LISBETH LARSEN: سكّان الشرق الأوسط يفضّلون الألوان الجريئة في محيطهم
لأنّ الألوان تجمّل عالمنا وتغيّر محيطنا وتجدّد من طاقتنا، زرنا معرض Everything is Connected في Ventura Lambrate في ميلانو الذي جمع أبرز المواهب العصريّة النروجيّة في التصميم والحرفيّة لينقل إلينا صورة المشهد الإبداعي في البلد. وقد سنحت لنا فرصة التحدّث مع Lisbeth Larsen المديرة العالميّة للألوان في شركة Jotun للدهان فأطلعتنا على آخر صيحات الألوان لهذا الموسم.
يصعب إيجاد صيحات الألوان، فأين تبحثين وما الذي يلهمك لاختيارها؟
في الواقع، لقد عملت طوال 12 عاماً في مجال الموضة والآن في مجال الديكور والتصميم الداخلي وأظنّ أنّ كلا المجالين يبحث عن الأمور نفسها حاليّاً. أذكر مثلاً أنّه خلال حقبة الستّينات أصدرت Marie Quant مجموعة من التنانير القصيرة وكان طابور النساء اللواتي انتظرن دورهنّ لشراء التنّورة الزهريّة القصيرة هائلاً. ولكنّ الوضع قد تغيّر اليوم إذ إنّ الناس لا يرضون أن يُملى عليهم ما يجب أن يرتدوه بل أصبح كل شخص يبحث عمّا يناسبه. الجميع يعرف اليوم ما يلائمه وما لا يلائمه في المجالين. في الماضي، كان الناس يسألوننا عن الألوان الرائجة أمّا اليوم فهم يسألوننا عن التدرّج الذي يناسبهم مثلاً أو ذلك الذي يوحي بالهدوء أو اللون الأنسب لطفل يعاني من فرط الحركة. بات الناس اليوم يبحثون عمّا يساعدهم في حياتهم اليوميّة. ولا يمكننا أن ننسى أنّنا نعيش في العصر الإلكتروني، لذا لا بدّ من استغلال ذلك في كل المجالات. وقد رأينا هذا الأمر في عالم الموضة إذ ابتكر مصمّم أزياء ألماني ملابس تدلّك الشخص عندما يلمسه أحد وهذا ما نسعى إليه نحن أيضاً، إذ نحاول دائماً أن نبحث عن فرص جديدة لنساعد الناس في حياتهم اليوميّة فنقدّم مثلاً الألوان الجميلة لنحثّهم على الاسترخاء.
من أين استوحيت الألوان الثلاثة الجديدة: Nordic Breeze وBlue River وNorwegian Wood؟ وكيف ستؤثّر في مجال تصميم الأزياء والموضة؟
سنرى الكثير من ألوان الباستيل هذا العام ولا سيّما الأزرق الباهت الذي أصدرناه، فهو ليس عصريّاً وحسب بل يمكن استخدامه على الأسطح الكبيرة أيضاً. وقد اخترته بنفسي لجدران غرفتي لأنّه فعلاً ناعم وهادئ كما أنّه يليق جدّاً بمنطقة الشرق الأوسط بما أنّ الطقس حارّ جدّاً هناك، فعندما يدخل المرء إلى غرفة من اللطيف أن تكون الأجواء مهدّئة. وقد استوحيت في الواقع لون Norwegian Wood من مدينة مسقط في عمان ومن عمامات الرجال باللون البيج والتطريز الأحمر والبنّي عليها. هذا اللون البنّي المائل إلى الأحمر سيكون مناسباً على جدار واحد أو اثنين وهو يتماشى أيضاً مع السجّادات الرائعة في منطقة الشرق الأوسط. أمّا لون الأزرق الداكن Blue River فهو عصري وقويّ، وهذا ما قد يختاره المهندسون وهو يليق بالمكاتب والشركات أكثر من المنازل، ولا شكّ في أنّه لون مميّز وجميل.
هل تظنّين أنّ مصمّمي الأزياء سيختارون هذه الألوان أيضاً؟
لقد اختار بعض المصمّمين الألوان التي أصدرناها بالفعل! فمجموعة Prada مثلاً لهذا العام تتضمّن اللّون البنّي نفسه، كما أنّ Jil Sander استخدمت اللون الأزرق الفاتح أيضاً.
هل تتعاونين مع المصمّمين مباشرة؟
كلّا إنّما أراقب أعمالهم وقد أحضر بعض عروض الأزياء أحياناً.
وهل تستوحين أنت بدورك من مصمّمي الأزياء؟
بالطبع، فأنا أحبّ المصمّمين اليابانيّين مثل Yohji Yamamoto إذ تعجبني تصاميمه. وأنا أبحث بشكل خاصّ عن الألوان المريحة لأنّنا نريد أن تتماشى ألواننا مع أسلوب حياة الناس.
ما هي برأيك الألوان التي سيحبّها الناس في منطقتنا؟
أظنّ أنّهم سيحبّون الأزرق الفاتح وألوان الباستيل بشكل عامّ، بالإضافة إلى اللّون البنّي أيضاً.
هل تظنّين أنّ اللّون البنّي سيتماشى مع ألوان المناظر الطبيعيّة في الشرق الأوسط؟
نعم أظنّ ذلك لكن يجب ألّا يكثر الناس من استخدامه.
هل تجدين أنّ ذوق الناس في الشرق الأوسط جريء أم كلاسيكي في ما يتعلّق باختيار الألوان؟
الناس في الشرق الأوسط يفضّلون الألوان الجريئة حتماً ويحبّون تجربة الألوان الجديدة أيضاً وبالنسبة إليّ هم الأكثر جرأة في العالم. كما أنّنا قد ابتكرنا تدرّجات خاصّة بالشرق الأوسط وقد لاقت
نجاحاً هائلاً.
هل ستخصّصون ألواناً لمنطقة الشرق الأوسط قريباً؟
نعم، سنصدر ألواناً خاصّة بالشرق الأوسط قريباً وبمناطق أخرى أيضاً وستكون حتماً مختلفة. ففي الدول الإسكندنافيّة يفضّل الناس ألوان الطبيعة مثلاً لكن في الشرق الأوسط يحبّون كل ما هو أكثر تميّزاً.
اقرئي أيضاً: JO ENGLAND: أستمتع بالمزج بين الأسلوب الكلاسيكي والعصري، فن الخط يدخل إلى علب الأزهار، أكسسوارت منزلية من وحي المشغولات المعدنية في الهند