Generation Alpha ما هو التأثير الذي سيحدثه هذا الجيل على مستقبل عالم الموضة؟

في عالمنا اليوم الذي تهيمن عليه تأثيرات وآراء الجيل زد (Generation Z)، ننتظر نمو جيل جديد يُعرف بجيل ألفا (Generation Alpha)، الذي يضم مواليد الفترة ما بين عامي 2010 و2024. ومن المتوقع أن يلعب أفراد الجيل ألفا دوراً حاسماً في تشكيل الاتجاهات العالمية في مجالات الموضة والجمال واللايف ستايل، إذ إنهم وُلدوا في عالم تهيمن عليه الوسائل الرقمية وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، فلا شك أنّ جيل ألفا، الذي يتضمن اليوم أفراداً ناضجين بالنسبة لعمرهم ويُعرفون بـ"التوينز" (Tweens)، سيكون من بين الأجيال الأكثر تمكّناً من الناحية التكنولوجية وتطوراً. ويُنظر إلى هذا الجيل على أنّه الوريث الطبيعي لجيل زد، الذي كان له بالفعل تأثير كبير على التحولات السريعة في العالم، ولذلك يمكننا أن نتوقع التأثير العميق الذي سيحدثه جيل ألفا في المستقبل القريب. وإنّ جيل زد الجديد هو الجيل الأول الذي نشأ في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين يُرجّح أن يكون جيل ألفا هو الجيل الذي سيعيش مع الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على القطاعات الحيوية في العالم.

"سيحظى جيل ألفا بإمكانية الوصول إلى معلومات تفوق بكثير ما كان متاحاً للأجيال السابقة."

وعندما يتعلّق الأمر بعالم الموضة، من المتوقع أن يكون لأفراد جيل ألفا تأثير بالغ عليه، حيث سيتعلّمون من تجارب الأجيال التي سبقتهم مثل جيل زد كما آبائهم الذين ينتمون في الغالب إلى جيل الألفية (Millennials). ووفقاً لشركة McCrindle، يولد أكثر من 2.8 مليون فرد من جيل ألفا كل أسبوع، وبحلول عام 2025، بعد أن يولد جميع أفراد هذا الجيل، سيصل عددهم إلى ما يقرب من ملياري شخص، ليصبحوا بذلك أكبر جيل في تاريخ البشرية. وعلى الرغم من صغر سنّهم، يتمتّع أفراد هذا الجيل بتأثير قوي على العلامات التجارية، بفضل قوتهم الشرائية غير المسبوقة لأي جيل شاب سابق. ومع وجودهم الكبير على الإنترنت، وخاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ هؤلاء المستهلكين الناشئين، الذين سيدخلون مرحلة البلوغ بحلول نهاية عشرينيات هذا القرن، سيكونون من أكثر الأجيال تطوراً في التاريخ.

"من المتوقع أن يسجّل الجيل ألفا نسبة إنفاق تفوق نسبة إنفاق جميع الأجيال الأخرى بحلول عام 2034."

وفي السنوات الأخيرة، كان للأجيال الشابة تأثير كبير على عادات الشراء واتجاهات الموضة والتأثيرات الاجتماعية، إذ أصبحت أصواتهم مسموعة بوضوح على منصات مثل Instagram و TikTok و Snapchat، وهذا الانتشار الواسع والفوري لأصواتهم وآرائهم لم يسبق له مثيل مع أي جيل سابق. وعلى خطى الجيل زد، إنّ جيل ألفا الذي نشأ مع التكنولوجيا المتقدمة ووسائل التواصل الاجتماعي، سيستمر في تحديد الصيحات عبر هذه المنصات، إذ سيفرض تفضيلاته وتأثيراته على قطاع الموضة بشكل واضح من خلال منشوراته الرقمية والانتشار الواسع والسريع لمحتواه. وإنّ أحد العوامل الرئيسية التي ستؤثر على عالم الموضة هو تمسك هذا الجيل الجديد بالتعبير عن الذات، إذ يعيرون أهميّة كبيرة لتلبية رغبتهم في اقتناء منتجات مخصصة لهم وحصريّة. وإذا استمرت هذه الرغبة في الازدياد، فمن المؤكد أننا سنشهد ارتفاعاً في الطلب على الملابس المصممة حسب الطلب التي تلبّي احتياجات المستهلكين المحددة وأذواقهم. وبالتركيز على الأصالة والشفافية والإبداع، يمتلك هذا الجيل الثقة الكافية للتعبير عن رغباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهّل عليه التواصل مع الآخرين.

"الذكاء الاصطناعي في حالة تقدّم مستمر، لذا فإنّ أهم ما يمكن للمسوقين فعله هو الاستفادة من تحليلاته الدقيقة لمراقبة التغييرات والتكيّف معها بفعالية." - Jim Yu، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Bright Edge

وعلى خطى الجيل زد، ومع تزايد الوعي بالقضايا البيئية، يولي جيل ألفا أهمية كبيرة لمفهوم الاستدامة والإنتاج الأخلاقي والشفافية كما الموضة الأخلاقية، ما سيدفع العلامات التجارية لتقديم مجموعات تتماشى مع معايير الموضة المستدامة. ومن العوامل الرئيسية التي تميز هذا الجيل عن غيره هو نشأته في عصر التكنولوجيا، مع الذكاء الاصطناعي والأقمشة الذكية والواقع المعزز، ما قد يجعله قوة دافعة لتحويل الملابس التفاعلية وعملية تجربة الملابس الافتراضية إلى اتجاهات سائدة.

