختار الوضعيّة عشان الصورة الأساسيّة». عيونها تركّز عليّ وعلى الكرسي وتفكّر. بعدين تقترب وتقول: «أيوه، اجلسي كده... وسوّي كده...» وأنا أنفّذ التعليمات.
وهيّ تقول: «كمان للناحية ديه... ورأسك كده...» وأنا أسوّي إيش تريد. أحسّ حتى مو لازم أتنفّس عشان الصورة تكون مرّة تمام. عيون المصوّرة ما تفارقني وهيّ تفكّر إذا كانت الوضعيّة مناسبة. تقول: «نجرّب»... كبسة زرّ... في اللحظات ديّه أحبس أنفاسي أكثر... الصورة الأولى. تقول لي ما أتحرّك. كبسة ثانية وثالثة ورابعة... تقترب، تريد أشوف الصور وأختار واحدة أو... ممكن ما أختار أيّ واحدة.
اقرئي: 6 نساء عربيات سيحدثن تغييراً في العام 2018
أشوف مرّة، اثنين، ثلاثة، أفكّر... «هيا» في عيدها العاشر وأنا أريد حاجة مميّزة. أقترح نسوّي كمان صورة. المصوّرة تقول: «طبعاً. في الوضعيّة نفسها؟» وأنا أفكّر لحظة. وبعدين أقول: «أيوه، حلوة». وكبسة زرّ وثانية وثالثة وأنا أحبس أنفاسي. في لحظات أتذكّر جلسة التصوير الأولى اللي سوّيتها عشان عيد «هيا» الأوّل... الصور كانت تهبل. دحين أريد حاجة أروع. المصوّرة تقترب. أشوف الصور... «روعة! أريد الصورة ديه»، أقول لها وأروّح عشان أبدّل ملابسي. في الصورة الثانية أريد حاجة مرحة. رايحة أسوّي «لوك» غريب وأنيق في الوقت نفسه... أرجع. أجلس. الرقم 10 خلفي... في جدّ العمر سحابة صيف وحلم ما يكتمل.
DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI