Malak Abu-Qaoud أفضّل الاستمرار في النمو والتعلم على السعي وراء القمة
جميلة هي المنافسة والسعي لأن نكون الرقم واحد في مجالنا، ولكن الانسياق وراء الرغبة بالتميّز يمكن أن يحرمنا من الاستمتاع بالكثير من اللحظات الحياتية البسيطة، كما يمكنه أن يشغلنا عن حب ما نقوم به، لأننا لم نعد نركز عليه بل على رغبة جامحة بالتفوق. فيما يلي نستعرض قصص 4 شابات عربيات، أدركن أن الرحلة ومن نقابلهم خلالها والنجاحات التي نحققها على الطريق، يكون في أحيان كثيرة أجمل من بلوغ القمم. تعرفي عليهن واستفيدي من تجربتهن المثرية.
بشبابها وحيويتها وطاقتها الكبيرة، استطاعت الشابة Malak Abu-Qaoud أن تبث الحياة في ICD Brookfield Place المكان المخصص للعمل والذي يقدم تجربة متكاملة تجمع بين الفن والموسيقى وتناول الطعام والمحادثات في بيئة مميزة ومريحة. أدخلت ملاك أجواء الفن والإبداع والابتكار، حيث كان لها دور في استضافة Takashi Murakami و Damien Hirst، كما تعاملت مع Prada من خلال تنظيم Prada's eighth iteration of Prada Mode ، وهي اليوم تحضر للمزيد من الفعاليات، فكيف نجحت في هذا المجال الجديد على النساء وما هو مفهومها عن الوصول إلى القمة؟
كيف كانت بدايتك في مجال الفن؟ وكيف استفدت من تجاربك الميداينة السابقة للانضمام إلى ICD Brookfield Place؟
عندما كنت في الكلية، قمت بتنظيم معرض لبيع الأعمال الفنية لجمع التبرعات لصالح جمعية فلسطينية مخصصة لبناء الألواح الشمسية فوق المستشفيات في غزة. كانت هذه تجربتي الأولى في تنظيم معرض وإنتاجه وإعداده. قادني هذا إلى أول تدريب لي، ثم إلى وظيفة بدوام كامل، مع MASSIVart، وهي وكالة للاستشارات الفنية والإنتاج مقرها في مونتريال. لقد كانت شركة صغيرة في ذلك الوقت، لذا أتيحت لي الفرصة لتعلم الكثير والانغماس في جميع أنواع المشاريع. عندما انتقلت إلى دبي وانضممت إلى ICD Brookfield Place، قمت بتطبيق الكثير مما تعلمته، واستفدت منه لإتقان ما أفعله اليوم.
ما هو برأيك أكبر تغيير قمت به في ICD Brookfield Place؟
بعد انضمامي إلى ICD Brookfield Place، كان هدفي الرئيسي هو إنشاء برنامج ثقافي للفنون العامة وتنظيم الفعاليات. لقد كان هذا تحديًا نظرًا لأن المبنى معروف بأنه مساحة للشركات وللعمل، وقد صعّب هذا الأمر من إنتاج برنامج يشعر الفنانون بالراحة لكونهم جزءًا منه. مع مرور الوقت، ازدادت ثقة الوسط الفني بعملنا، إذ كوننا فريق للفنون والفعاليات، قمنا بتنظيم الكثير من المشاريع المثيرة التي تجاوزت حدود بيئة الشركة، من خلال تشجيع الحوار حول قضايا العالم الحقيقي التي تهم الفنانين في المنطقة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، قمنا ببناء مجتمع حيوي ومتنامي يحضر ويتفاعل مع عروضنا ومحادثاتنا وفعالياتنا. لقد أصبحنا معروفين كمضيف لمجموعة مذهلة من الأحداث غير المسبوقة التي تحدث ضجة جميلة في المدينة.
حدثينا عن نطاق عملك ورؤيتك في تنسيق المعارض الفنية؟
أنا محظوظة جدًا بالعمل مع فريق رائع أدين له بنجاح عملنا، فنحن نعمل بشكل وثيق مع بعضنا البعض لضمان سلاسة الإنتاج والتنفيذ. عند تنظيم معرض ما، نود أن نعرض الفن الذي يمكن الوصول إليه والذي له أهمية ثقافية حيث يعكس ما يحدث في العالم حقاً. لدينا نهج منفتح وسلس في تنفيذ البرامح، ونود أيضاً الجمع بين العروض المفاهيمية وغير التجارية مع المزيد من المعارض الشبيهة بتلك التي تقام في صالات العرض والغاليريات، بالإضافة إلى المحادثات المفتوحة بين الطلاب والفنانين الشباب. بهذه الطريقة، نجذب جمهور جديد إلينا مع الحفاظ على مجتمعنا الحالي.
ما أهم الصفات المطلوبة في المرأة للنجاح في مجال تنظيم وتنسيق المعارض؟
يجب أن تكون واثقة ومثابرة وتستمر في توسيع معارفها. عندما بدأت العمل لأول مرة، لم يأخذني العديد من المقاولين والموردين على محمل الجد، خاصة كوني امرأة شابة في منصب مهم، وقد أحسست في بعض الأيام بالهزيمة الكاملة والضياع، فأنا عاطفية جدًا، لذلك اعتدت أن آخذ كل شيء بشكل شخصي وأتأثر جداً به، ولكن مع مرور الوقت تعلمت كيف أكون حازمة وواثقة في عملي.