واليوم، يعرف أفراد الجيل ألفا علامات تجارية أكثر من أي جيل آخر، ويفضّلون التسوق من نفس العلامات التي يتسوق منها آباؤهم الذين ينتمون لجيل الألفية بدلاً من التسوق من العلامات التجارية المخصصة للفئات العمرية الأصغر. وباتت العلامات التجارية الكبيرة والعريقة اليوم تتكيف مع تفضيلات هذا الجيل الجديد بتوسيع منتجاتها لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم. ومن جهّة أخرى، قد ساهمت المنصات الإلكترونية أيضاً في تغيير العادات الشرائية لدى المستهلكين واستراتيجيات العلامات التجارية، بحيث بدأ أفراد جيل الألفية بمشاركة حياتهم عبر منصّة Instagramالتي لاقت شعبية كبيرة بينهم، وتلتها منصة Tik Tok التي لاقت شعبية سريعة بين الجيل زد وجيل ألفا، خاصةً مع صيحة "Get Ready With Me" التي من خلالها يعرض المستخدمون منتجات علاماتهم التجارية المفضلة التي يستخدمونها في بداية اليوم. كما سمحت وسائل التواصل الاجتماعي للمستخدمين الأصغر سناً بالمشاركة في صناعة المحتوى عبر المنصات الإلكترونية، وذلك بالتعلّم من صيحات الأجيال الأكبر مع الحفاظ على صوتهم ومكانهم في عالم الموضة.

"على الصعيد العالمي، تشير التقديرات أنّه يولد أكثر من 2.8 مليون فرد من جيل ألفا كل أسبوع، ومن المتوقع أن يتجاوز عددهم 2 مليار بحلول عام 2025."

وإنّ ارتفاع عدد المستهلكين من جيل ألفا ووعيهم بالصيحات دفع العلامات التجارية إلى التركيز بشكل أكبر على استراتيجيات التسويق التفاعلي. فتُعد استراتيجيات التسويق الجذابة بصرياً والتحفيزية، مثل تقديم تجارب ألعاب إلكترونية على منصات مثل Roblox وإطلاق تحديات على وسائل التواصل الاجتماعي، ضرورية للتواصل مع هذا الجيل، حيث تمنحهم شعوراً بالتفاعل المباشر مع العلامة التجارية وتوفّر لهم تجارب مخصصة. جيل ألفا يقدّر الصيحات التي توفّر الراحة وتعدد الاستخدامات، على غرار الجيل زد الذي ينجذب نحو علامات الفخامة الهادئة وملابس الشارع الفاخرة. ولا نتكلّم هنا عن المنتجات فحسب ولكن أيضاً عن تجارب التسوّق الغامرة، مثل تجربة الملابس في العالم الافتراضي والواقع المعزز. وعلامات تجارية كثيرة مثل Gucci و Nike و Off-White جذبت المستهلكين الشباب من خلال دمج ملابس الشارع في مجموعاتهم. فقد نجحت Gucci في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة حماس المستهلكين للمنتجات الجديدة، بينما تمكّنت علامة Off-White من مزج الفخامة وملابس الشارع في تصاميمها، وجذبت المستهلكين الشباب نحوها من خلال المتاجر المؤقتة وتعاونها مع علامات أخرى. أمّا علامة المنتجات الرياضية Nike، فهي تركّز على الابتكار وتقديم خدمات مخصصة واحتضان التقنيات التكنولوجيّة الجديدة لخلق تجارب تفاعلية مع جمهورها.

"من المتوقع أن تصل البصمة الاقتصادية لجيل ألفا إلى أكثر من 5.46 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2029، ما يعادل تقريباً القوة الشرائية لجيل زد وجيل الألفية مجتمعين."

فإذاً، لكي تحافظ العلامات التجارية على علاقتها مع الأجيال الناشئة، لا بدّ من أن تفهم سلوك مستهلكيها وتتماشى مع قيم الجيل ألفا التي تركّز بشكل كبير على مفهوميّ الاستدامة والشمولية. وإنّ أهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية تقف اليوم كمصدر أساسي للمعلومات والترفيه التفاعلي. ولكي تنجح العلامات التجارية في جذب الجيل ألفا والوصول إليه، يجب عليها أن تركّز على أهمية بناء مجتمع يشعر فيه المستهلكون الشباب بالانتماء، ما يخلق في المقابل ولاء طويل الأجل للعلامة التجارية بالإضافة إلى وضع أهمية كبيرة على الاستدامة والموضة الأخلاقية والشفافية. بالإضافة إلى ذلك، على العلامات التجارية أن تركّز على استراتيجيات التسويق الرقمي بتبنّي تقنيات تكنولوجيّة جديدة وتشجيع المحتوى الذي هو من إنشاء المستخدمين، بالإضافة إلى إنشاء محتوى إبداعي وجذاب سيكون بمثابة بوابة جذب قوية لهذا الجيل الناشئ والذي لديه تأثير كبير.

 

 

اقرئي المزيد : الرابط العاطفي بين الجيل زد والعلامات التجارية الفاخرة... أكثر من مجرّد صيحة عابرة

 

 
شارك