كيف تجعلين الرياضة أسلوب حياة بدون مقارنة نفسك بالآخرين

صحيح أنّ الجميع أصبح يتحدّث في السنوات الأخيرة عن اللايف ستايل الصحي وعيش نمط حياة سليم، لكن نتّفق جميعنا على أنّ الرياضة لا تمثّل مجرّد اتّجاه عابر بل هي عادة حياتية أساسية لكلٍ منّا. ولذلك، من الضروري أن تكون متكيّفة مع أسلوب عيشنا وأنشطتها وأهدافنا الشخصية، بدون أي مقارنة مع الآخرين. ونتحدّث أكثر عن هذا الموضوع مع Sarah Lindsay، المدرّبة الرياضية الشخصية للمشاهير ومؤسسة سلسلة النوادي الرياضية Roar.

أهمية الرياضة والتمارين

نتّفق جميعنا على أنّ «اللياقة البدنية» أصبحت عبارة من العبارات التي تتردّد على مسامعنا باستمرار، لا سيّما أنّ الرياضة باتت تُعتبر جزءاً أساسياً من الحياة. ويمكن التحدّث عن أهمية الرياضة على مختلف الأصعدة، سواء جسدياً أو نفسياً أو عاطفياً أو غير ذلك. والتماس هذه النتائج لا يتطلّب جهداً كبيراً، بل نستطيع ببساطة ممارسة الرياضة بشكل دوري وبما يتناسب مع روتيننا اليومي.

من الناحية الجسدية، تشمل فوائد الرياضة تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتقوية العضلات والعظام وتعزيز المرونة والتنسيق بين مختلف وظائف الجسم. أمّا من الناحية العقلية، فتتنوّع منافع الرياضة ما بين التقليل من التوتّر والقلق والاكتئاب وتحسين المزاج وتعزيز الذاكرة والوظائف الإدراكية. بالإضافة إلى ذلك، تعزّز الرياضة حس العمل الجماعي والتواصل وتقوّي العلاقات الاجتماعية وشبكات الدعم. ولن ننسى طبعاً فوائد الرياضة على المستوى العاطفي بما يشمل زيادة الثقة بالنفس والمرونة وتعزيز القدرة على التغلّب على التحديات وتحقيق الأهداف. بإيجاز، يمكن القول إنّه من الضروري إعطاء الأولوية للرياضة، لا سيّما أنّها تضمن حياة أكثر صحة وسعادة.

مفهوم حياتي شامل

بناءً على كل ما سبق، من الضروري أن تكون اللياقة البدنية مفهوماً حياتياً شاملاً. فما هي إذاً الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها لبدء التغييرات الصحية؟

نوصي أولاً بتحديد أهداف واضحة وإعطاء الأولوية لممارسة الرياضة ضمن الأنشطة اليومية. ويعني ذلك جعل التمارين أو التدريبات بمثابة موعد يومي ثابت لا يمكن إلغاءه. وللحصول على المزيد من التشجيع، أحيطي نفسكِ بصديقات أو زميلات داعمات لتشعري بمزيد من المسؤولية وتحفّزي نفسكِ على مشاركتهم هذا النوع من الأنشطة المفيدة. وإلى جانب ممارسة الرياضة، يجب القيام ببعض التعديلات الحياتية الصغيرة من حيث النظام الغذائي وجودة النوم والتحكّم بالتوتّر. ولا تنسي أن تحتفلي بالتقدّم الذي تحرزينه، مهما كان صغيراً، وأن تتكيّفي مع الظروف المحيطة بكِ حتّى تكون اللياقة البدنية بمثابة رحلة تخوضينها بدلاً من تغيير سريع وعابر.

وضع أهداف واقعية بعيداً عن المقارنة

عندما نتحدّث عن «رحلة» اللياقة البدنية والرياضة أو التحوّل بشكل عام إلى لايف ستايل صحي، يجب أوّلاً وضع أهداف واقعية. وللقيام بذلك، عليك التركيز على تطلّعاتكِ وقدراتكِ وظروفكِ الشخصية بدلاً من أن تقارني نفسكِ مع أيٍ كان. ابدئي بتقييم مستوى اللياقة البدنية الخاص بكِ مع الأخذ في الاعتبار العمر والحالة الصحية والوقت المتاح لكِ. ولتكن هذه الأهداف التي تضعينها محدّدة بشكل واضح وقابلة للتحقيق ومرتبطة بإطار زمني حتّى تشعري بمسؤولية بلوغها. وقسّميها إلى أهداف أو خطوات صغيرة حتّى تلاحظي التقدّم في كل مرة. ومن الضروري أن تستمعي إلى جسمكِ، فلا تكوني قاسية معه. كوني مرنة وتقبّلي أنّكِ قد تكونين متعبة أحياناً أو غير قادرة على ممارسة التمارين بشكل كلّي.

دور مواقع التواصل الاجتماعي

يُعتبر حسن اختيار الحسابات التي تتم متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي أمراً أساسياً، كي لا تؤثري سلباً على الرفاه العقلي والعاطفي لا سيّما أنّ مواجهة معايير الجسم غير الواقعية باستمرار قد يؤدّي إلى مقارنة ذاتية سلبية وإلى مشكلات متعلّقة بالنظرة إلى الجسم. لذلك، امنحي الأولوية للحسابات التي تعزّز إيجابية صورة الجسم والتنوّع والأصالة والحسابات التي تركّز على الحياة الصحية وليس على مظهر الجسم فقط. ابحثي عن مؤثرين ومؤثرات يلهمونكِ ويمكّنونكِ من متابعة رحلتكِ والاحتفال بإنجازاتكِ وليس بـ«المثالية». فالمجتمع الداعم من حولكِ يؤدي دوراً جوهرياً في بناء علاقة صحية مع نفسكِ
ومع جسمكِ. 

اقرئي أيضاً: أهمية الرياضة للأطفال وتأثيرها على حياتهم

 
شارك