ما هو الإنجاز الذي يجلب لك أكبر شعور بالسعادة والرضا في عملك؟
كل مشروع ننفذه جديد وفريد من نوعه، ويشعرني بالفخر والسعادة، أن أراه ينجح ويأتي بثماره بعد أشهر من العمل الشاق. هناك أيضاً الكثير من الفرح في رؤية ردود أفعال الناس تجاه مساحاتنا. أحب أيضًا مشاهدة تطور الفنانين الذين نعمل معهم، لا سيما في حياتهم المهنية، حيث وقّع العديد منهم الآن مع صالات عرض معروفة في المنطقة ويواصلون العمل مع بعض المتعاملين معنا.
من هم مصدر إلهامك أو الفنانين الذين تأثرت بهم؟
أنا متأثرة بأية امرأة تعرف قيمة نفسها ولديها الدافع لإحداث تأثير إيجابي في محيطها. تحفزني وتلهمني فكرة إحداث التغيير أكثر من أن يلهمني شخص أو فنان معين. أنا أحترم كل رحلة خاضوها وأقدر عملهم، ولكن حماسي الأكبر يكون حين نجتمع في إحدى فعالياتنا لنشهد ازدهار مسيرة فنان تعامل معنا وتحقيقه للنجاح، فما يجمعنا بالفنانين ليس فقط علاقة عمل، بل صداقة وسعي دائم للتواصل والتقارب.
هل تهتمين بأن تكوني في المقدمة، أم تهتمين أكثر بالرحلة وبمن تقابلينهم في الطريق؟
من المفيد دائمًا الوصول إلى القمة في أي مجال، لكنني أعتقد أن الأمر يحتاج إلى عمل مستمر ومتوازن. على الرغم من أنه من المهم للغاية بالنسبة لنا أن يكون نقيم معرضاً أو حدثاً ناجحاً، إلا أنني أستمتع برحلة بث الحياة في الأفكار، مع الاستفادة بجميع الأشخاص الذين أقابلهم على طول الطريق. على مر السنين، كل شخص قابلته في حياتي قادني إلى شيء أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم. لقد التقيت بالعديد من الأشخاص الرائعين الذين علموني الكثير، لذا بالنسبة لي، هذا الشعور أكثر أهمية من أن أكون "في القمة ". أفضل الاستمرار في النمو والتعلم، ولديّ طريق طويل أمامي!
كيف ترين تفاعل الجمهور العربي والخليجي مع تطورات الحاصلة على الساحة الفنية؟
هناك الكثير من المحتوى الذي يصدر من المنطقة وهو أمر مفرح للغاية؛ يتمتع العديد من الفنانين بفرصة الاستكشاف باستخدام وسائط جديدة ومن المثير أن نعرض بعضًا من هذه الأعمال. أنا شخصياً من أشد المعجبين بالفن الذي يسهل الوصول إليه لأنه يلبي احتياجات مجموعة واسعة من الجماهير من خلال العروض والبرامج الموسيقية وغيرها من الأنشطة للأشخاص من جميع الأعمار. إنه أمر مهم لأن هذا يشجع الناس على اكتشاف الفن الجيد والتعرف عليه.
هل تسعين إلى تمكين المرأة في المجالات الفنية من خلال عملك؟ كيف تنظرين إلى حضور المرأة في المجال الثقافي والفني في الوطن العربي؟
أنا محظوظة لأنني محاطة بنساء استثنائيات أحدثن ثورة في هذا المجال من الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك Sunny Rahbar من The Third Line، ومليحة الطبري من Tabari Artspace، و Sunny Rahbarمن مبادرات السركال. ومع ذلك، فمن الواضح أن هناك نقصًا في تمثيل الفنانات منذ أوائل القرن العشرين. حاليًا، تبلغ نسبة الفنانين لدينا 40% من النساء و60% من الرجال، لكننا نركز على دعم المواهب النسائية والدعوة إلى تمثيل أكثر مساواة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. نحن بحاجة إلى العمل معًا لتغيير المفاهيم حول الحركة النسائية في العالم العربي مع دعوة المشاهدين لتجربة المساحات التي تقودها النساء.
هل تعتقدين أن الفن بات اليوم متاحاً للجميع بفضل الفن الرقمي وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
يعتمد ذلك على مفهوم "الفن" والغرض منه، فبينما تتطور بعض الفنون لتصبح أكثر سهولة في الوصول إلى المتلقي، مثل الفعاليات العامة والمنصات المتاحة للجميع، فإننا نجد أشكالاً فنية أخرى لا تزال بعيدة عن الجمهور.
اليوم، هناك العديد من الفعاليات الفنية في المنطقة المخصصة للمجتمع الواسع والتي توفر منصة للتعبير والمشاركة، وتقع على عاتقنا مسؤولية جماعية في تقديم برامج مجانية و معارض جذابة، تشجع الناس على اكتشاف المزيد عن الفنون والتعلم والتطور بشكل إبداعي.
ما هي مشاريعك المقبلة؟ وأين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟
نحضّر لموسم خريف مثير ومليء بالفعاليات، يبدأ معرضنا الأول في سبتمبر مع ثلاثة فنانين إقليميين شباب سيحولون المساحة إلى الاستوديو الخاص بهم. وبعد ذلك، لدينا معرض كبير في شهر نوفمبر مع فنانة كويتية استثنائية ستعرض عملين ضخمين حول موضوع الاستدامة.
أما بالنسبة لي وعلى الصعيد الشخصي، فآمل أن أواصل القيام بما أحبه، وأسعى لتطوير شراكات جديدة، واكتشاف مواهب إقليمية مميزة، لأشهد حياتهم المهنية وهي تزدهر وتبنى على أساس متين.
اقرئي المزيد: نوره الدريس: أسعى أن أظل مستمتعة في رحلتي بالتجارب التي أخوضها والناس الذين أقابلهم