عارضات أزياء سعوديات تفوقن عالمياً وطوّرن الموضة العربية
على مدار العامين الماضيين، احتلت المملكة العربية السعودية الصدارة كمركز للمواهب الناشئة من النجوم وعارضات الأزياء. وقبل بضع سنوات، كانت غالبية العارضات اللواتي يتبخترن على مدرّجات عروض الأزياء ويظهرن كنجوم على أغلفة أشهر المجلات العالمية، من غير العرب.
غير أن ذلك قد تغير بشكل جذري في السنوات الأخيرة. تترك المملكة بصماتها بقوة في عالم الموضة مع ظهور مواهب بارعة تدعم هذا المجال محلياً في ظل بروز عدد كبير من العارضات والمؤثرات. وخلال الحديث مع العارضات السعوديات Nour Al Dohni و Sophie Alshehry و Taleedah Tamer ، غصنا في عالم عرض الأزياء الخاص بهن وما يعنيه تمثيل المملكة العربية السعودية على مستوى عالمي في مجال الجمال والموضة.
Taleedah Tamer
كونك معروفة بأنك أول عارضة أزياء سعودية تمشي على مدرجات عروض أزياء راقية، هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن تلك التجربة؟
أشعر بالامتنان الشديد لتلك التجربة وتلك اللحظة في حياتي. أنا ممتنة لإتاحة الفرصة لي ولـ Antonio الذي آمن بي. كان ذلك أول عرض أشارك فيه، لذا كنت متوترة لكن الأمور سارت على ما يرام وكنت سعيدة حقاً لوجودي هناك.
ما هي نصيحتك لعارضة أزياء سعودية طموحة اليوم؟
إذا كان عرض الأزياء ما ترغبين في احترافه، أعتقد أنه من الممكن لأي شخص تحقيق ذلك. إنما احرصي على أن تكوني صادقة مع نفسك وأن تعملي مع أشخاص تثقين بهم.
كوني لطيفة مع كل من تعملين معه وانشري هذا الجو في مكان عملك. وعادةً ما يكون العمل لساعات طويلة وفي الصباح الباكر، لذا من المهم تهيئة بيئة حيث يمكن للجميع دعم بعضهم البعض والتعلم من بعضهم البعض.
إنّها مجرّد البداية، وينتظرنا المزيد في المستقبل وأنا متحمّسة جدّاً لرؤية هذا المجال يزدهر. Taleedah Tamer
برأيك، ما الذي أدى إلى إحداث تغيير في الصور النمطية السابقة للمرأة السعودية في ما يتعلق بالموضة وعرض الأزياء؟
أعتقد أنه جهد هؤلاء النساء والرجال السعوديين الذين يسعون وراء ما يحبون ويحققونه، والذين يشاركون ما هو فريد بالنسبة إليهم. وهذا ما يلفت الناس ويمكن أن يشكل مصدر إلهام لهم. لقد بدأنا برؤية الكثير من الجوانب المختلفة لدى الشعب السعودي، وما لديهم ليقدموه ومدى تنوعهم بفضل ذلك.
إذا نظرتِ إلى المستقبل، فأين ترين عالم عرض الأزياء والموضة يتجه في ما يتعلق بالمرأة السعودية والمجتمع العربي؟
سنستمر في رؤية كل المواهب الناشئة التي نراها اليوم. وسنستمر في ابتكار أفكار جديدة وسيساهم المزيد من المبدعين في ذلك وسينمّون مجال الأزياء والفنون في السعودية وسيشاركونه مع بقية العالم.
Sophie Alshehry
كيف تصفين جمال النساء السعوديات؟
صادقات مع أنفسهن وكلاسيكيات، وأسلوبهن خالد. أحياناً كان يُنظر إلى المرأة السعودية عالمياً على أنها أسيرة في ما يتعلق بمعايير الجمال والموضة. وبالإضافة إلى كوننا فخورات بتقاليدنا الثقافية، فقد عملنا بإبداع أكبر للتعبير عن فرادتنا مع الاهتمام بالتفاصيل الرائعة.
فالتفاصيل تدل على المنطقة أو العشيرة التي نتحدّر منها، مع السماح لنا بأن نكون أفراداً. ويُعتقد أننا ننظر في اتجاه واحد، إلا أن الكثيرات منا يحِدْن عن الصور النمطية، ويعتمدن الكلاسيكية مع تقبّل نمونا في المستقبل.
أعتقد أنّ جمال النساء السعوديّات يكمن في أنّنا نتقبّل أنفسنا وفي أنّنا متواضعات بفرادتنا. ندعم بعضنا البعض ولا نحكم على كيفيّة تعبير امرأة ما عن نفسها. Sophie Alshehry
كونك شخصية معروفة، فإن تكوين مناعة ضد التعليقات السيئة هو لأمر ضروري. كيف تقومين بذلك وما هي النصيحة التي تقدمينها للعارضات العربيات الطموحات؟
إن تنوّعي قد جعلني أنمو بسرعة وأتخلى عن براءة الأطفال التي تدفعني إلى الاعتقاد أنني مقبولة كإنسانة بغض النظر عن مظهري أو خلفيتي. وجعلني ذلك أدرك الحاجة إلى تكوين مناعة ضد التعليقات السيئة لحماية نفسي وفهم قيمتي على نحو أفضل بغض النظر عن الأحكام.
