نوره الدريس: أسعى أن أظل مستمتعة في رحلتي بالتجارب التي أخوضها والناس الذين أقابلهم

جميلة هي المنافسة والسعي لأن نكون الرقم واحد في مجالنا، ولكن الانسياق وراء الرغبة بالتميّز يمكن أن يحرمنا من الاستمتاع بالكثير من اللحظات الحياتية البسيطة، كما يمكنه أن يشغلنا عن حب ما نقوم به، لأننا لم نعد نركز عليه بل على رغبة جامحة بالتفوق. فيما يلي نستعرض قصص 4 شابات عربيات، أدركن أن الرحلة ومن نقابلهم خلالها والنجاحات التي نحققها على الطريق، يكون في أحيان كثيرة أجمل من بلوغ القمم. تعرفي عليهن واستفيدي من تجربتهن المثرية.

قوة الشخصية والإصرار كانا الأداة التي تمسكت بها الشابة السعودية نوره الدريس للسعي خلف طموحاتها في مجال التصوير وتأسيس وكالة سبريد للدعاية والإعلان، والتي قامت بتغطية العديد من الفعاليات والمهرجانات داخل وخارج المملكة، فما الذي تقوله نوره عن أعمال وكالتها التي تشارك جزءاً منها عبر إنستغرام: nora.aldrees؟ تعرفي عليها أكثر في هذا اللقاء واكتشفي هل يعنيها الوصول للقمة أم تستمع بالرحلة التي تقودها إلى النجاح؟

كيف بدأت قصتك مع مجال التصوير، وكيف قمت بتنمية هذه الموهبة ووضع أسس لها لكي تكون مهنتك التي تبرعين بأدائها اليوم؟

خلال فترة الدراسة الثانوية لم يكن هدفي أن أصبح مصورة محترفة، بل كنت أحب التقاط الصور للحفاظ على ذكرياتنا العائلية، تماماً كوالدي الذي كان دائماً يحمل الكاميرا ويصورنا، ولكن اكتشفت أن لديّ نظرة مختلفة عن الباقين في التصوير، حين كنا في مزرعة عائلتي مع الأقارب، وكنشاط مسلّ، قام كل واحد منا بالتقاط صورة لابن عمي، واكتشفنا أن صورتي تميزت بشكل كبير عن باقي الصور، فقد التقطتها من أسفل ليبدو الصبي اكثر طولاً ويبدو المنظر وراءه مميزاً. حينها أشاد الجميع بصورتي وشجعوني على ممارسة التصوير، كنت في المدرسة فلم يكن بمقدوري شراء كاميرا، ولكن حين صرت في الجامعة وبات لديّ مصروف خاص، اشتريت كاميرا وصرت أستخدمها لتصوير البحوث الجامعية، واشتركت في نادي التصوير والتسويق، وكنت أتطوع للتصوير مع جمعيات خيرية، وأقمت أول استديو خاص بي بالتعاون مع نادي تاج التطوعي، كل هذه النشاطات ساهمت في زيادة ثقتي بنفسي كما بات اسمي معروفاً في محيطي، ما ساعدني للانطلاق في مهنتي الاحترافية في التصوير مستقبلاً.

ممارسة التصوير في مناسبات عامة يحتاج جرأة وشجاعة من شابة سعودية تغوص مجالاً يعد جديد نسبياً على الشابات، فكيف كانت ردود فعل أهلك ومحيطك؟

للأمانة في ذلك الوقت حتى أنا كنت أرى التصوير مجرد هواية وغيري كثيرات من شابات كنّ في مثل سني، حتى أهلي كانوا يظنون أنه سيكون مجرد نشاط ثانوي أقوم به إلى جانب الوظيفة، فأنا تخصصت في مجال إدارة الأعمال، وكان أمامي فرص توظيف كثيرة، وقد حصلت على واحدة واستمريت فيها لمدة 6 شهور، فأنا أردت أن أختبر نفسي، لأقيّم مدى اقتناعي بالتوجّه الدائم نحو التصوير، وكانت النتيجة أني قدمت استقالتي عن قناعة ومن دون أن أخبر أحداً لأني كنت واثقة من قراري، وأريد تحمّل مسؤوليته كاملة، وبدأت بالتعريف على نفسي لدى الجهات الرسمية والفعاليات المهمة وذلك عبر مختلف المنصات المتاحة، حتى في المطاعم والمقاهي، وقد ساعدني كثيراً مجال تخصصي في إدارة الأعمال لأني وضعت أسساً مهنية وإدارية لمشروعي الناشئ في التصوير، كنت أسعى لزيادة علاقاتي وتطوير شبكة معارفي، وهذا ما ساعد كثيراً في انتشار اسمي.

