الاحتفال بالمناسبات السعيدة يعيد إحياء العلاقة بين الشريكين

تختارين فستانًا فاخراً للتألّق به... تضعين اللمسات الأخيرة على تسريحتك... القليل من أحمر الشفاه بعد رشّة عطر خفيفة... ها قد انتهيت. تتشوّقين لردّ فعل زوجك حين يراك... لقد بتّ مستعدّة للخروج من الغرفة والاحتفال بيوم الرومانسيّة. فهذا اليوم هو من المناسبات الكثيرة التي تخصّ الشريكين، فما مدى أهميّة تذكّره والاحتفال به؟ هل يساهم ذلك في تقوية العلاقة أم أنّها مجرّد طقوس غير ضروريّة؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها التقينا الطبيبة النفسيّة المقيمة في الإمارات كارين بخعازي.

ما مدى أهميّة الاحتفال بالمناسبات السعيدة لتقوية العلاقات عامّة والعلاقة الزوجيّة خاصّة؟  
الاحتفال بالمناسبات السعيدة سواء ذكرى الزواج أو يوم الرومانسيّة أو الأعياد المختلفة هو أمر حيوي ومفيد جدّاً للعلاقات. فهذه الأيّام هي جزء مهمّ من حياتنا، سواء كانت أحداثاً شخصيّة 
أم اجتماعيّة أم ثقافيّة، وهي لا تذكّرنا بأيّام مهمّة وسعيدة مرّت بنا في السابق وحسب، بل تدعونا أيضاً للاحتفال بها والاحتفاظ بذكراها للمستقبل. لذلك، علينا ألّا نستهتر أو نستهين بأهميّة هذه المناسبات ونضع ملاحظات على روزنامتنا أو مفكرّتنا كي نتذكّر في حال نسينا بسبب انشغالاتنا المختلفة، وهكذا نتحضّر قبل وقت ونفي كلّ مناسبة حقّها. فإحياء هذه الأيّام الخاصّة يمنحنا فرصة التفكير في العلاقة 
أو الاجتماع معاً لتذكّر شخص ما أو الاحتفال بحدث سعيد. ويعطينا الاحتفال بالحدث فرصة للنظر إلى الوراء والتفكير في ما كنّا عليه وأين أصبحنا والتأمّل في الماضي. ولا تدلّ هذه الأيّام المميّزة على مدى تطوّر علاقاتنا وحسب إنّما تمنحنا شيئاً نتطلّع إليه في المستقبل.

هل قد تقلّص هذه الاحتفالات المشاكل أو على الأقلّ تقلّل من تأثيرها على استقرار حياة الزوجين فتكون بمثابة لقاء للتصافي والتصالح والتحدّث والمصارحة؟
الاحتفالات تكسر الروتين وتوجد مساحة مناسبة للتصافي لتجاوز أيّ لحظات سلبيّة توتّر العلاقة وتؤذيها، هي تعطي الشريكين استراحة من الضغوط المستمرّة وتضمن لهما لحظات جميلة وسعيدة تحفر في الذاكرة لسنوات طويلة. كما أنّ التخطيط والحرص على أدقّ التفاصيل ومحاولة إرضاء الآخر والقيام بما يحبّه، كلّها جهود تظهر الاهتمام الحقيقي بالشريك وتبيّن مدى أهميّة العلاقة في حياة الطرف الثاني، وهذا الأمر كفيل بمفرده بأن يقوّي الرابط بين الشريكين ويمنحهما لحظات سكينة وهدوء ورومانسيّة باتت نادرة في وقتنا الحالي. لذلك، من الضروري إيلاء أهميّة لهذه الاحتفالات وعيش شعور الترقّب والحماس.

كيف تؤثّر الهدايا والمفاجآت على الشريكين؟
البشر اجتماعيّون بالفطرة، تتحقّق سعادتهم من خلال التعاون مع بعضهم البعض بدلاً من الاهتمام فقط بأنفسهم. الإيثار أي تفضيل الآخر على الذات وتقديم مصلحته على المصلحة الذاتيّة والإيثار المتبادل هو ما نحتاج إليه في علاقاتنا، وجزء من هذا المفهوم يتحقّق من خلال تقديم الهدايا وتلقّيها. ففعل العطاء يعزّز العلاقات ويقوّيها كما أنّ هذا المبدأ بحدّ ذاته ينشر الإيجابيّة والسعادة لدى الطرفين. في الواقع، يميل معظم الرجال إلى العقلانيّة في تفكيرهم وينظرون إلى القيمة الماديّة للأشياء وإلى مدى أهميّتها فنرى الرجل يهدي المجوهرات الثمينة أو العطور الفاخرة من دون أن يفكّر كثيراً بهديّة ذات أبعاد معنويّة، أمّا المرأة، فتميل إلى الهدايا ذات الطابع الشخصي والعاطفي، تبحث بجهد أكبر عمّا يحبّه شريكها أو يحتاج إليه وتقضي وقتاً أطول في التحضير. هي تبحث عن المعنى الكامن وراء الهديّة ولا تهتمّ بثمنها بل برمزيّتها. الهدايا هي الوسيلة الأكثر فعاليّة لإظهار أهميّة العلاقة في حياة الطرفين، فهي تشير إلى مدى الاهتمام وتقوّي الروابط، حتّى أنّها قد تصلح أيضاً بعض العيوب في العلاقة.

كيف يمكن أن يحصّن الزوجان علاقتهما ويقوّيانها؟
في السنوات الأولى من الزواج تكون الحياة جميلة والعلاقة مثيرة للاهتمام ولكن مع تقدّم السنين، يتعيّن على الأزواج العمل معاً للحفاظ على الرومانسيّة. فعندما تتطوّر العلاقة ونشعر بالراحة، تبدأ البهجة التي كانت موجودة في البداية بالتلاشي وتقع العلاقة في روتين مملّ وتأخذ الحياة نمطاً محدّداً، صحيح أنّ الحبّ يظلّ موجوداً ولكنّ الشغف يتناقص بشكل ملحوظ. وفي هذه المرحلة، يجب كسر الروتين وخوض تجارب مشتركة ترضي الطرفين وتعيد إليهما الشعور بالإثارة والبهجة فتجمعهما معاً من جديد إنّما على أمور لم يقوما بها في السابق، ليكتشفا نواحٍ لم يعرفاها في الآخر ويستعيدا عنصر المفاجأة الذي يجعل الشريك أكثر جاذبيّة.
اقرئي المزيد: ستفاجئك فوائد ممارسة الرياضة مع شريك حياتك

 
شارك