عند تقاطع عالم الموضة وعالم المأكولات… تولد إبداعات استثنائية

قد تبدو العلاقة بين الموضة والطعام غير مألوفة للوهلة الأولى، إلا أنها وثيقة الصلة أكثر مما نظن. ففي السنوات الأخيرة، ركزت العلامات التجارية الفاخرة على توظيف الطعام كأداة لتوسيع آفاق الإبداع وتحدي المألوف. ومع تنامي نفوذ منصّات مثل TikTok و Instagram، وازدياد عدد المستخدمين من الجيل زد، باتت فكرة دمج الطعام في الحياة اليومية وتوثيق ذلك أصبح موضة رائجة تحصد نسب متابعة وتفاعل هائلة. كما قد وجد عالم الموضة تحديداً في الطعام مصدر إلهام غني، إذ أصبحت الطبعات الإبداعية المستوحاة من عالم المأكولات والمفعمة بالألوان والقوام جزءاً لا يتجزأ من الصناعة. وتمكنت علامات عديدة من إثارة ضجة كبيرة من خلال شراكات غير متوقعة، دفعت المتابعين إلى تداولها بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما ساهم في مضاعفة تأثيرها وانتشارها.

ويُعَدّ الجيل زد المحرّك الأساسي لتحويل الطعام إلى تجارب فاخرة تستحق التوثيق عبر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل، ما شجّع دور الأزياء الفاخرة على دمج هذا التوجّه ضمن رؤاها الإبداعية. وفي ظل المنافسة المتصاعدة في عالم الموضة، أصبح الابتكار ضرورة، لذا، تسعى العلامات التجارية دوماً إلى إطلاق أفكار جديدة تُحدث ضجة وتدفع حدود الإبداع قُدماً، وها هي تستخدم عالم الطعام لتحقيق هذه الغاية.

من أبرز الأسماء في هذا المجال المصمّمة البريطانية Anya Hindmarch، التي صنعت لنفسها مكانة مميزة بفضل حقائبها وإكسسواراتها الفريدة. متجاوزةً حدود التصاميم التقليدية، اعتُمِدَت أعمالها كمثال رائد في عالم التعاونات مع شركات متخصصة في إنتاج الأطعمة، إذ استطاعت أن تحول أسماء مألوفة مثل KitKat و CocaCola و Kellogs و Heinz Ketchup و McVitie’s إلى أعمال فنية تُجسَّد في حقائب يد وسلاسل مفاتيح ومحافظ، صُنعت جميعها بدقة بالغة على يد أمهر الحرفيين. والنتيجة؟ قطع فريدة تتخطى حدود الجودة والإتقان، لتعكس روحاً إبداعية حقيقية تخاطب الباحثين عن التميّز والتفرّد.

أما دار Moschino الإيطالية، فلطالما عُرفت بقدرتها على دمج روح الدعابة مع الأزياء. ففي عهد المدير الإبداعي Jeremy Scott، حققت الدار قفزات نوعية في مجال الابتكار، وكان عرض خريف وشتاء 2014 بداية لا تُنسى مع تشكيلة مستوحاة من مطاعم الوجبات السريعة والتغليفات التجارية الشهيرة. ومنذ ذلك الحين، واصلت Moschino اللعب على هذا الوتر الإبداعي، مستفيدة من عالم الطعام كمصدر إلهام متجدد يُبرز الإمكانات الفنية غير المحدودة التي تنجم عن دمج الموضة مع عناصر غير متوقعة، تُضفي طابعاً مرحاً ومبتكراً على التصاميم. ويكفي التذكير بفستان البرغر الشهير الذي ارتدته المغنيّة Katy Perry في حفل ما بعد الـ Met Gala عام 2019، والذي جسّد هذا التوجّه بشكل مثالي. وبعده، أطلقت العلامة ضمن مجموعة ريزورت 2022 قطعاً لافتة مثل فستان الهوت دوغ وتنورة البرغر وقبعة البان كيك، في تشكيلة غنية بالألوان والحيوية اجتاحت الإنترنت وأحدثت ضجة واسعة. ثم تابعت الدار مسيرتها من خلال تقديم حقائب على شكل كرفس وخبز باغيت ضمن عرض خريف وشتاء 2024، مؤكدة التزامها المستمر بجعل الطعام أداة تعبير فني مرحة.

وعلى الخطى نفسها، أطلقت دار Loewe الإسبانية حذاء الـEgg Heel ضمن مجموعة ربيع وصيف 2022، وهو تصميم تجريبي لحذاء بكعب يحاكي شكل بيض مكسور، أحدث ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي عرض خريف وشتاء 2024، قدّمت Fendi إكسسواراً لافتاً يتمثّل بحامل حلوى اللوليبوب Chupa Chups، أضفى لمسة مرحة وخفيفة على مجموعة أنيقة وراقية.

"أتبع إلهامي حيثما ذهب. أريد أن يشعر المعجبون بالمرح والحماسة، وأحب أن يفسّر الناس أعمالي على طريقتهم الخاصة."
Jeremy Scott

سواء كان الإلهام من عالم الوجبات السريعة أو الحلويات أو حبوب الإفطار أو مشتقات الحليب، فإن تعطّش دور الأزياء الفاخرة للابتكار لا يعرف حدوداً. ومع تصاعد الصيحات المطعلّقة بالطعام على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً لدى الجيل زد، باتت فكرة دمج الطعام بالموضة تتنامى بقوة في السنوات الأخيرة. وكل دار تحرص على تقديم ما يعكس هويتها ويجسد روحها الإبداعية، لتؤكّد أن الجمع بين هذين العالمين هو شهادة إضافية على مدى الجرأة والابتكار الذي يمكن أن تبلغه هذه العلامات. وبفضل أيدي الحرفيين الماهرين والمعرفة العريقة المتجذّرة في جوهر كل دار، يتم دمج الجودة الفائقة بالتفاصيل الدقيقة مع الخيال الواسع بطريقة ساحرة، لتنتج عنها دائماً مفاجآت جديدة تذهل المتابعين. والعنصر الأساسي لنجاح هذه الظاهرة هو قدرة العلامات الفاخرة على كسر التقاليد وتقديم ما هو خارج عن المألوف وفريد واستثنائي، ما يتيح لها الحفاظ على مكانتها وتألقها في سوق شديد التنافسية.

 

 

 

اقرئي المزيد : مجموعة مجوهرات آسرة من CHANEL تحمل بصمة عطر N°5 الأسطوري

 

 
شارك