في اليوم الوطني الإماراتي: امرأة إماراتية تطلق مفهوم "حيوية" للحفاظ على الصحة

باتت الإمارات العربية المتّحدة مركزاً عالمياً للابتكار ولإطلاق مفاهيم مميّزة في مختلف المجالات. ولأنّ الدولة تخصّص مكانة كبيرة لرفاهية المواطنين والمقيمين فيها، تدرك أهمية الرياضة العادات السليمة وأسلوب الحياة الصحي بشكل عام ودائماً ما تطلق مبادرات للتشجيع على كل ذلك. وفي يومها الوطني، اخترنا أن تكون لنا مقابلة مع إحدى النساء الإماراتيات الناجحات في مجال الحياة الصحية، وهي السيدة تعاني طاهر التي أطلقت مفهوم "حيوية".

  1. نحتفل معاً باليوم الوطني الإماراتي. ما هي الرسالة التي ترغبين توجيهها في هذه المناسبة؟

أودّ أولاً أن أتوجّه بالشكر إلى قادة الإمارات العربية المتحدة على تحويل هذا البلد إلى وجهة رائدة عالمياً في مجاليّ التجارة والسياحة، والأهمّ من ذلك، شعلة للسلام والوحدة. وفيما نحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة، أفكّر في تلك الأيام التي شهدت فيها الأمّة تطوراً هائلاً خلال فترة زمنية وجيزة لتصبح قوةً عالميةً في مجالات التجارة والسياحة والتعليم وغيرها من مجالات الرعاية الاجتماعية. وآمل أن تحقّق أمّتنا المزدهرة في المستقبل نجاحاتٍ أكبر، بخاصةٍ على صعيدَي التكنولوجيا والفضاء.

وبمناسبة العيد الوطني الخمسين، أتمنّى أن تبقى الإمارات العربية المتحدة مصدر إلهام للعالم ليمهّد طريقه بمثابرة واجتهاد وإيمان. وهنا أغتنم الفرصة للتعبير عن أطيب التمنيات وفائق الاحترام لقادة البلد والزملاء الإماراتيين وجميع السكان الذي يعتبرون هذا البلد وطناً لهم.

 

  1. في مايو 2021، قرّرت كامرأة إماراتية الانطلاق في عالم الأعمال. أخبرينا أكثر عن مفهوم "حيوية" الذي أطلقته وعن مصدر الإلهام وراء هذه الخطوة.

تعني HAYAWIIA أو "حيوية" الصحة والنشاط، والمفهوم هو عبارة عن وجهة متميّزة للمأكولات الصحّية والمستحضرات الطبيعية للعناية بالجمال من أجل ضمان أسلوب حياة صحّي. وتضمّ "حيوية" أكثر من 1700 منتج من المأكولات ومستحضرات التجميل عالية الجودة، متاحة كلّها عبر موقعنا الإلكتروني ومتجرنا التقليدي. ويضع هذا المفهوم المتكامل في يد العملاء تشكيلةً متنوّعةً من البدائل الصحية الغنية بالنكهات، بما فيها خيارات نباتية وخيارات خالية من منتجات الألبان أو الغلوتين وخيارات خالية من القمح أو الحبوب، ناهيك عن خيارات مناسبة لنظام الكيتو وأخرى منخفضة السكر والنشويات. هذا إلى جانب مستحضرات تجميل ومستحضرات عناية بالبشرة طبيعية خالية من المواد الكيميائية وغير مُختَبرة على الحيوانات.

فعندما ننظر حولنا، نرى كم يمرّ الناس بأوقات عصيبة بسبب الجائحة... كيف خسر البعض وظيفته وبات عاجزاً عن اتباع أسلوب حياة صحيّ، علمًا أنّ الأمر هذا أساسي لتعزيز المناعة. وبالتالي، الجائحة بحد ذاتها هي التي ولّدت في داخلي الشغف والرغبة في ابتكار هذا المفهوم.

 

  1. ما هي الصعوبات التي واجهتها كامرأة عند إطلاق مشروعك؟

أعتقد أنّ هناك مفهوماً خاطئاً في المجتمع بأنّ النساء يواجهن تحدياتٍ في هذا البلد. فقد شكّلت الإمارات العربية المتحدة على مرّ التاريخ، مركزاً للابتكار والنموّ والتطوير. فقادة البلاد يشجّعون دوماً ويعدّون استراتيجياتٍ جديدةً في سبيل دعم الاقتصاد، ورواد الأعمال، والنساء على وجه الخصوص.

إلى جانب التحديات المتمثلة في إدارة الأعمال، أشعر بامتنان كبير لبلدنا الجميل على الدعم الذي تلقيناه من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ومؤسسة خليفة لتطوير المشاريع ومجتمع الأعمال ككلّ، الذي قَبِلنا بصدر رحب.

 

  1. ألم تخافي من تداعيات أزمة كورونا؟

بصفتي رائدة أعمال، تشكّل مواجهة الصعوبات والتحديات جزءاَ من دورنا الوظيفي. لا شكّ في أنّ الجائحة تركت آثاراً مدمّرةً على الاقتصاد والهياكل الاجتماعية. ولكن، بعكس الاعتقاد الشائع، فقد سمحت للكثيرين بالسعي وراء أهدافهم وبدء مشاريع جديدة. فقد شهدنا اندفاعاً غير مسبوق نحو التجارة الإلكترونية وفئة السلع سريعة الاستهلاك، وذلك ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة، لا بل أيضاً في كافة أنحاء العالم. واليوم أصبحنا أكثر من أي وقت مضى نفهم اختياراتنا، أو طبيعة عملنا أو مسائلنا الشخصية، وهذا تغيير إيجابي. علاوةً على ذلك، سوف يشكّل الطعام دوماً ضرورةً للبقاء على قيد الحياة. وكما يقول المثل القديم، الصحّة رأسمال الإنسان. في الأوقات الراهنة، فإنّ الخطر على المشاريع الجديدة ورواد الأعمال أعلى، لكنّ الأمر يستحقّ العناء بالنسبة إلينا. إذا تحلّينا بالصبر وحافظنا على التفاؤل، سنبلغ من جديد مرحلة الازدهار الكامل.