حدثينا عن ظروف تأسيس وكالتك "سبريد" للدعاية والإعلان؟ هل حصلت على الدعم؟ كيف بنيت للشركة اسما موثوقا وقويا في السوق السعودية؟

عملت فترة بمفردي كفريلانسر، منذ سنة 2016 ولغاية 2021، وهو العام الذي شهد ولادة وكالة سبريد، اكتسبت بالتالي خبرة كبيرة في التصوير، ما ساعدني للانطلاق بثقة، وبات لديّ فريق عمل، من مصممات ومصورات ومساعدات، وبات لدينا مكتب خاص حيث يقصدنا العملاء لنقدم خدماتنا المختلفة، وقد قصدت التعامل مع شابات موهوبات لأني ارتاح أكثر في العمل معهن، كما أني أردت أن أقدم لهن الفرصة لكي يحققن أحلامهن ويجدن فرصة للظهور والتعبير عن مواهبهن. أما عن كيفية اكتساب وكالتي للثقة، فيعود إلى عدة أسباب أولها قدرتي على تحمل المسؤولية، ومهارتي في التعامل وفهم وتنفيذ المهام المطلوبة مني، بالإضافة إلى الموهبة والشغف الكبير الذي يحركني، ولا أنسى العلاقات التي بنيتها من خلال أعمالي السابقة، فأنا كنت قوية بالتعريف عن نفسي في المناسبات والفعاليات، وتخطيت الخجل والحواجز التي يمكن أن تعيق أي شابة، بل تسلحت بالثقة بالنفس لكي أصل للآخ وأنجح بمشروعي.

كنت سباقة بين بنات جبلك بتأسيس شركة دعاية وإعلان مستقلة. ما هي الصعوبات التي واجهتها؟ هل خفت من الفشل وكيف تغلبت على العراقيل؟

بصراحة الآن يوجد فرص ذهبية للشابات للدخول في أي مجال يرغبن به، فهناك دعم لامحدود من القيادة للمشاريع الشبابية، كما يتوفر دورات حضورية أو أونلاين لزيادة المعارف في المجالات المختلفة، بالنسبة لي فأنا إنسانة إيجابية أجد الفرص في كل مكان ولا أعترف بالعراقيل، أو أركز على المعوقات والعيوب، بل أسعى نحو طموحاتي بتركيز وتفان.

مؤخراً تم اختيارك ضمن مبدعي الإقامة القصيرة في معهد مسك، حدثينا عن أهمية هذه التجربة في جمع المواهب السعودية وإلقاء الأضواء عليها؟

سعدت كثيراً بهذه التجربة فالبرنامج الذي قدّم لنا في مجال التصوير الوثائقي مهم جداً ومميز حول مواضيع تقليدية في السعودية، وقد تم اختيار 7 موهوبين من بين آلاف المتقدمين، لنحظى على مدار شهر كامل بورش عمل ودورات تدريب من قبل خبراء ومختصين ومرشدين من الولايات المتحدة ومصر، وذلك لكي نعرض أعمالنا في مسك. من الساعة الأولى شعرت بأني أستفيد وأتمتع برفقة هذه المجموعة، حيث عرفت جوانب جديدة مع معلومات مفيدة عن التصوير الوثائقي.

قمت بتغطية العديد من المهرجانات والمناسبات، أيها كان الأقرب اليك وحمل لك فخراً كبيراً؟

أكثر النشاطات التي أحببتها وأثرت معارفي واستمتعت بتصويرها، هو مهرجان الملك عبد العزيز للإبل فقط اكتشفت عالمأ جديداً وجميلاً لم أكن أعرف عنه شيئاً، يتمحور حول الإبل وأصحابها واهتماماتهم، بشكل عام وبعد خبرة 8 سنوات في التصوير اكتشفت أني أحب أن أنقل قصص الناس، سواء من خلال تصويرهم أو عرض قصصهم وتفاصيلها بشكل كامل، أحب تطوير هذه الناحية فيّ والتخصص في التصوير الوثائقي، كما أسعى لخوض مجال التصوير السينمائي لاحقاً.

ما رأيك بصناعة السينما والدراما اليوم في المملكة؟

يوجد فرص ذهبية فالسينما تطورت كثيراً ولاسيما بعد افتتاح دور السينما عام 2018، ويوجد أعمال وأسماء واعدة، فالسعودية تفوقت في مدة قصيرة من خلال المهرجانات الداعمة للتصوير والإخراج، ولا سيما أن لدينا أفكاراً مميزة يمكن أن تعكس تاريخنا وتراثنا ونمط عيشنا.

كيف تشجعين الشابات السعوديات على المجالات الابداعية ولا سيما التصوير والإخراج؟

أشجع الشابات على التجربة وعدم حد نفسهن في نوع تصوير محدد، وإعطاء الذات فرصة للقيام بالخطوة الأولى والسعي لإنجاحها حتى يتمكنّ من الاستمرار، وأطلب منهن عدم التفكير بسلبية ووضع الحجج والعراقيل.

هل يعنيك تحقيق النجاح والتفوق وان تكوني في المقدمة، ام تهتمين اكثر بالرحلة وبالتجارب والأشخاص الذين تقابلينهم خلالها؟

بالطبع يعنيني النجاح والتفوق، ولكني أولاً أسعى أن أظل مستمتعة وسعيدة في رحلتي، وبالتجارب التي أخوضها ومقابلة أشخاص يثرون معرفتي، برأيي طاقتي وشغفي المتجدد هما ما سيجذب لي النجاح.

ما هي أعمالك للفترة المقبلة؟

أسعى لتقديم أعمال إعلانية مختلفة في وكالة سبريد، والتوسع أكثر في مشاريع محلية يصل صداها إلى العالمية، كما سأغطي مهرجان كان السينمائي الذي سعدت كثيراً بالتواجد فيه العام الفائت، مع تركيزي على تعلم تقنيات التصوير الوثائقي.

اقرئي المزيد: فرح خالد: مهمتي تحفيز الشابات ليغيرن من خلال الرياضة الحياة للأفضل

 
العلامات: رائدات أعمال
شارك