دور الموضة في تعزيز الثقافة ونصائح لإطلاق مشاريع ريادية
لا يُخفى على أحد منّا أنّ المجتمع لا يتكوّن من عنصر واحد، بل هو نتاج عناصر ومكوّنات كثيرة تجتمع معاً لتعكس صورة كلية واحدة. وعلى هذا الأساس، يؤدي كل قطاع دور في الارتقاء بالمجتمع وتقديم صورة أفضل عنه من مختلف الجوانب. فعلى سبيل المثال، يساهم قطاع الموضة في تعزيز الثقافة سواء من خلال المبادرات التي تطلقها العلامات التجارية أو الأنشطة التي يتم إطلاقها لأهداف وغايات متنوّعة أو غير ذلك.
وقد اخترنا التحدث عن هذا الموضوع مع Jelizaveta Kozlova، رائدة الأعمال ومؤسسة وكالة العلاقات العامة EK Laboratory والخبيرة العالمية في مجال الرفاهية والاتصالات الاستراتيجية في قطاع الموضة وإدارة العلامات التجارية. حتّى أنّ Kozlova قدّمت لنا نصائحها القيّمة لإطلاق مشاريع ريادية ناجحة.
- كيف تعكس الموضة القيم الثقافية وتؤثر على التجارب الثقافية؟ وكيف يمكنها أن تساهم حتّى في تعزيز القدرات السياحية؟
تُعتبر الموضة وسيلة قوية تعكس القيم الثقافية وتؤثر على التجارب الثقافية بأساليب متعدّدة. فالموضة المتجذّرة في الثقافة تستلهم غالباً من التقاليد المحلية والتاريخ والحرف اليدوية، فتعزّز بالتالي الإرث الثقافي وتحافظ عليه. أمّا في ما يتعلّق بالسياحة، فيساعد قطاع الموضة في جذب الزوار الذين يسعون إلى التواصل والتفاعل مع محترفين ومتخصّصين يشاركونهم التفكير ذاته وحب الموضة. فعلى سبيل المثال، تخلق فعاليات أسابيع الموضة بيئة ثقافية نابضة بالحياة وتساهم في الاقتصاد الإبداعي في البلدان، من خلال إدارة الفعاليات والضيافة وقطاعات الأكل والشرب. وبالتالي، يشكّل المجال الإبداعي محفّزاً للتعبير عن الذات، فيسمح للأفراد باحتضان تفرّدهم والتفاعل مع المحيط من حولهم. ونتيجةً لذلك، نجد أنفسنا نندفع إلى المشاركة في المشهدية الثقافية والأحداث الثقافية المجتمعية، ما يعزّز البيئة الثقافية الديناميكية في نهاية المطاف.
- ما هي التحديات التي واجهتها كرائدة أعمال؟ كيف نجحت في تخطّيها وما هي الدروس التي اكتسبتيها؟
بما أنّنا أمتلك أكثر من 10 سنوات من الخبرة في القطاع وبما أنّني عملت في 4 دول مختلفة، واجهت طبعاً تحديات كثيرة خلال مسيرتي. فقد اضطررت إلى التعامل مع القواعد القديمة التي تؤثر على تطوير الأعمال، لا سيّما حين يتطلّب القطاع تقدّماً مستمراً. ولذلك، أؤمن بضرورة تنمية المرونة والمثابرة، أي تقديم أفضل ما لديك في الوقت الحاضر. فعلى سبيل المثال، أحاول تحليل الاتجاهات السائدة في السوق وأعتمد على تجاربي قبل أن أتّخذ أي قرار يتماشى مع أهدافي. كذلك، أجد أنّه من الضروري الانفتاح على الآخرين والحصول على إرشاد والاستفادة من قوة التعاون والعلاقات مع الذين يتشاركون الرغبة في تحقيق نجاح متبادل.
- ما هي القواعد الأساسية التي يجب الالتزام بها عند إطلاق عمل أو مشروع جديد في قطاع الموضة والفخامة؟
بما أنّني عملت في مناصب مختلفة وشاركت في تأسيس شركتين، أعتقد أنّ تقديم عمل عالي الجودة هو أساسي. كذلك، من الضروري أن نفهم الدور الذي نؤديه. فمن ناحية أولى، من الضروري أن نكتسب معرفة بقطاع الفخامة والرفاهية الفريد من أجل فهم العمليات الداخلية والفروقات الدقيقة. كذلك، لا بدّ من إظهار درجة عالية من الاحترافية سواء في التصميم أو أسلوب العرض الشفهي أو تحليل الاتجاهات. ولأنّ التقنيات والاتصالات تتطوّر بسرعة، يُعتبر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصالات وتقنية المعلومات وأيضاً التسويق الرقمي أساسياً. أمّا القاعدة الرابعة، فهي التحلّي بالفطنة التجارية أي اكتساب معرفة كبيرة بالمجالات الأساسية مثل التخطيط التجاري والمحاسبة وغيرهما، حتّى ولو تمت الاستعانة بمصادر خارجية. وأخيراً، من الضروري أن ندرك أهمية التسويق الشخصي للعلامة التجارية وبناء شبكة من الأفراد الداعمين في القطاع.
- ما هي نصيحتك لكل امرأة عربية تريد أن تصبح رائدة أعمال؟
بحسب القطاع الذي تهتمّين بدخوله، أنصحك أن تمتلكي أولاً خطتين محدّدتين وواضحتين (الخطة الأساسية والخطة الثانوية)، وذلك مع إجراء أبحاث السوق اللازمة للسنوات الثلاثة الماضية ومع تطوير مخطّطات تجارية ومالية للسنوات الثلاثة التالية. كذلك، فكّري في الدعم الذي يمكنك الحصول عليه من مجتمعك المحلي، مثل المبادرات التي تطلقها مثلاً وزارة الثقافة لتعزيز الصناعات الإبداعية وتمكين النساء وريادة الأعمال.
اقرئي أيضاً: نصائح تساعدك في إنشاء مشروع ناجح