 

  1. لماذا اخترت اسماً عربياً لمفهومك؟

أنا مواطنة إماراتية فخورة بثقافة بلدي وأعتزّ بها. كان من الطبيعي جداً بالنسبة إليّ أن أحوّل هذه المفاهيم إلى مشروع خاص بي. ومن هنا، أتى اسم "حيوية"، وهي كلمة عربية تترادف مع الصحة والنشاط، بما يتوافق مع رؤية المشروع ألا وهو تزويد الجميع بمنتجات أفضل ليتنعّموا بحياة صحية.

 

  1. بالنسبة إليك، لا يتطلّب اتّباع أسلوب حياة صحي بشكل عام إنفاق الكثير من المال. كيف ذلك؟ وما هي برأيك أهمّ العادات التي ينبغي بنا كنساء عربيات اتذباعها من أجل الحفاظ على صحّتها على الرغم من الحياة المزدحمة التي نعيشها؟

لا يتطلّب اتباع حياة صحّية إنفاق مبالغ هائلة أو تمضية ساعات طويلة في النادي الرياضي. فسرّ الحياة الصحية والعمر الطويل يكمن في اتخاذ خيارات بسيطة إنما واعية ومدروسة. فإنّ تغييرات بسيطة في عادات الحياة اليومية، كاستخدام السلالم بدلاً من المصعد أو الأكل بوعي، تساهم حتماً في تعزيز المناعة مع الوقت. كما أنّ المعلومات بشأن النظام الغذائي والمأكولات أصبحت متاحةً بسهولة، لذا من المهمّ تثقيف الذات وتشارك المعرفة.

بالإضافة إلى ذلك، لطالما اعتُبِر الغذاء الصحي خياراً باهظ الثمن، بما أنّ البدائل الصحية غالباً ما يكون سعرها أغلى من المنتجات "غير الصحّية". يجب أن تكون صحّتنا وعافيتنا في صدارة الأولويات، وتؤدّي الطريقة التي نغذّي فيها أجسامنا دوراً حيوياً في التنعّم بحياة قوية وسليمة بعيداً عن شبح الأمراض. وها نحن في "حيوية"، نكذّب ذلك المعتقد السائد، عبر تزويد الجميع بمنتجات عالية الجودة وبسعر مقبول.

 

7. ماذا عن الإقبال على الأطعمة والمنتجات الصحية في الإمارات؟

الطلب هائل، حتى أنّ العلامات الكبرى باتت تدرك أيضاً قيمة المنتجات الأفضل للصحة. كما أنّها توسّع محفظة منتجاتها لتشمل منتجاتٍ صحيةً. أصبح هناك معرفة ووعي أكثر من أي وقت مضى. فمن الضروري أن تكون المنتجات الصحية متاحةً. وأخيراً، من جرّاء ما واجهناه في السنوات الثلاث الأخيرة، أدركنا أنّ الصحة هي أغلى ما نملك.

 

  1. ما رأيك بالمبادرات التي تطلقها الحكومة للتشجيع على ممارسة الرياضة والنشاط وعلى عيش حياة صحية بشكل عام؟

برأيي، لقد شكّل التأثير تحوّلاً تدريجياً محفّزاً للمجتمع ككلّ. وبما أنّها مبادرة حكومية، فقد أعطت سكّان البلد مجالاً لإيجاد وقت للاستثمار في صحتهم. وهنا تستطيع منظمات عديدة ترسيخ هذه النشاطات في بيئتها المؤسّسية، حتى أنّ أساتذة المدارس والأطفال سوف يستفيدون من هذه الخطوة. وبما أنّ شباب اليوم منخرطون في هذه النشاطات، يشكّل رفاه المجتمع حجر الأساس لمستقبل صحي أكثر.

 

  1. ما هو دور التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لنمط الحياة الصحي؟

تشكّل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ثنائياً قوياً يمكن من خلاله تحقيق أهداف عديدة. فبفضل المحتوى التفاعلي والمَرِح والتثقيفي على شبكة التواصل الاجتماعي، يصبح مجتمعنا أكثر اطلاعاً على أنواع المأكولات الصحية المتاحة بسهولة وعلى الأصناف التي يضعها العالم في متناولهم. لا شكّ في أنّ التطوّر التكنولوجي قد عزّز سهولة الوصول إلى المعلومات، ولم تعد المعرفة حكراً على فئة محددة بل أصبحت في متناول جميع مستخدمي الإنترنت.

 

  1. ما هي الأنظمة الغذائية الأكثر شيوعاً في الإمارات؟

شهدنا ارتفاع الطلب على منتجات الكيتو، والبدائل الخالية من الغلوتين والخيارات النباتية الصرف. وهذا ليس نظاماً غذائياً فحسب، إنما هو نمط عيش قائم على معتقدات ومتطلبات غذائية مختلفة.

اقرئي أيضاً: هل تساعد الرياضة على تحسين النوم في الليل؟

 
شارك