بداية جديدة لدار ربيع كيروز

بمناسبة الذكرى السنويّة العشرين على تأسيس دار ربيع كيروز، انتقلت العلامة إلى منزل جديد لعرض مجموعات الأزياء الراقية والملابس الجاهزة. ووقع الاختيار على قصر داغر في منطقة الجمّيزة في بيروت الذي يعود إلى القرن التاسع عشر والذي أعاد ترميمه مالكه المهندس المعماري فضلو داغر. فبعد أن كان سابقاً مصنعاً لنسج الحرير، بات اليوم صالة عرض ومعملاً للخياطة الأنيقة. وقد سنحت لنا فرصة مقابلة المصمّم حصريّاً والتعرّف أكثر على دوافع قيامه بخطوة كهذه. 

لماذا اتّخذت قصر داغر موقعاً لخطوتك الجديدة هذه؟
كنت أبحث عن موقع جديد يخوّلني الجمع بين كل العناصر وتوجيه طاقتي نحو مكان واحد. وصدفةً، قصدت معرضاً جرى في هذا المنزل الخلاّب، وسرعان ما أدركت أنّه الموقع المنشود إذ شعرت بأنّني في منزلي. ومنذ لحظة دخولي إليه علمت كيف سأضع كلّ غرض في مكانه المناسب في هذه المساحة الساحرة.

برأيك، كيف يؤثّر مكان العمل عليك وعلى العاملين؟ وما هو العامل الأبرز الذي جذبك في هذه البقعة الجديدة مقارنةً بالموقع الأوّل الذي شغلته في شارع لبنان؟
في الوقت الراهن، أصبّ كل تركيزي نحو الحاضر ولا أعيش في الماضي. وعلى الرغم من أنّني اخترت منزلاً قديماً جدّاً ليكون مقرّاً جديداً لي، أردت الاحتفاء بالذكرى العشرين على تأسيس دار ربيع كيروز، ليس من خلال استرجاع كلّ إنجازاتي خلال هذه السنوات العشرين وحسب، إنّما بالكشف عمّا سيتمّ تحقيقه في المستقبل. أنا ممتنّ جدّاً لهذا الموقع الجديد ولفريق العمل الذي لم يفارقني والذي أرغب في الانطلاق معه في هذه الرحلة الجديدة من هذا الموقع، وكلّنا طاقة إيجابيّة. 

تتيح المساحة الجديدة للسيّدات اكتشاف ما يجري وراء الكواليس. برأيك، ما أهميّة خوضهنّ هذه التجربة؟
تتاح للسيّدات اللواتي يزرن صالة العرض فرصة الاطّلاع على ما يجري وراء الكواليس، فيستكشفن الأعمال الداخليّة ويتعرّفن إلى الخيّاطين وهم يعملون في الغرف المجاورة ويرصدن الإبداع خلف قطع الأزياء الراقية فضلاً عن الملابس الجاهزة. كل هذه المساحات متاحة للسيّدات، باستثناء الغرفة الداخليّة السريّة المخصّصة لتبديل الملابس وللطلبات الحصريّة. 

بعد أن منحك اتّحاد الأزياء الفرنسيّة تصنيف Haute Couturier، كيف توفّق بين عالمي الشرق والغرب في مجموعاتك؟
يترك بلدي لبنان تأثيراً كبيراً في تصاميمي، فعلى سبيل المثال، تتّسم الإطلالة الحريريّة الشرقيّة بقصّة تلتفّ حول جسد المرأة وتهدل من الكتفين باتّجاه الأسفل من دون أيّ عوائق. وهذه هي تماماً الصورة التي أجسّدها في تصاميمي، فهي تغطّي جسم المرأة بالكامل وتتيح لها التعبير عن أناقتها وجاذبيّتها. فضلاً عن ذلك، أستمدّ إلهامي من البلد بحدّ ذاته، من شمسه وألوانه وأضوائه، بالإضافة إلى السعادة التي تغمره. كذلك، أستوحي من طباع اللبنانيّين، فهم أشخاص يعشقون اللهو والتألّق، وهذا أمر يثير فضولي ويتناقض تماماً مع الأجواء المحيطة بباريس. وأنا أعشق هذا التباين بين الجانب المتوسّطي الحرّ في لبنان وذلك الأكثر نظاميّة في باريس. فهذه المفارقة تغذّي روحي، إذ تمزج ما بين الشمس والغيوم، والبحر والمدينة، والشرق والغرب والمرأة والرجل.

 
شارك