وعندما كنت يافعة، لاحظت أنني برزت في كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية لأنني لم أكن سعودية بالكامل. في السابق، لم تكن عارضات الأزياء من الشرق الأوسط على غلاف المجلات أو على اللوحات الإعلانية. ولم أرَ نفسي وثقافتي تنعكسان أمام العالم. أما اليوم، فأعمل بجد لتسليط الضوء على الشرق الأوسط وخاصة النساء السعوديات في وسائل الإعلام.
نصيحتي للعارضات الطموحات هي أن يكن واعيات، ومثابرات، وفخورات بهويتهن، وألا ينسين أبداً جمالهن الفريد.
إقرئي أيضًا:
أين ترين عالم عرض الأزياء والموضة يتجه في ما يتعلق بالمرأة السعودية والمجتمع العربي؟
لقد خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة نحو الأمام في السنوات الأخيرة، وهو أمر شيّق بالنسبة لكل ما ينتظرنا، بفضل المواهب المبدعة التي ظهرت ولا تزال تنمو وتعكس الصورة الحقيقية للسعودية. إذ كان يُنظر إلينا من منظار واحد وبسيط لفترة طويلة.
كل شخص ناشئ يكسر تلك الصورة المكونة مسبقاً، يولّد شرارات لشيء جديد لنفسه ولكل من يتابعه.
وفي ما يتعلق بمجال الموضة بالنسبة إلى المرأة السعودية والمجتمع العربي، أرى شيئاً تطورياً وحقيقياً. وأعتقد أننا نحتفي بالتقاليد والموضة الريادية من خلال ما نرتديه وهو لأمر رائع.
إن صمود الصحراء وقوّة الشمس وتقاليد الأجيال تتجلّى من خلال الطاقة والأمل اللذان يبرزان في الحاضر. Sophie Alshehry
Nour Al Dohni
ما الذي دفعك إلى الشروع في مهنة عرض الأزياء؟
لطالما كنت مهتمة بمجال الموضة ورأيت كيف تطور مع الوقت، ودفعتني الأجيال إلى الرغبة في الانضمام إلى هذا المجال وصنع اسم لنفسي.
ماذا يعني لك تمثيل النساء السعوديات في عالم الجمال والموضة؟
إنه لشرف كبير لي. في السنوات القليلة الفائتة، بدأ المزيد من النساء من منطقتنا بالشروع في هذه الرحلة، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح. ويجب أن نفتخر بسماتنا العربية ونُظهر أننا نتساوى مع المعايير العالمية لعرض الأزياء.
وأنا شخصياً أحتذي بأمثال شهد سلمان التي بدأت رحلتها ضمن حملة لـ Paco Rabanne ومنذ ذلك الحين تعرض أزياءً لمصممين عالميين. إن وجود مثل هؤلاء الأفراد المؤثرين تحت الأضواء وعلى الساحة العالمية يُعدّ خطوة تُظهِر كيف قطع مجالا الموضة والجمال في الشرق الأوسط شوطاً كبيراً ويمكنهما وضع معيار جديد على المستوى العالمي.
لا مكان نتجه إليه اليوم سوى صعوداً. Nour Al Dohni
من هو المصمم الذي تحلمين بالعمل معه؟ على الصعيدين المحلي والعالمي؟
لكل دار أزياء خصائصها التي تعكس أسلوباً فريداً يناسب كل فرد. محلياً، أود أن أعمل مع يوسف أكبر، وASHI studio، ورزان العزوني. ومؤخراً عملت مع Sotra للمصممة مريم بن محفوظ. وعلى الصعيد العالمي، لطالما أحببت Burberry بفضل جماليتها الرسمية والمرحة في آن بالإضافة إلى Dior وإيلي صعب وزهير مراد و Chanel وLouis Vuitton.
أين ترين عالم عرض الأزياء والموضة يتجه في ما يتعلق بالمرأة السعودية والمجتمع العربي؟
أنا متحمسة فعلاً لرؤية النمو في السنوات القادمة وكيف سيؤثر المجتمع العربي على مجال الموضة مع التقدم الكبير على مر السنين. إنه الوقت المناسب لجميع العارضين والمصممين العرب. فالدور العربي في مجال الموضة سيصبح أقوى وأكبر مع مرور الوقت.
الدور العربي في مجال الموضة سيصبح أقوى وأكبر مع مرور الوقت. Nour Al Dohni
إقرئي أيضًا: من دور أزياء عالمية اختاري فساتين اليوم الوطني السعودي